قالت مجلة "ميليتري ووتش" الأمريكية إن نظام كوريا الشمالية، عبر توسعة "مجمع يونجبيونج النووي" لاستيعاب ألف جهاز طرد مركزي جديد، ربما يحاول إلقاء المزيد من الضغوط على الولايات المتحدة الأمريكية، التي رفضت في الماضي عرضا تقدمت به بيونج يانج في فبراير 2019 لمراقبة المجمع النووي ووقف العمل به في مقابل رفع العقوبات الغربية المفروضة على كوريا الشمالية.
وأضافت المجلة أن كوريا الشمالية تسعى من خلال تلك التطورات الأخيرة إلى تنويع ترسانتها من الصواريخ المزودة برؤوس نووية، بما فيها صواريخ كروز الاستراتيجية العابرة للقارات التي تحظى بأولوية قصوى بالنسبة لبيونج يانج.
وتوقعت المجلة الأمريكية، المتخصصة في الشؤون العسكرية، تصاعد الضغوط الكورية الشمالية على الولايات المتحدة على نحو تدريجي حتى تستجيب إدارة بايدن، لتلك الضغوط بالدخول في محادثات يكون الهدف النهائي منها القيام برفع بعض أشكال العقوبات الغربية التي فرضت عبر الأمم المتحدة على النظام الكوري الشمالي بسبب برنامجه النووي.
وعلى وقع العقوبات الغربية والأممية، تضررت بشدة قدرات كوريا الشمالية على استيراد النفط، وهو أمر أدى بنظام بيونج يانج إلى إبراز الطاقة النووية كوسيلة توليد كهرباء لتعويض النقص في الوقود الأحفوري اللازم للمحطات التقليدية.
وتشير مصادر إلى أنه من المحتمل أن يكون تحديث البنية النووية الكورية الشمالية يتم بمساعدة إيرانية، في ضوء التعاون الوثيق بين الجانبين في هذا المجال، بما قد يرفع بشكل كبير من قدرات البلدين على توليد الطاقة وإنتاج أسلحة نووية، بحسب ما نقلت المجلة الأمريكية.
وكانت أقمار صناعية أمريكية كشفت أن كوريا الشمالية تجري توسيعات على مجمع "يونجبيونج" النووي لزيادة قدرته على إنتاج المزيد من اليورانيوم المخصب المخصص لإنتاج أسلحة نووية.
وأفادت شركة "ماكسار"، المتخصصة في الأقمار الصناعية، بأن صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها عبر محطاتها الأرضية في مقرها على الأراضي الأمريكية، تشير إلى أن نظام كوريا الشمالية يسعى إلى زيادة معدلات إنتاجه من الرؤوس النووية بنسبة تزيد على 25 في المائة، وفق تقديرات غربية.
ونقلت مجلة "ميليتري ووتش" الأميركية، عن شركة "ماكسار" قولها اليوم إن التوسعات التي تجريها كوريا الشمالية ستضيف ما يقرب من 1000 متر مربع كمساحة جديدة للمجمع النووي، وهو ما يتيح مساحة لنحو 1000 جهاز طرد مركزي جديد أو أكثر.
يُشار إلى أن توجيهات زيادة القدرات النووية في كوريا الشمالية كانت قد صدرت أثناء انعقاد مؤتمر "حزب العمال الكوري" الحاكم في يناير 2021، والتي ركزت بصفة خاصة على "تطوير التكنولوجيا النووية إلى مستويات أعلى، وإنتاج أسلحة نووية أصغر وأخف ذات استخدامات تكتيكية"، وهو ما يتزامن في الوقت نفسه مع "المضي قدمًا في إنتاج رؤوس نووية عملاقة"، وهو تعبير يُعتقد أن المقصود به إنتاج قنابل هيدروجينية، على حد قول المجلة.