وجه وزير سلاح الجو الأمريكي، فرانك كيندال، في أول كلمة رسمية يلقيها، رسالة إلى الكونجرس قال فيها: "إن الطائرات (المدنية) في مقاطعاتكم ليست معفاة من التكهين، وسلاح الجو ينبغي أن يعمل على توفير المبالغ لحيازة مقاتلات، ومسيرات (درونز)، وأسلحة الجيل التالي".
وقال كيندال أمام "مؤتمر الطيران والفضاء والانترنت"، الذي يُعقد تحت رعاية اتحاد سلاح الجو الأميركي" خلال الفترة من 20 إلى 22 سبتمبر الجاري، "لديّ مطلب واحد من الكونجرس: ساعدونا على التركيز في معركة واحدة- معركة التنافس الاستراتيجي- التي ينبغي الفوز بها".
ونقلت مجلة "ديفينس نيوز" الأميركية عن كيندال قوله "إذا كنا سنُصر على التمسك بموروث كل نظام لدينا، فلن ننجح أمام منافسين استراتيجيين ممولين بشكل قوي".
وأكد أن "فريقنا الواحد لن يتمكن من الفوز في معركته الواحدة لردع الصين أو روسيا دون أن تتوافر لديه الموارد، التي نحتاجها والإرادة لموازنة مخاطر اليوم من أجل تلافي الوقوع في مخاطر أضخم بكثير في المستقبل".
وأعرب وزير سلاح الجو الأميركي في كلمته عن تفهمه للمحددات السياسية، غير أنه عبر عن سعادته بالعمل مع الكونجرس لإيجاد "آلية أفضل لإجراء التغييرات التي نطلبها، ولكن علينا أن نمضي قدماً"، على حد تعبيره.
عقب تولي كيندال منصبه في أواخر يوليو الماضي، وضع سلاح الجو وسلاح الفضاء تحت ضغط شديد لإجراء ترميم وإصلاح لموازنة الخدمات التي قدمها أخيرا قبل يومين إلى مكتب وزير الدفاع.
وأكد أن الموازنة لا تتماشى مع توجه الكونجرس للاحتفاظ بأعداد معينة من تراث الطائرات الشهيرة، لكنه لم يفصح عن المزيد من التفاصيل في هذا الشأن.
وكان سلاح الجو الأمريكي يتحرَّج من السعي إلى إخراج أسطول كامل من الطائرات من الخدمة، وهو سلوك كان شائعاً أثناء إدارة أوباما، وخلالها لم تفلح محاولة سلاح الجو في التخلص من أسطول طائرات التجسس "يو-2"، ومسيرات الاستطلاع "آر كيو-4 جلوبال هوك"، والمقاتلات الهجومية "إيه-10 وراثوج".
آنذاك، رأى قادة أن بنود قانون مراقبة الموازنة يجعل من المستحيل تحديث القوات بمقاتلات الجيل التالي، بينما في الوقت نفسه السلاح عالق في طائرات معمرة ذات كلفة باهظة في الاحتفاظ بها.
وبدلاً من ذلك التوجه وخلال العامين الماضين، وضع سلاح الجو الأميركي مقترحات موازنة تطالب بالتخلص من نسبة من مخزونات طائرات معينة، على سبيل المثال عدة أسراب من طائرات "إيه-10"، والطراز الأقدم من "جلوبال هوك"، والعشرات من طائرات إمداد الوقود من طراز "كيه سي-10".
وأشار كيندال إلى أن سلاح الجو بوسعه العودة إلى تبني مقاربة أكثر تقدماً، من خلال دفع المشرعين إلى الموافقة على تكهين "الطائرات التي لم نعد بحاجة إليها، وتلك التي لم تعد ترهب الصين".
وأوضح أن أسطول الطائرات الأقدم هذه "يستنزف موارد ثمينة نحتاجها في التحديث"، مضيفاً أنه في الوقت الذي نتفهم فيه محاولة المشرعين حماية اقتصادات المقاطعات والأقاليم الخاصة بهم، فإن المصالح السياسية المحلية تأتي على حساب أولويات الأمن القومي.
ونبه إلى أنه "كانت هناك واقعة مكررة أثناء محاولة تأكيد نظرتي وخلال الحديث مع أي سيناتور، فأجده يتفق، أو تتفق معي، على أهمية التهديد الصيني، لكنه في الوقت نفسه، يخبرني أنه تحت أي ظرف من الظروف- عليك أن تختار- هل ممكن تكهين طائرات "سي-130"، أو "إيه-10"،أو "كيه سي-10"، أو "إم كيو-9"، الموجودة في ولايته أو ولايتها، دون أن تغلق القاعدة الجوية الموجودة في ولايته أو أن تتخلص من العمالة، لأنه أمر سيؤثر على الاقتصاد المحلي".
كان وزير سلاح الجو الأميركي قد صرح لمجلة "ديفينس نيوز" في أغسطس الماضي، بأن السلاح يدرس تقديم الطائرات التي يريد التخلص منها في حزمة واحدة، وهو ما يسمح للسلاح بإجراء التخفيضات اللازمة دون أن يثار جدل بشأن كل نوعية يراد تكهينها على حدة.