دعا الدكتور محمد المهدي، استشاري الطب النفسي، إلى ضرورة تعميم برامج تأهيل الشباب قبل الزواج والتوسع في تنفيذها، من أجل تقليل نسبة الطلاق في المجتمع، مشيدا بما طبقته ماليزيا عندما ارتفعت معدلات الطلاق إلى 32 %، حيث اشترطوا على الشباب والشابات قبل الزواج الحصول على رخصة زواج، عن طريق مراكز التأهيل للزواج لمدة 6 أشهر وبعدها يحصلوا على الرخصة، وهذا الإجراء أدى إلى انخفاض معدلات الطلاق إلى 8% خلال سنوات فقط.
وأكد الدكتور المهدي، خلال محاضرته، ضمن برنامج تأهيل المقبلات على الزواج، والتي تقام بالمدينة الشبابية ببورسعيد، بالتعاون بين مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ووزارة الشباب والرياضة، أكد أهمية قياس نسبة التوافق بين الطرفين المقبلين على الزواج من الناحية النفسية، والتأكد من وصول الطرفين للنضج الكافي لتحمل تبعات الزواج ومسئولياته والقدرة على رعاية الأسرة، وذلك قبل اتخاذ قرار الزواج.
وأوضح المهدي أنه لابد أن يدرك الطرفان طبيعة العلاقة الزوجية، من حيث كونها علاقة متعددة الأبعاد بمعنى أنها علاقة جسدية عاطفية عقلية اجتماعية روحية، شديدة القرب، وتصل في بعض اللحظات إلي حالة من الاحتواء.
وحول تكامل هذه الجوانب المتعددة للعلاقة الزوجية، حذر الدكتور المهدي من انشغال أحد الطرفين أثناء اختيار الزوج ببعد واحد، ولا ينتبه لبقية الأبعاد، مؤكدا أنه من الواجب على الطرفين أن يفهما أن الزواج ليس علاقة بين شخصين فقط، وإنما هو علاقة بين أسرتين وربما عائلتين أو حتى قبيلتين، أي أن دوائر العلاقة تتسع وتؤثر في علاقة الزوجين سلباً وإيجاباً.
وانطلقت اليوم الاثنين فعاليات برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية "تأهيل المقبلات على الزواج" بالمدينة الشبابية ببورسعيد، والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام، بحضور أساتذة وعلماء جامعة الأزهر ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وذلك في إطار التنسيق والتعاون بين الأزهر الشريف ووزارة الشباب والرياضة