ينتظر أهالي محافظة الأقصر، خلال الأيام القادمة تحقيق حلماً طال انتظاره كثيراً، وهو افتتاح كلية الطب بداية من العام الجامعي الجديد، وذلك بعد الانتهاء من التجهيزات النهائية للكلية التي تقع بمدينة طيبة الجديدة شمال المحافظة استعدادًا لدخولها الخدمة التعليمية باعتبارها أحد أهم المشروعات التعليمية القومية التي تمت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
وتأتي أهمية افتتاح تلك الكلية، خاصة بعد أن انفصلت جامعة الأقصر رسمياً عن جامعة جنوب الوادي وأصبح لأبناء الأقصر جامعة مستقلة بذاتها، مع بدء العام الجامعي الماضي 2019/2020 ، وذلك بالقرار الذي نشر في الجريدة الرسمية بموافقة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وبالتزامن أيضا مع الطفرة الطبية التي تشهدها المحافظة والمنشآت الصحية التي تم العمل على تطويرها خلال الفترة الماضية.
موافقة المجلس الأعلى للجامعات على إنشاء كلية طب الأقصر
البداية، كانت في عام 2017، في عهد محافظ الأقصر السابق محمد بدر، عندما وافق المجلس الأعلى للجامعات على إنشاء كلية طب بمحافظة الأقصر، وذلك خلال اجتماع أعضاء اللجنة المشكلة من القطاع الطبي بالمجلس الأعلى للجامعات، الذين قرروا عقب أسبوع من المناقشة لكافة الإمكانيات المتاحة، استكمال إجراءات إنشاء كلية طب الأقصر، وذلك بناء علي تقرير اللجنة التي قامت بزيارة الأقصر للعمل على إنهاء كافة الإجراءات لبدء الدراسة في الكلية التي كانت حلم يراود أهالي الأقصر، ولكن الحلم تأجل كثيرا بسبب المكان وعدم وجود مستشفى جامعي بالمحافظة.
وتمر الأعوام، ولكن يظل العمل جاري بإنشاء كلية الطب ولكن في مدينة طيبة، ويأتي عام 2021 ويوافق مجلس جامعة الأقصر برئاسة الدكتور محمد محجوب عزوز رئيس الجامعة، خلال الجلسة الـ28 لاجتماع المجلس التي أقيمت خلال العام الجاري، على بدء الدراسة بكلية الطب، بجامعة الأقصر، بدءاً من العام الجامعي 2021-2022.
جولات تفقدية للمسئولين بموقع الكلية
وعلى إثر هذه الموافقة، تواصلت الجولات التفقدية لرئيس جامعة الأقصر، بشكل دوري للوقوف على آخر التجهيزات النهائية بكلية الطب بمدينة طيبة الجديدة، والتي كان يرافقه خلالها كلا من الدكتور حمدي حسين، عميد كلية الطب، والدكتور محمد شحات وكيل الكلية، وجمال السيد، أمين عام الجامعة المساعد، وعدد من أعضاء هيئة التدريس.
وشملت جولات رئيس الجامعة، تفقد المبنى المجهز لكلية الطب، والمكاتب الإدارية، كما تابع مع المستشار الهندسي للجامعة الاتفاق على وضع اللمسات والصورة النهائية للمبنى والتي تضمنت توسعة مدخل كبار الزوار، وتزويد "جراش الكلية" بورشة سيارات تسهيلًا للطلاب وأساتذة الجامعة، بالإضافة للاتفاق على تصميم مسرح روماني بوسط المبنى، كما تفقد أعمال تجهيز المعامل الطبية، وغرف المحاكاة والطب الشرعي والطفيليات ومعمل المهارات وغيرها من المعامل التي تم الانتهاء من تجهيزها، وتوفير الأدوات والأجهزة الطبية وقاعات التدريس وتجهيزها بالشاشات التفاعلية والسبورات الضوئية، ومركز الاختبارات الالكترونية، واستراحات الطلاب وأعمال التزيين والتشجير وتخصيص سيارتي إسعاف بفناء الكلية.
كما تابع محجوب، تطبيق إجراءات الأمن والسلامة المهنية بكلية الطب بمدينة طيبة، المتمثلة في مراجعة مسارات الاتجاهات ونقاط الإخلاء للطوارئ، وإعداد خطة الطوارئ، واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع الأزمات والكوارث، تمهيدا لاعتماد لجنة الأمن والسلامة بالمجلس الأعلى للجامعات لكلية الطب.
وتمهيدا للافتتاح الرسمي أيضا، استقبل الدكتور محمد محجوب عزوز، بمقر الجامعة، لجنة القطاع الطبي بالمجلس الأعلى للجامعات والتي ضمت كلا من الدكتور منصور حسن، رئيس جامعة بني سويف، والدكتور أحمد محمد مخلوف، عميد كلية الطب بجامعة بدر، والدكتور عبد السلام عيد عبد السلام، عميد كلية الطب جامعة الزقايق، وذلك لمعاينة كلية الطب والتأكد من مدى مطابقتها للمواصفات القياسية لكليات الطب الحديثة، ورافق لجنة الأعلى للجامعات، في جولتها كلا من الدكتور محمد العماري، الأستاذ بكلية الطب بجامعة الأقصر، وعضو مجلس النواب، والدكتور فيصل فهمي أدم، أستاذ بقسم جراحة العظام والكسور بكلية طب أسيوط، والمهندس مصطفى السعيد، رئيس جهاز مدينة طيبة، وعدد من أساتذة كليات الطب بجامعات أسيوط وسوهاج وجنوب الوادي، ورئيس المكتب الهندسي للجامعة وعدد من مندوبي الشركات الموردة للأجهزة لجامعة الأقصر.
وقامت لجنة القطاع الطبي، بجولة بكلية الطب لمعاينة القاعات الدراسية والأجهزة والمعامل الطبية ومكاتب أعضاء هيئة التدريس، والمكاتب الإدارية، والمكتبة الرقمية واستراحات الطلاب، كما تفقدت المبنى الإنشائي لكلية الطب، والذي يتكون من ثلاثة طوابق، كما تفقد أعضاء اللجنة مساحة الخمسة أفدنة المخصصة لإنشاء المستشفى الجامعي بمدينة طيبة الجديدة، كما تفقدوا غرف العمليات والعيادات الخارجية والأقسام الداخلية وقاعات التدريب بمستشفى الكرنك الدولي، والتي سيتم تدريب طلاب كلية الطب بالأقصر بها، وذلك طبقا للبروتوكول المبرم بين الجامعة وهيئة الرعاية الصحية.
واستمعت اللجنة، لشرح تفصيلي من الدكتور حمدي حسين، عميد كلية طب الأقصر، حول برنامج بكالوريوس كلية الطب، حيث استعرض عميد الكلية الإمكانيات المادية والبشرية للكلية، موضحًا أن الكلية تضم كوادر جامعية تتكون من 64 عضو هيئة تدريس ومعاونيهم، ومعامل طبية، ومكتبة رقمية، وفصول أليكس first communication simulator، والذي يساعد على التدريب الأولي للطلاب للتعامل مع المريض، واستعراض الأجهزة الحديثة طبقا للمواصفات القياسية العالمية.
وأخر تلك الزيارات، كانت لوفدا من الإدارة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي بوزارة التخطيط ضم كلا من بدر عثمان، مدير عام الإدارة، والمهندس إبراهيم فاروق، باحث بقطاع إعداد الخطة بوزارة التخطيط، للوقوف على نسب الإنجاز وحجم الأعمال المنفذة في المشروعات الجامعية الجارية بمدينة طيبة الجديدة، حيث تفقد الوفد، المبنى الإنشائي لكلية الطب بمدينة طيبة الجديدة، ثم تفقد أعمال التشطيبات النهائية بالعمارات السكنية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وعددها أربع عمارات والتي تم الانتهاء من تسلم ثلاث منها وسيتم تسلم الأخيرة نهاية الشهر الجاري.
رئيس الجامعة: كلية الطب ستساهم في حد العجز
من جانبه، قال الدكتور محمد محجوب عزوز، رئيس جامعة الأقصر، لـ"البوابة نيوز" أن المبنى الإنشائي لكلية الطب بمدينة طيبة مكون من ثلاثة طوابق وبدروم، وثلاثة مدرجات تتسع لحوالي 450 طالبا، والذي تم الانتهاء من تجهيزه، لتبدأ الدراسة به مباشرة، مشيرا إلى أن الكلية ستضم أقسام الكيمياء الحيوية والتشريح والفسيولوجي والهستولوجي والطب الشرعي وأقسام الباثولوجي والفارماكولوجي والبكتريولوجي والباراسيتولوجي والصحة العامة، كما تجهيز المعامل والقاعات بأعلى مستوى تقني ممكن للوصول إلى أعلى جودة علمية وعملية ممكنة لطلاب جامعة الأقصر.
وأوضح رئيس الجامعة، أنه تم خلال الشهور الماضية تم العمل في خطة إنشاء كلية الطب بمدينة طيبة الجديدة، تحت إشراف الدكتور محمد زكريا المستشار الهندسي لجامعة الأقصر، والدكتور محمد رمضان المدير التنفيذي لمعلومات الجامعة، وتم التشديد على ضرورة مضاعفة الجهود لتنفيذ خطة الإنشاء في الوقت المحدد لها والالتزام بتطبيق كافة مواصفات التنفيذ بأعلى جودة.
وشدد محجوب، على أن الكلية ستساعد في دعم المستشفيات بأساتذة وأطباء، كما ستساهم في الحد من عجز الأطباء بمستشفيات الأقصر بما يعمل علي تخفيف معاناة المرضي، كما ستساهم في تطوير القطاع الطبي، حيث تم الانتهاء تماما من تجهيز كلية الطب من كافة الاحتياجات طبقا للمواصفات القياسية المطلوبة، تمهيدا لاعتمادها وافتتاحها رسميا، ومن ثم ستبدأ الدراسة هذا العام بالكلية بنظام التحويل، وبدءا من العام المقبل سيتم إدراجها في التنسيق.