تمر اليوم الذكرى الثانية و العشرون على رحيل الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا، التي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1999 عن عمر يناهز الـ80 عامًا إثر تعرضها لجلطة رئوية حادة بعد عودتها من رحلة العمرة، وقد تبنت الفنانة الكبيرة بنتا صغيرة، عندما كانت في السبعين من عمرها، وكانت دائما تمازح أصدقاءها بقولها إنها "أنجبت وهي في السبعين"، وقد أوصت إحدى صديقاتها المقربات بأن تتولى رعاية البنت الصغيرة بعد وفاتها.
تحية كاريوكا اسمها الحقيقى "بدوية النيداني"، مواليد المنزلة بالإسماعيلية في 22 فبراير 1919.عشقت الرقص والتمثيل منذ الصغر، حتى اكتشفتها الراقصة محاسن محمد، وانضمت لفرقة بديعة مصابني، وقبل أن تلتحق بالفرقة اشتهرت برقصتها في أحد عروض سليمان نجيب، عام 1940، وقدمت حينها رقصة الكاريوكا العالمية بإتقان.
قدمت «تحية كاريوكا» للسينما 117 فيلمًا روائيًا بدأتها عام 1935 بفيلم «الدكتور فرحات» مع المخرج «توجو مزراحى»، وقدمت المسرح السياسى الذى حمل اسمها من خلال فرقتها المسرحية وكان الفنان «فايز حلاوة» يكتب ويخرج ويشارك أيضًا بالتمثيل فى هذه المسرحيات التى تلعب بطولتها «تحية» وقدمت 5 مسرحيات خلال مشوارها، و10 مسلسلات.
كما أنشأت شركة للإنتاج أطلقت عليها اسم «أفلام الشباب» مع المخرج «حسين فوزى» والفنان «حسين صدقي» وأنتجوا معًا فيلم «أحب الغلط» عام 1942 وفى هذا العام قدمت «تحية كاريوكا» للسينما أربعة أفلام روائية الثلاثة الباقية هى «الستات فى خطر» للمخرج «إبراهيم عمارة» و«أخيرًا تزوجت» للمخرج «جمال مدكور» و«أحلام الشباب» للمخرج «كمال سليم»، وأثبتت خلال هذه الأفلام أنها تجيد التمثيل بقدر إجادتها للرقص حيث لم تعد «تحية» تكتفى فقط بالرقص فى هذه الأفلام، ولكنها تؤكد اسمها بجدارة أيضًا فى دنيا الإبداع كممثلة، لها طلة مختلفة أمام الكاميرا.
أما مواقفها السياسية فكانت محط أنظار و دهشة الجميع حيث إنه خلال فترة الأربعينات، كانت رقصاتها مثار إعجاب وإقبال الأسر الراقية بالمجتمع المصري ،وفي أحد برامجها في كازينو (الاوبرج ) بالهرم لمحت وجود الملك فاروق وحاشيته لقضاء إحدى سهراته الشهيرة.
وبعد انتهائها من رقصتها توجهت إلى حيث يجلس الملك وقالت له بطريقة ساخرة "مكانك مش هنا يا جلالة الملك .. مكانك في القصر" ، أثار هذا الموقف دهشة واستغراب الحضور خاصة بعدما انصرف الملك بهدوء دون أن يصدر أي عقوبة لها كما كان متوقعا من الجميع.
و كانت أيضا من أشد المعارضين لأداء الحكومة ففد كات تردد دائما "فاروق ذهب وجاءت فواريق أخرى" وهو ما تسبب في اعتقالها من السلطات المصرية هي وزملائها من أعضاء الحزب الشيوعي المصري وقضت خلف القضبان 100 يوم بعد أن كانت قد وزعت 150 ألف منشور كانوا في منزلها.
كانت ذات روح وطنية عالية، وعندما اتهم الظابط أنور السادات قبل قيام الثورة بمقتل أمين عثمان رئيس الوزراء آنذاك قامت تحية كاريوكا باخفائه وتهريبه في مزرعة زوج شقيقتها بالإسماعيلية وظل متخفيا بها لمدة عامين تحت رعايتها هي وعائلتها.
لم يسلم الرئيس الراحل حسني مبارك من هجوم تحية كاريوكا ففي أحد احتفالات تكريم الفنانين الذي كان يحضرها الرئيس الأسبق أصرت كاريوكا على الحضور رغم أنها كانت تتحرك على كرسي متحرك .
وعندما همَّ مبارك بتهنئة الفنانين وصل إلى تحية كاريوكا وقبل أن يتبادلا السلام انفجرت كاريوكا في وجهه وقالت " يا ريس في ناس بتنام من غير عشاء" فكان رده أن كل حاجة ولها حل وأوضح مبارك أن المواليد بتزداد بنسبة كبيرة فقالت له " أنا ما افهمش في كلامك التخين ده ما تسبش حد من غير عشاء ياريس .. خد من كل مسلسل بيتعمل 1000 جنيه أو ألفين واديهم للفقراء".