أكد تقرير التنمية البشرية في مصر 2021 والذي صدر تحت عنوان "التنمية حق للجميع: مصر المسيرة والمسار"، أن مصر أحرزت تقدما خلال السنوات الماضية في وضع الانسان المصري في قلب عملية التنمية، وهو ما حفظ مكتسبات التنمية للمصريين جميعًا في عقد شهد تغييرات مهمة في مصر، وتميز بتحولات سياسية واقتصادية اجتماعية كبرى، على حد وصف التقرير.
وبرغم هذا التقدم الملحوظ إلا أن خبراء تنمية الموارد البشرية يؤكدون أن ما زال أمام مصر الكثير من الخطوات لتبدأ في تعظيمها والحث على المسؤولية الاجتماعية لكل مؤسسات القطاع العام والخاص حتى نحرز مزيدا من التقدم.
الاستثمار في البشر
ورصد التقرير استثمار مصر في تنمية رأس مالها البشري في مجالات التعليم والصحة والسكن اللائق، ليتمثل في:
-تحسن مؤشرات إتاحة التعليم ما قبل الجامعي بين العامين 2010 و2020، إذ ارتفعت معدلات قيد الطلاب في كافة مراحل التعليم وتلاشت الفجوة النوعية بين الجنسين في مراحل التعليم ما قبل الجامعي.
-انخفاض معدلات التسرب بالنسبة لمرحلة التعليم الإعدادي من 5.5٪ للبنين و4.7٪ للبنات في عام 2010/2011 إلى 2.8% للبنين و2.6% للبنات في 2018/2019.
-ارتفاع معدلات الانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الإعدادية، وكذلك معدلات الانتقال من المرحلة الإعدادية إلى المرحلة الثانوية (بشقّيها العام والفني).
-زيادة الطاقة الاستيعابية لمنظومة التعليم العالي مع افتتاح عدد من الجامعات الأهلية الجديدة وجامعات حديثة متخصصة في التكنولوجيا.
-البرامج والمبادرات الصحية المتخذة أدت إلى زيادة معدلات أداء منظومة الصحة في مصر.
-توفير سكن لائق للجميع ببرامج موسعة لدعم لإسكان الاجتماعي والتطوير العمراني.
-الاهتمام بالفئات محدودة الدخل وتطوير المناطق غير المخططة والتي تفتقر للخدمات.
-زيادة التغطية بخدمات مياه الشرب والصرف الصحي.
-312 ألف مستفيد من برنامج الإسكان الاجتماعي من 2014 حتى يونيو 2020 مقابل دعم نقدي بـ 4.9 مليار، وبتمويل عقاري لـ 30.8 مليار.
مبادرة حياة كريمة
كما رصد التقرير المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، كمشروع قومي تنموي يهدف إلى النهوض بالريف المصري وتطويره علي كافة المستويات (الاجتماعية، الاقتصادية، الصحية، التعليمية، وغيرها)، على مدار 3 سنوات باستثمارات تصل لـ900 مليار لتكون فرصة هامة لتعظيم الاستثمار فى البشر، حيث تستهدف النهوض بالمستوى المعيشي للمواطنين في المراكز والقرى الأكثر احتياجا، وتوفير فرص عمل لمن ليس لديه عمل، ودعم المرأة.
التأهيل لسوق العمل
ويقول الدكتور حسام فرحات، أستاذ تطوير الموارد البشرية بالجامعة الامريكية، إن التأهيل لسوق العمل ليس من المفترض أن يكون الجميع حاصل على مؤهلات عليا من الممكن أن نعظم من شأن التعليم المتوسط أو "الفني" ونري احتياجات سوق العمل ونؤهل الشباب لهذا، وهذا هو تعظيم الاستفادة من التنمية البشرية.
وتابع فرحات، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، اننا نري العديد من المؤهلات العليا سائقين "توكتوك" وهذا اهدار كبير للموارد والمطلوب هو تهيأة الشباب لساعات عمل طويلة وأجور ليست بالعالية مقابل تأهيلهم لسوق العمل والقدرة على انتاجية اكبر وبهذا نحقق هدفين توفير فرص عمل والكفاءة.
التعليم الفني ومبادرة الشركات الخاصة
وأشار أستاذ تطوير الموارد البشرية بالجامعة الامريكية، إلى أن هناك مباردة تولتها المقاولون العرب سميت "تدريب وتأهيل العمالة" وعدد من الشركات الخاصة تؤهل الشباب ثم يتم ضمهم للعمل لدى تلك الشركات، ومن لم يجتاز التأهيل فعليه أن يجرب في منطقة اخري حتى لا نتحمل عمالة تفتقد الشغف للعمل والانتاج|.
وتابع أنه على الشركات والمؤسسات الكبرى أن تقوم بعمل تأهيل وفتح مدارس تعليم فني لتخصصاتها وهذا حدث من عدد من رجال الاعمال في المناطق الصناعية وكانت تجارب مشرفة.
الاهتمام بالطفل
وفي السياق ذاته، أشار أسامة عشم، أستاذ الموارد البشرية، إلى أن تعظيم الاستفادة من الموارد البشرية يأتي عن طريق الاهتمام بالنشأ وخطط التعليم الجديدة، فالطفل على المدى الطويل يلبى كل احتياجاتك.
وتابع في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أنه في بعض الدول أساتذة الجامعة يقوموا بالتدريس للأطفال، لأن الطفل أهم شخص في أي بلد، ويتم بناء المعتقدات والانتماء في مرحلة التعليم الأساسي، قائلا " عقل الطفل كأنه أنبوب مفتوح يستقبل المعلومة كما هى وسهل تشكيله".
العاصمة الإدارية مثال حي لتعظيم الاستفادة البشرية
وأكد "عشم" أن الرئيس السيسي كان يريد بالعاصمة الإدارية ليس فقط الخروج من نفق القاهرة ولكن لكى تكون هناك فرص للإمكانيات البشرية، وأن يكون الاستثمارات هناك استثمار أيضا في البشر من خلال التكنولوجيا والحوكمة الجديدة فتدريب الجزء العقلي مهم للتعامل مع كل مستجدات السوق والمنافسة.