"المعازيم أطفال، والشبكة بـ2000 جنيه، وأبو وافية العسل العريس".. حالة من الجدل والسخرية سادت مواقع التواصل الاجتماعي بعد حفل خطوبة طفلين "12 – 11" عامًا بقرية أم خنان، بمركز الحوامدية، بالجيزة، حيث انتشرت صور الطفلين أثناء شراء الشبكة من إحدى محلات المصوغات، وصور وفيديوهات أيضًا لحفل الخطوبة في حضور عدد من المعازيم الأطفال.
وأكد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، أن ما حدث جهل متوارث، ولابد من مواجهته، فكيف نبني جيل في المستقبل مبني على أطفال في سن المراهقة ليس لديهم أي نمو عقلي ونضوج فكري؟!
جهل متوارث
يقول اللواء فاروق المقرحي، عضو مجلس الشيوخ، إن ما حدث عملية جهل متوارث، ولابد من مواجهة هذه الظاهرة بأن تكون هناك عقوبة مشددة على والدي الطفلين، موضحًا أن هذا هو الرادع الوحيد لأن هذه العملية متكررة، ونظرًا لعدم وجود رادع يتمادون فيها.
وأضاف "المقرحي" في تصريح خاص، لـ"البوابة نيوز": "الأب يكون عليه مديونيات فيعمل شيء اسمه "البنك" من خلال زواج لابن أو بنت قاصر يجمع من خلاله مال، ويعتبر نوع من أنواع السلف، وبعد ذلك يرد تلك الأموال.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن التجار هم من اختلقوا تلك الفكرة، فعندما يكون عليهم مديونية ويريدون سدادها يفعلون عملية "البنك" لجني الأموال من خلال زواج صوري بين الأطفال.
وأكمل: ما حدث جريمة لها عقوبتها وتكون بالحبس المشدد وسنوات طويلة، والتوعية من خلال الإعلام والأزهر والكنيسة ضرورة قصوى لإيقاف تلك الظاهرة.
تصرف مزموم
ومن جانبه، أكد اللواء على الدين النجار، عضو مجلس النواب، أن الإعلام، والأزهر، والكنيسة لهم دور كبير وفاعل في توجيه وتوعية المواطنين وتنوير المجتمع.
وتساءل "النجار" في تصريح خاص، لـ"البوابة نيوز": "كيف يخطب طفل يبلغ عمره 12 عامًا طفلة عمرها 11 عام، وبعد ذلك يتم الزواج بعقد عرفي حتى يصلوا السن القانوني، ومن ثم يتم الزواج رسميًا وبعدها إثبات نسب الأطفال؟!، مؤكدًا أن ذلك تصرف مزموم، والأديان السماوية لا تقر هذا العمل الخطير والمدمر للمجتمع.
وتابع عضو مجلس النواب: كيف ابني جيل في المستقبل مبني على أطفال في سن المراهقة ليس لديهم أي نمو عقلي ونضوج فكري صحيح.. ما حدث عبث، والقوى الناعمة عليها دور كبير في تنوير المجتمع، وعلينا مسابقة الزمن بالمنتج العلمي والأخلاقي والبيئي، وتحسين كل الطرق البشرية والاجتماعية لما هو قادم.
أزمة خلط أنساب
وفي نفس السياق، أشارت النائبة شادية خضير، عضو مجلس النواب، إلى أن الأسوأ من ذلك إذا تم الزواج وأصبح هناك أطفال لن يستطيعوا تسجيلهم، ثم بعد ذلك ندخل في أزمة خلط أنساب من خلال تسجيل الطفل باسم شخص آخر حتى يبلغوا السن القانوني.
وتابعت "خضير" في تصريح خاص، لـ"البوابة نيوز": "المساجد، والكنائس، وأهل الدين، وحملات التوعية، لهم دور كبير جدًا للتصدي لزواج القاصرات، ومعالجة المفاهيم المغلوطة".