في إطار حرص الحكومات على توفير اللقاحات ضد فيروس «كورونا» المستجد، لمواطنيها على مستوى العالم، للحفاظ على صحتهم ووقايتهم من مخاطر الإصابة بالفيروس، أوضحت منظمة الصحة العالمية أنه لا يوجد دليل على أن اللقاحات متشابهة، لكن من الممكن الحصول على جرعة من لقاح وجرعة ثانية من لقاح آخر.
قالت الدكتورة كاثرين أوبراين، مسئولة اللقاحات والمناعة بمنظمة الصحة العالمية، إنه يوجد أكثر من 17 لقاح ضد فيروس كورونا المستجد يتم استخدامهم على مستوى العالم الآن، ومعظم الدول يتواجد بها أكثر من لقاح يتم استخدامه، مضيفة أنه لم يتم التوصل إلى دليل على إمكانية المزج بين اللقاحات أو المطابقة، لكن تم التأكد من أنه يمكن الجمع بين جرعة أولى من لقاح أسترازينيكا مع أي من اللقاحات التي تعتمد علي الحمض النووي الريبي، مثل لقاح «فايزر ومودرنا».
وأكدت، أن الشخص يحصل على استجابة أفضل إذا بدأ بتلقي لقاح أسترازينيكا ثم حصل على لقاح mRNA أو العكس، ويمكن أن يحقق كلا النهجين نتيجة ويعد إجراء آمنا، ولكن لا يوجد حتى الآن الدليل على مدى فاعلية أنظمة المزج والمطابقة الأخرى، حيث لم تظهر بعد نتائج التجارب الجارية حاليًا على المزج بين لقاحات mRNA وغيرها من اللقاحات الأخرى.
وأضافت، أن نتائج التجارب الإكلينيكية التي تجمع بين الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا أو لقاح فايزر أو موديرنا ثم الجرعة الثانية من اللقاح الآخر أو بالعكس، أفادت بأنه إجراء آمن فيما يتعلق بمقدار رد الفعل على الذراع وبعض ردود الفعل العامة قصيرة المدى التي يمكن أن يتعرض لها البعض، أو أن الحمى تكون منخفضة الدرجة.
اختبار لقاحات كورونا
كشفت الدكتورة كاثرين، أن الإجراء لا يقتصر على لقاحات فيروس كورونا، وإنما يجري اختباره للقاحات أخرى أيضًا، مشيرة إلى أن التجارب السريرية التي أجريت على هذه اللقاحات الجزئية تركزت بشكل أساسي على استكشاف ما هي الجرعة التي يجب أن يتلقاها الأشخاص، وبالتالي فإن الجرعات التي جرى تعميمها حتى الآن أثبتت التجارب السريرية أنها توفر حماية عالية للغاية من الحالات المرضية الشديدة لفيروس كورونا، فإن خبراء منظمة الصحة العالمية يدركون أنه في المستقبل ربما يكون هناك بعض الأدلة التي تقول إنه يمكن أن تكون هناك حاجة لجرعات معززة.
نتائج التجارب الإكلينيكية
ومن ناحيته، يقول الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إن اعتماد مزج اللقاحات يتم عن طريق نتائج الدراسات العلمية، فإن منظمة الصحة العالمية فيما يخص متلقي الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا والجرعة الثانية من لقاح فايزر تكون نسبة الأجسام المضادة أعلى، لافتًا إلى أنه إمكانية تجربة مزج اللقاحات لا يتم سوى بعد التجارب والحصول على نتائج هذه التجارب الإكلينيكية.
وحول موانع التطعيم باللقاحات، يضيف عز العرب، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أنه في حالة إصابة الشخص بأعراض فيروس «كورونا» المستجد أو مجرد الاشتباه يفضل أن يتم الكشف عنه وإجراء المسحة، وفي حالة سلبية المسحة من الممكن أن يتم إعطائه اللقاح، ولكن نسبة المسحة التي تكشف الإصابة بالفيروس تكون بنسبة 65%، والتي قد تشير إلى إصابة الشخص بالفيروس بنسبة 35%، ولابد من استشارة الطبيب قبل الحصول على الجرعة.
كما يوضح الدكتور طه عبد الحميد، أستاذ الصدر والحساسية بكلية الطب جامعة الأزهر، أن معدل فاعلية لقاحات كورونا تصل نحو 90 إلى 95%، ولكن تقل هذه النسبة المناعية للذين يعانون من نقص المناعة وهم أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن وأصحاب عمليات زرع الأعضاء، فقد يحصلون على نسبة قليلة من الاستجابة المناعية، موضحًا أن اللقاحات تحمي من المضاعفات الخطيرة من الإصابة بالفيروس من خلال تحفيز الجهاز المناعي، فإنه من المحتمل أن يكون هناك حاجة للتطعيم ضد كورونا سنويًا، في حالة تحول الفيروس إلى موسمي أو متوطن.
وطالب عبد الحميد، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية والحصول على التطعيم ضد فيروس كورونا، للوقاية من مخاطر الإصابة بأعراضه الشديدة أو المتوسطة، مشيرًا إلى أن مزج اللقاحات يتم وفقًا للدراسات والتجارب الإكلينيكية التي يتم إجرائها عالميًا، والتي توضح مدى استفادة المواطنين من هذا الأمر أو عدمه.