فى 30 أبريل عام 2022، ينتهى رسميًا العقد الموقع بين دار «الشروق» والكاتب الراحل نجيب محفوظ، والذى حصلت بموجبه الدار على حقوق طباعة مؤلفاته، وهو الموعد الذى انتظرته كبرى دور النشر المصرية طويلا، للتنافس والفوز بحقوق طباعة أعمال أديب نوبل، وإضافة اسمه إلى قائمة كتابهم.
حالة التلهف والترقب هذه يؤكدها صراع مشتعل وسباق محموم خاضته دور النشر من أجل الحصول على حق طباعة المؤلفات، ولكن ابنة محفوظ أحبطت آمالهم بتوقيعها اتفاقا مع «مؤسسة هنداوي» لطرح كافة إصدارات والدها مجانا عبر منصتها الإلكترونية خلال الفترة المقبلة.
ومن المقرر أن يكون نوفمبر المقبل موعد إسدال الستار على هذا السباق، إذ من المفترض أن توقع ابنة محفوظ العقد الجديد خلاله، ليعلن بعد ذلك اسم الناشر الجديد.
وكانت «دار الساقي» لفتت أنظار قراء نجيب محفوظ، باعتبارها ستكون الناشر الجديد لمؤلفاته، بعدما أصدرت مجموعة قصصية مكتشفة حديثًا بعنوان «همس النجوم»، لكن الدار اللبنانية، لم تقدم عرضًا للحصول على حق طباعة المؤلفات، إذ لم تحقق المجموعة الأخيرة النجاح والأرباح التى توقعتها الدار.
وكانت دار التنوير، وهى دار نشر لبنانية مصرية تونسية، أول دار نشر عربية تبادر بتقديم عرض لابنة نجيب محفوظ للحصول على حق طباعة المؤلفات، وذلك قبل عامين، ولكنها لم تظهر فى المشهد مجددًا، ولم تكن أحد الأطراف المتصارعة حاليًا.
كما كانت «الدار المصرية اللبنانية» أول الناشرين الراغبين فى الحصول على حقوق طباعة مؤلفات أديب نوبل، ولكن تعاقد ابنة محفوظ مع مؤسسة «هنداوي» أغضب الدار الكبيرة، ودور نشر أخرى كانت تدرس هذه الخطوة، من بينها الناشر الحالى «الشروق»، و«دار الكرمة» أيضا، رغم أن فرصة الأخيرة فى الفوز بحقوق المؤلفات كانت ضعيفة حسب ما أكده مصدر لـ«البوابة».
ونفى مصدر بدار «الشروق» تقديمهم عرضًا جديدًا لابنة نجيب محفوظ، للاستمرار فى طباعة مؤلفاته، لكن مصدر آخر أكد أن هناك مبادرة قدمت لابنة «محفوظ» بشأن الحصول على طباعة المؤلفات مرة أخرى ولكنها لم تكلل بالنجاح.
وكانت هناك حالة من الهجوم على «الشروق» من قبل الكتاب والمثقفين وقراء صاحب «الحرافيش» لعدم طباعة الشروق لبعض الروايات بعد نفاذها، وتجاهلها فى الوقت ذاته أعمالًا أخرى له، وهو الأمر الذى فسره مصدر فى الدار رفض نشر اسمه، بأن ليس كافة الأعمال تحقق مبيعات عالية وتكون مطلوبة من قبل القراء.
وأكدت مصادر لـ«البوابة نيوز» اشتراط ابنة نجيب محفوظ الحصول على مبلغ 25 مليون جنيه مقابل استمرار الشروق فى طباعة أعمال والدها، وهو مبلغ رأت الدار فيه شرطًا تعجيزيًا، بينما اعتبرته «هدى نجيب محفوظ» تعويضًا لها ولوالدها عما فعلته الدار تجاههما.
أما توقيع الاتفاق مع مؤسسة هنداوي، التى تعرف نفسها بأنها «مؤسسة غير هادفة للربح، تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة، وغرس حب القراءة بين المتحدثين بـ «اللغة العربية»، والتى نشرت من قبل مؤلفات لكتاب آخرين عبر موقعها الإلكترونى مجانًا مثل عميد الأدب العربى «طه حسين» و«نوال السعداوي» وغيرهما، جعل دور النشر الكبرى الغاضبة ترى فى شراء الحقوق مجازفة، إذ لن تحقق الطبعات الورقية مبيعات عالية، وربما لن تزيد الناشرين إلا خسائر فى ظل الأزمات التى تعانى منها صناعة النشر حاليًا.
ولكن هناك من لا يتفق مع رؤية الناشرين الغاضبين، بل ويراهن على أهمية النسخ الورقية للكاتب الراحل، مثل «مكتبة ديوان» التى قررت إدارتها الجديدة تقديم نفسها للوسط الثقافى وللقراء، كناشر جديد لأعمال صاحب الثلاثية إضافة إلى إصدارات عناوين فى مجالات مختلفة.
وتسعى الدار الجديدة إلى أن تكون أعمال محفوظ على رأس مؤلفاتها المختلفة، بغض الطرف عن طرح هذه المؤلفات مجانًا عبر منصة إلكترونية.
مصادر مختلفة داخل مكتبة ديوان أكدت لـ«البوابة» فى تصريحات مقتضبة، أن هناك «مفاوضات» وصفتها بالإيجابية والمبشرة مع ابنة محفوظ للحصول على حقوق طباعة أعمال صاحب نوبل والنسخة الصوتية والإلكترونية أيضًا، ولكن لم يتم توقيع الاتفاق بعد.
ثقافة
اشتعال الصراع على حقوق طباعة أعمال نجيب محفوظ .. ابنة أديب نوبل تغضب كبار الناشرين.. و«الإلكترونى» يضع «الورقى» فى ورطة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق