الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عن صحافة البث.. «بس» الله لا يسيئكم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«حالى» في حالة تأمل واندهاش وذهول مما يحدث.. كلما طالعت موضوعًا صحفيًا أو فيديو أو ما يطلقون عليه  «بث مباشر، عدت إلى ما تعلمناه ودوناه فلا أجد لما يحدث أصلًا، أقول لنفسي ربما هذا ما يقال عليه «وقع العصر لكن لا أستطيع بأي شكل من الأشكال أن أجد هدفا ولا مغزى. 
وأتساءل ما هو الهدف الصحفي أو الرسالة الإعلامية من بث مباشر لزائري قبر فنانة في الجمعة الأولى؟! 
وما هو السبب والمغزى وما هي الرسالة الإعلامية في تصوير بث مباشر لمكان وقوع جريمة بعدها بساعات وأيام والحديث بأن الجريمة وقعت هنا والتنقل بالكاميرا بين جنبات المكان؟!.
حتى تغطية الجنازات ما الهدف منها بالشكل الذى تتم بها وفي أي قاموس صحفي أو إعلامي يوجد ذلك؟.
الغريب أن تجد بعض الصبية يتبارون في ذلك ويعتقدون أن توجيههم المحررين لعمل بث لحفل زفاف أو طهور أو وفاة هو قمة الإعجاز العلمي في الصحافة، وأنهم خبراء في الفنكوش وإذا ما تحدثت معهم عن مادة صحفية أو إعلامية خلطوا كلمة عربية بأخرى أجنبية وأحدثوا صدى صوت كوعاء خواء فارغ لكنه يجذب الانتياه.

وبتُ لا أعرف هل الأصل أن الصحافة صاحبة رسالة في نشر الوعي والثقافة وانتشال المجتمع من هوة التفاهة والجهل، أم أن مهنة ومهمة الصحافة باتت «كتش كدر في الألولو»؟!.

دولة تتحدث عن تجديد الخطاب الديني وعن حقوق الإنسان وعن خطر داهم ودائم لفكر إرهابي، تحتاج لقوى ناعمة مسؤولة وإعلام واعٍ، لكن أن تطرح الدولة قضايا كبيرة وإعلامها منهمك في رقصة البشكير وفي إطلالات النجوم على انستجرام فهذه دولة تجري في مكانها ولن تتحرك خطوة واحدة للأمام.

دولة غاب مثقفوها وشعراؤها وأدباؤها وفنانوها وتقدم أصحاب الصاجات ونبطشي الأفراح وبهلوانات المهرجانات ستكون كجسد بلا روح، أبنية منمقة تملؤها القمامة. 
أنا لا أسخر من المنتفخين زيفا الذين يتمايلون في مقدمة الصفوف ولا ألوم عليهم لكن ألوم على من دفعهم للأمام، ألوم على من منح الأقلام للعيال وفتح لهم صفحة من كتاب التاريخ «يشخبطوا فيها». 
أدرك تماما أن هذه لقطة عابرة في المباراة كتلك التي حدثت حينما نزل فيها أحدهم بالجلابية إلى أرض الملعب، لكن كفانا هراءً وعلينا أن نكف عن المزاح ونستكمل المباراة بالروح واللاعبين الذين يستحقون أن يمثلوا مصر.
ألستم معي أن مصر أكبر من خناقة بيكا ورفاقه ومن الانشغال بقضية البشكير  وشغل مغسلي الأموات وتسليط الضوء على الحانات والحوانيت؟.. أفيدونا أفادكم الله.