الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

العلمانية بين الوهم والحقيقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

•جاءت مفردة "علمانية" من LAIKOS اليونانية والتي تعني الناس الذين ليسوا رجال دين.

•ولها أيضًا معنى الناس الذين ليسوا أعضاء في طبقة الرهبان.

* لفظة (العلمانية) موجودة في التراث المصري، ابن المقفع المصري (ساويروس) في القرن الرابع الهجري كان يستعمل الكلمة والعلماني عنده  هو (من ليس راهبًا أي من ليس رجل دين) (وهو غير ابن المقفع الفارسي (عبد الله) في القرن الثاني مترجم كليله ودمنه)

* لكن ماهي العلمانية معجميا   ؟
•العلمانية حسب معجم روبير الفرنسي ( التنظيم السياسي للمجتمع الذي لا تمارس فيه الدولة أية سلطة دينية ولا تمارس فيه الكنائس أية سلطة سياسية). 
مبادئها الثلاثة هي:
•حياد الدولة تجاه الشأن الديني لمواطنيها
•حياد المدرسة الحكومية تجاه الشأن الديني لطلابها.
•مسؤولية الدولة عن حماية حرية الضمير والاعتقاد
ثم، (باربييه  الفرنسى) أضاف
•حياد الدولة تجاه المجتمع المدني

* والهدف من العلمانية هو:-  •تحقيق المساواة بين المختلفين دينيا وطائفيا في مجتمع واحد

وهنا يكون السؤال 
- لماذا العلمانية؟
•من أجل بناء الدولة الوطنية دولة الجميع 
•من أجل إقامة نظام ديمقراطي تكون فيه الدولة محايدة تجاه عقائد مواطنيها  
•من أجل منع الحرب الأهلية والفتنة الطائفية 
- من اجل التعايش بين المختلفين دينيا ومذهبيا في الدين الواحد 
•من أجل دخولنا إلي الحداثة

*الميثاق العلماني الفرنسي الذي اصدره البرلمان (الجمعية الوطنية) في العام 1905 ينص علي:( تضمن الجمهورية حرية الضمير كما تضمن  حرية ممارسة العبادات )

•في ظل العلمانية يستعيد الدين مجال فعاليته في المجتمع المدني

•لقد كان دور العلمانيه في أوربا هو
نقل الدين من الحيز السياسي للدولة إلي حيز المجتمع المدني

•العلمانية تتطلع لان تكف الدولة يدها عن المجال الديني أي كفالة الحرية الدينية للافراد

•العلمانية تهيئ جوًا من الانعتاق للدين من أسر السلطة السياسية

• يعرّف المفكر صادق جلال العظم العلمانية بأنها "الحياد الإيجابي للدولة إزاء الأديان والمذاهب والإثنيات التي يتألف منها المجتمع"

*المفكر السورى  برهان غليون أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة السوربون. قال العلمانية تعني ببساطة.النظر إلى الدولة كمؤسسة جامعة لا تميز بين مواطنيها حسب الاعتقادات، ولكنها لا تعادي أي عقيدة دينية أو لا دينية أيضا.

*الفيلسوف الفرنسي المعاصر (أندريه كلوغسمان) قال ( العلمانية هي المخرج من احتمالات الحرب الأهلية والفتنة الطائفية والاضطهاد الديني )

•سعد باشا زغلول صونًا لوحدتنا الوطنية وتأسيسًا للدولة الوطنية دولة كل مواطنيها بغض النظر عن دينهم وما يعتقدون.اختزال العلمانية في عبارته الشهيرة  (الدين لله...والوطن للجميع)
•وفسرها الدكتور محمد سليم العوا رئيس المجلس الإسلامي العالمي بأن الزعيم الأزهري بالأساس
اختار الشعار من القرآن الكريم من آيتين:-•(ألا لله الدين الخالص)  (سورة الزمر آية 3)     ( الدين لله)
•(والأرض جعلها للأنام)  (سورة الرحمن آية 10) (الوطن للجميع)

* الإمام محمد عبده مفتي الديار المصرية عندما صاغ برنامج أول حزب سياسي مصري (الحزب الوطني). أكد علي أنه:-
•(حزب يضم جميع المصريين المسلمين منهم والأقباط واليهود

* وحسب( موريس باربيه) المفكر الفرنسي المعروف  أن هناك 4 أنواع من الدول
•دينية..تحكمها الفتوى.
•طائفية.. تدعم اتباع طائفة  دينيه بعينها وننحاز له.
•علمانية.. لا تتدخل في الشأن الديني لمواطنيها
•إلحادية... تلتزم بمكافحة الدين
•ولقد انتهت تلك الدولة  الالحادية بنهاية الاتحاد السوفيتي السابق.
•ولم يعد يبقي في العالم غير الثلاث أنواع الأولي
• (الدينية/ الطائفية / العلمانية).

*وحسب تصنيف باربيه
•لا توجد سوي 4 دول علمانية في العالم (أمريكا / فرنسا / تركيا / المكسيك).

•والعلمانية لا يوجد في تعريفها ما هو معاد للدين (anti- religious   ) فهي محايدة تجاه الدين.لكنه الحياد الإيجابي

•(حسب تعبير برناي ستازي الذي رأس لجنة العلمانية والدولة في فرنسا في العام 2003
المعجم السوسيولوجي المعاصر لتوماس فورد هولت ) يعرف العلمانية(بأنها هي الاعتقاد والممارسات التي لا علاقة لها بالجوانب المطلقة للحياة الإنسانية…)

*والعلمانية ضرورة للديمقراطية
قد تصادف دولة علمانية وديكتاتورية في آن معًا لكنك لن تستطيع أن تشيد دولة ديمقراطية دونما علمانية "

* يقول برهان غليون أستاذ الاجتماع السياسي بالسر بون:
أعتقد أن الديمقراطية تستدعي حتما العلمانية،أي حياد الدولة تجاه الأديان جميعا حتى تضمن المساواة بين مواطنيها كافة، بصرف النظر عن اعتقاداتهم الفكرية والمذهبية،
بينما لا تستدعي العلمانية الديمقراطية ولا تتضمنها بالضرورة

* حسب (جورج طرابيشي) العلمانية ركيزة قانونية لتسوية العلاقات لا بين الاديان المختلفة فحسب بل بين الطوائف المختلفة داخل الدين الواحد

• حل مشاكلنا لا يمكنا اختزله في الديمقراطية فقط كما يتصور البعض  وإنمًا في
•الديمقراطية
•والعلمانية.  
• الديمقراطية لا تنفصل عن توأمها العلمانية
• من العبث القول بنظام ديمقراطي لا علماني
• فالعلمانية شرط لازم للديمقراطية  
• والتربية العلمانية لابد أن تبدأ من المدرسة الابتدائية قبل وضعها كمادةدستورية والعلمانية تربية وطنية.
• شق الطريق إلي الحداثة يرتكز علي ركيزتين معا  
•الديمقراطية
•والعلمانية

•أتاتورك  أغلق  المدارس الدينية إسلامية ومسيحية وهذا ضد حياد العلمانية تماما

•حزب العدالة والتنمية  فاز في الانتخابات التركية فى البداية  لأنه دعي الاتراك  لعلمانية حقيقية محايدة

* ولكن لماذا يعادى الاخوان والسلفيين العلمانية ويشوهونها ويعتبرونها رديفا للكفر ومقابل للالحاد ؟! أن يرفض تيار الإسلام السياسي العلمانية فهذا مفهوم  ومبرر ومنطقي ومتسق مع الوسائل والأهداف لديهم.فهم لا يريدون دولة وطنية جامعة وبالتالي فإن أداة بنائها (العلمانية )
كافرة وملحدة ومنبوذة عند الاخوان والسلفيين

•وجود العلمانية في فرنسا لم يمنع وزير الداخلية والمسئول عن الشئون الدينية  (فيليب دوفلبان) 
من تكوين مؤسسة دينية إسلامية خيرية لجمع التبرعات لبناء المساجد والإنفاق علي الجامعة والمعاهد الإسلامية تحت الإنشاء.
•ولقد تلقت هذه المؤسسة بمجرد إنشاءها  800  مليون يورو.

•وجود العلمانية في فرنسا لم يمنع الحكومة الفرنسية من بناء أكبر مسجد (جامع باريس الشهير )الذي أقامته احتراما للجنود المسلمين الذين تطوعوا في الحرب العالمية الأولى دفاعًا عن فرنسا.
•غياب العلمانية في إيران حرم المسلمين السنة من أن يكون لهم مسجدا خاصًا بهم ً

•فرنسا المسيحية عندما صار لديها 2  مليون فرنساوي مسلم ألغت تدريس الدين المسيحي بالمدارس..........والسعودية ما زالت تكفر المسلمين الشيعة بمدارسها وتمارس الإرهاب الفكري علي طلابها المسلمين الشيعة
وتدرس فتوي ابن تيمية ( من لم يكفر الشيعي فهو كافر )

• لم تصبح فرنسا علمانية. اختيارا بل اضطرارًا والعلمانية كانت شرطًا لبقاء فرنسا كأمة والحفاظ علي وحدتها
• كما كانت العلمانية تأشيرة دخول لفرنسا إلي الحداثة
•ولا ننسي أزمة اضطهاد السنة في إيران.....ومذابح المسلمين الشيعة والأكراد السنة في العراق أيام صدام حسين.

•أيهما أفضل
أن تكون مسلمًا في فرنسا.....
أم تكون مسلما سنيًا في إيران  .....أو مسلمًا شيعيًا في السعودية ؟!

*العلمانية هي أداة توحيد ومساواة
فالدولة العلمانية. دولة تكفل حرية الاعتقاد للجميع وتكفل لكل متدين أن يمارس طقوس دينه وتصون معتقدات عقيدته.

• فالعلمانية لا تحتوي في مبادئها علي أي مواقف ضد الدين أو التدين.وبدون العلمانية لا تتحقق المساواة في المجتمع وبالتالي المواطنة

*والمبدأ العلماني الأول: حياد الدولة تجاه الشأن الديني
•يعني أنها لا تتخذ من دين أي من مواطنيها دينًا رسميًا لها
•حتى لا يتحول باقي المواطنين إلي مجرد مقيمين أو ذميين
•وحتى لا تتحول الديانات الأخرى إلي ديانات غير رسمية. خارجة علي الدستور وتمنع رجال الدين من التدخل في السياسة حتى لا يسخرها كل منهم لخدمة ديانته ضد أديان مواطنين آخرين مما قد يؤدي إلي اضطهاد أو يفضي إلي حروب دينية

* وفي دستورنا ان الاسلام  دين الدوله الرسمي ومعني عبارة الدين الرسمي 
1
• أن هناك أديان أخري يدين بها المواطنون لكنها غير رسمية وغير معترف بها.
2
•أن دستور الوطن يفرق ويميز ويصنف أبناء الوطن الواحد حسب عقيدتهم الدينية. 
3
•أن الدولة ولية علي الإسلام الأصلي الصحيح
4
أن من لا يدين بدين الدولة خارجًا عنها. 
5
•إعلان رسمي  للطائفية الرسمية للدولة
6
•مصادرة لحق  الاعتقاد.
7
•- عدم اعتراف الدولة باختلاف الفهم داخل الدين الإسلامي
8
–عدم التزام مصر بتعهداتها الدولية.
أما د. إبراهيم شحاتة في وصيته لبلاده ص 278
•فيري أنه (لا معني لعبارة الإسلام دين الدولة. فالدولة شخص اعتباري وليس شخصًا طبيعيًا
ينتظر منه أن يفعل ما ينتظر من الشخص الطبيعي الذي يدين بدين الإسلام من
•النطق بالشهادتين. واقامة الشعائر

•دستور 23 الذي أرخ لبدعة الدين الرسمي
• كما نقلت دساتير 19 دولة عربية نفس النص من إجمالي 22 دولة).
وعمومًا فقد نعت سعد باشا زغلول أعضاء لجنة وضع دستور 23 (بالأشقياء).

•. أول دستور لنا
• دستور 1882 (اللائحة الوطنية) لم يتحدث عن دين رسمي وأديان غير رسمية
• وهو الوحيد ضمن دساتير مصر السبعة الذي شيد من خلال جمعية تأسيسية منتخبة
•أندونسيا هي أكبر دولة بها مسلمين ومع ذلك لا ينص دستورها علي أن الإسلام هو الدين الرسمي ولكن يقول (أندونسيا دولة تؤمن با الإله الواحد)
•ومع ذلك يشعر المواطن غير الموحد في أند ونسيا أنه خارج الدستور ونطاقه

* وأخيرا
العلمانية حمت مصر
•والمبدأ العلماني الأول:
•حياد الدولة تجاه دين مواطنيها
 نجحت ثورة 19 وروادنا الأوائل في تحقيقه فكانت الوحدة المصرية الوطنية هي
أهم الثمار التي أرخت لبناء الدولة الوطنية وحافظت علي الوطن في مواجهة المحتلين.
•وهو ما نفاخر به دائمًا كل الشعوب من حولنا ونشد بالنواجذ حفاظًا عليه

•ورغم كل ما سبق العلمانية مرفوضة من دعاة القدامه ودعاة الحداثة معا" فهى مرجومة ورجيمة مثل الشيطان فى ثقافتنا  !!

•دعاة الحداثة يختلفون.
•هل هي منسوبة إلي العالم ؟
•أم هي منسوبة إلي العلم ؟
•ثم يقولون:-
•العلمانية إشكالية مستوردة
•حل لإشكاليه غربية مسيحية
إشكالية مصطنعة ومنقولة عن الغرب  ( د/ برهان غليون )

•تعني فصل الكنيسة عن الدولة والإسلام ليس فيه كنيسة
•رد علي استبداد رجال الكنيسة وهي أزمة غير موجودة بالإسلام
•ليس في الإسلام كهنوت
وبالتالي فهي عادمة اللزوم ومستغني عن خدماتها ( د/ محمد عابد الجبري)

•مطلب أقلوي ودعتها كلهم مسيحيين وولاؤهم الحضاري للغرب ( شبلي شميل/ يعقوب صروف / فرح أنطون / نكولا حداد / سلامة موسي / لويس عوض )-----حسب د/حسن حنفي

*الرد علي د/ حسن حنفي
•غير صحيح أن دعاتها كلهم مسيحيين (الكواكبي / قاسم أمين / أحمد لطفي السيد / طه حسين / إسماعيل مظهر / إسماعيل أدهم / خالد محمد خالد
 
*الرد علي د/ برهان غليون
• كونها منقولة عن الغرب لا يعيبها الديمقراطية منقولا عن الغرب والمواطنة منقولة عن الغرب
•الدستور والبرلمان والأحزاب والبدل والسيارات والكمبيوتر وأجهزة ألأشعة والطائرات والتليفزيون والدش منقولة أيضا

*الرد علي د/ محمد عابد الجبري
•الرجل يزيف الإشكالية ويقارن بين تاريخ المسيحيين في أوروبا والدين  الإسلامي

•المقارنة تكون بين تاريخ المسيحيين وتاريخ المسلمين  
•إذا كانت العلمانية هي العلاج الشافي للصراع الطائفي في الغرب
•فحاجة العالم الاسلامي إليها لا تقل عن حاجة الغرب لها. لأنه مبتلي بداء طائفي أشد ضراوة ومرارة من ذاك الذي عرفته أوربا بين الكاثوليك والبروتستانت.
تغييب المخرج العلماني
•الحرب بين الكاثوليك والبروتستانت استمرات عشرات السنين تمخضت عن تكريس العلمانية كألية قانونية لتسوية العلاقات بين الطوائف المتحاربة داخل الدين الواحد.

•تغيب المخرج العلماني تسبب في استمرار الصراع السني الشيعي مئات السنين.

* يقول طه حسين
•(في أوربا خاضت العلمانية معارك شرسة حتى فرضت نفسها وهذا بسبب الكنيسة القوية في الغرب والحال أن الإسلام ليس فيه كنيسة فما أسهل بالتالي أن يتعلمن المسلمون).

* ودعاة القدامة والتراثيين ماذا يقولون عن العلمانيه ايضا ؟!

•تفصل الدين عن الدولة
•تحصر الدين في المسجد
•كفر
•الحاد
•دعاة الحداثة ودعاة القدامة
يختلفون في أشياء كثيرة
•ويتفقون علي رفضهم للعلمانية

•العلمانية منبوذة في ثقافتنا ومرجومة مثل ابليس  
•الديموقراطيه قبلت وتوأمها العلمانية رفض تماما وتم تشويهه

•دعاة القدامة ودعاة الحداثة
يختزلون الحل في الديمقراطية فقط دون علمانية ويختزلون الديمقراطية في صندوق الانتخابات ويقولون لك هيا نحتكم للصندوق ؟!
•الذهاب للصندوق دونما علمانية سيحوله إلي نعش للديمقراطية وسيرسخ الطائفية    

*وأخيرًا
• هل يمكن أن تكون هناك ديمقراطيه دونما علمانية ؟!

* وأخيرًا
• هل يمكن أن تكون هناك دوله حديثه دونما علمانية ؟!
هذا هو السؤال الذي جئت  اليوم لاطر حه عليكم عبر هذا المقال