من عمق النهر الذى يروينا، وننسى عذوبته، هناك في بني مزار بالمنيا ولد أسامة عيد،حيث تراث التصدى للمحتلين خاصة الحملة الفرنسية فى 21 يوليو 1798 ،وأرغموا نابليون بونابرت على التراجع، ومن هذا التاريخ تمحورت شخصية آل عيد، تجمع ما بين التدين والبطولة، وجدل العلاقة بين العدل والقوة، وأدرك أن الحق لا يتأتى إلا بالعدل، وأتذكر كيف اختار أسامة كلية الإعلام بحثا عن العدالة الإنسانية من خلال القلم وكأنة محامي المظلومين على غرار أساتذة الصحافة فى زمن الحريات «المجانية» غير الممولة، فكان خير خلف لخير سلف، وتوارث تقاليد عظيمة..من نبلاء الصحافة الذين حفروا علي طول الشط الدفاع عن الحريات والعدل والمظلومين.
رضع أسامة من صدر عائلتة حليب الإنسانية الوطنية، ونما خادم العدالة للفقراء فكان كالخادم الصوفي يعطى بمجانية، ولا يسأل المظلوم عن اتجاهه ولا رد أو شكر، ورأيت أسامة بأم عينى يدفع كل ما يملك من أجل السفر لمساندة فقير او مظلم حتي من يختلف معهم في الرأي أو يختلفون معة فى الدين، وحينما رقد الفارس علي فراش المرض من كثرة الترحال والمعارك التف حولة الفقراء والزاهدين والنبلاء.
عرفت أسامة منذ عشرة سنوات وأنا علي فراش المرض حيث كنت انتظر إجراء عملية قلب مفتوح واحتجت للدم وقام أسامة ليس للتبرع لي فحسب بل وقيادة الحملة لجمع المتبرعين، عشرة سنوات كان دائما يقف بجواري في أزماتي الصحية والسياسية مهما اختلفنا في الرأي، ولازال يؤازرني في العمل بـ “البوابة نيوز”، بالملف القبطي علي أرضية المواطنة متطوعا وفي تواضع الفرسان، زميل محترم وصديق وفي شاهدتة في معركة النائب عبد الرحيم علي، يجول معه في صمت الجندي المجهول دفاعا عن الحق في شخص صديقة عبد الرحيم علي.
لم يكن أسامة سوي قلم ينطق بالعدل، وقاد معارك حقيقية دفاعا عن الوطن والفقراء بالقلم وخاض مواقف مشهودة حتي في ساحات النيابات والمحاكم حتي صار يعرق التفاصيل والقانون كمحامي أكثر منه صحفي في فروسية أصحاب الرأى، كذلك كان أسامة اكثر من استخدم “السوشيال ميديا” بإيجابية ضد الاستخدامات السلبية لها حتي ربط بين حرية الضمير وحرية “الكيبورد “، حول استخدام الهواتف المحمولة والاتهامات التى توجه من خلالها ولاستخدام الإنترنت، وقدم في ذلك نموذجا رائدا حول الدفاع عن حرية الرأى والتعبيرمن خلال ”السوشيال ميديا”.
علي سبيل المثال دفاعة الثوري عن الشهيد الأنبا ابيفانيوس الأمر الذي عرضة للمحاكمة، أمام المحكمة الاقتصادية بأسيوط وبني سويف التي نطقت المحكمة بالحكم بالبراءة لأسامة في قضيتين قام برفعهما أحد أقارب من تمت إدانته في مقتل رئيس دير أبو مقار ادعي فيهم أن الكاتب الصحفي أسامة عيد قد قام بالتشهير بالقاتل وأسرته.
وتصدي بقلمة دائما ضد "المتأقبطين " الذين كانوا كما كتب: "كيف تاجر بالأحداث أشباه الإعلاميين ومدعي النضال وأصحاب دكاكين الصحافة وحقوق الإنسان ممن فقدوا جزء كبير من مصداقيتهم ولا أكون مبالغ إنهم فقدوا مصداقيتهم بالكامل خاصة وإن القائمين عليها فقدوا موارد التمويل وأصبحوا متسولين حرفيا يبحثون عن صناعة أحداث في محاولات يائسة للعودة إلى المشهد بافتعال أحداث أو الإعلان عن مشروعات وهمية !!
شخص آخر متطرف، يدعي أنه يرأس منظمة دولية للدفاع عن الأقباط بينما هو أصلا هرب بعد أن فشل في مصر وباع كل ما يملك ويعيش لاجئ وفي آخر تصريحاته الكوميدية أنه سيقاضي مصر دوليا !! مواقف مزرية لهجاصين وكذبة كانوا يوهمون الأقباط باشتراكات وهمية في منظمات الوهم للأسف هولاء يستغلون مناخ الحريات في أمريكا..ويصنعون حالة تستحق وقفة وترابط من الجالية لكشفهم وفضحهم لأن مايحدث إهانة لتاريخ يعود لنصف قرن وأكثر وسمعتها ورموزها كانوا ومازالوا محل تقدير فلايعقل أن يتصدر
الحديث عنهم متسولين ومدعين فشلة بمعني الكلمة لا يمتلكون سوي صفحة علي مواقع التواصل،هي كل مقومات السقوط والحياة في مملكة".
وورغم ذلك كان لأسامة مواقف مشهودة في الدفاع عن وطنية أقباط المهجر عبر رئاستة لتحرير صحيفة"صوت بلادي "، التي يصدرها الأستاذ محب غبور، وأذكر له مواقفة المستنيرة حينما كان مسئولا عن منتدى الشرق الأوسط للحريات، حينذاك دعاني في حفل تأبين للمناضل ورائد الحركة القبطية فى المهجر الدكتور سليم نجيب 2014 مساء بمقر المنتدى.
كان أسامة عيد، ضد الانحراف في استخدام الملف القبطي وكان مدافعا دوما عن الكنيسة والبابا تواضروس، دافع أسامة عن حرية المواطنين المصريين الأقباط دائما علي أرضية المواطنة.
هذا قليل من كثير عن الصحفي الفارس، الأمر الذى يتطلب من محبيه ولكن الفارس سيقوم وينتصر في معركة المرض كما انتصر في معاركة الكثيرة وضمير المظلومين الذين انتصر لهم بالحق والحرية، والآن يواجه أسامة معركتة مع الفيروس اللعين وأعرف أن هذا الفارس سينتصر علي الفيروس بمشيئة الله، ودعوات كثيرين ممن وقف معهم في أزماتهم وأنا منهم.. ننتظرعودتك يا صديقي العزير للكتابة والدفاع عن الاستنارة وحقوق المظلومين.