قادت اتفاقات كامب ديفيد وقعها الرئيس أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن في 17 سبتمبر 1978، لإحلال السلام في المنطقة العربية بل ومنطقة الشرق الأوسط.
جاءت اتفاقيات كامب ديفيد كنتيجة لمحادثات سرية استمرت 12 يوما في منتجع كامب ديفيد الأمريكي، حيث تم التوقيع على اتفاقيتين رسمتا ملامح عملية السلام، أولهما الاتفاقية الإطارية والتي وقعت في البيت الأبيض وشهدهما الرئيس جيمي كارتر، أما الاتفاقية الثانية والتي عرفت بالأمطار النهائي لمعاهدة السلام، وبفضل التوقيع على هذا الاتفاق حصل الرئيس أنور السادات ورئيس الوزراءِ الإسرائيلي مناحم بيجن على جائزة نوبل للسلام لعام 1978 بالمناصفة بينهما.
ولم تأت المعاهدة من فراغ حيث سبقها جهود كبيرة كانت كلمة السر في التوقيع على معاهدة السلام وأبرزها:
زيارة السادات للقدس
فاجأ الرئيس أنور السادات العالم أجمع عندما أعلن في 9 نوفمبر 1977، أمام البرلمان اعتزامه زيارة القدس والتحدث أمام الكنيست لتحريك عملية السلام، وهو الأمر الذي لاقي ترحيبا كبيرا من كل القوى الدولية، وسرعان ما سارعت الحكومة الإسرائيلية الى قبول مبادرة السادات، ودعته بحرارة إلى مخاطبة الكنيست في رسالة تم تمريرها إلى السادات عبر السفير الأمريكي في مصر. بعد عشرة أيام من خطابه، ووصل السادات لزيارة رائدة استمرت ثلاثة أيام، والتي أطلقت أول عملية سلام بين إسرائيل ودولة عربية.
مشاورات مصر وإسرائيل
ومرت عملية السلام بالعديد من المراحل التمهيدية حيث اتفق الطرفان على أنه لا بديل عن استكمال عملية السلام، وكذلك القوى الدولية، حيث كانت الرسالة الأساسية لخطاب السادات في الكنيست هي طلب تنفيذ القرارين 242 و338، وكانت زيارة السادات هي الخطوة الأولى للمفاوضات مثل مؤتمر القاهرة الأولي في ديسمبر 1977.
ومن أجل إيجاد حلقة وصل بين مصر وإسرائيل، حيث لم تكن هناك آلية لإسرائيل ومصر لمتابعة المحادثات التي بدأها السادات وبيجن في القدس، لذلك اقترح الرئيس السادات أن تبدأ إسرائيل بوضع ممثل سري في السفارة الأمريكية في القاهرة. مع "غطاء" أمريكي، فإن الهوية الحقيقية للإسرائيليين، الذين سيتواصلون بين القادة المصريين والإسرائيليين، لن تعرف إلا للسفير الأمريكي في القاهرة، ولعل هذه هي المرحلة التمهيدية التي قادت لتوقيع معاهدة السلام.
توقيع معاهدة السلام
بعد ما يزيد عن سنتين من المفاوضات والمباحثات السرية، وقع الجانبان على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في 26 مارس 1979، وذلك عقب محادثات كامب ديفيد وكانت المحاور الرئيسية للمعاهدة هي إنهاء حالة الحرب وإقامة علاقات ودية بين مصر وإسرائيل، وانسحاب إسرائيل من سيناء التي احتلتها عام 1967 بعد حرب الأيام الستة وتضمنت الاتفاقية أيضا ضمان عبور السفن الإسرائيلية قناة السويس واعتبار مضيق تيران وخليج العقبة ممرات مائية دولية كما تضمنت البدء بمفاوضات لإنشاء منطقة حكم ذاتي للفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة والتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242.
تفاصيل المعاهدة
بالانتقال إلى تفاصيل معاهدة السلام، فإنها تنقسم إلى اتفاقيتنَين رئيسيتين، الاتفاقية الأولى تبدأ بمقدمة عن السلام وضروراته وشروطه، ثم تعرض الاتفاقية التصور الذي تمّ التوصل إليه "للسلام الدائم في الشرق الأوسط" وتنصّ على ضرورة حصول مفاوضات بين إسرائيل من جهة ومصر والأردن والفلسطينيين من جهة أخرى.
فيما تناولت الاتفاقية الثانية التفاوض المباشر بين مصر وإسرائيل من أجل تحقيق الانسحاب من سيناء التي احتلتها إسرائيل في عدوان العام 1967م، حيث نصت على إقامة علاقات طبيعية بين مصر وإسرائيل بعد المرحلة الأولى من الانسحاب من سيناء.