حققت أغنية "عمان"، للمطرب الأردنى إدريسى، ضجة كبيرة في عالم موسيقى الأندرجراوند، منذ طرحها خلال الفترة الأخيرة، وهو ما أكد على وجهة نظر صاحبها، التى تقول إن الصدق في المحتوى والتفرد والإبداع، بجانب العمل مع فريق فنى موهوب، هو الخلطة السحرية التى تضمن النجاح لأى فنان.
وأكد "إدريسى"، أنه قرر المخاطرة، منذ أن بدأ العمل على أغنية "عمان"، فقد كان يفكر حينها في صياغة لون موسيقي جديد، ولم يكن يدرى هل سيتقبله الجمهور أم لا؟.
"البوابة نيوز"، التقت المطرب الأردنى "إدريسى"، وحاورته حول نشاطه الفنى الأخير، الذى عاوده، بعد توقف استمر لعامين.
-حاولت في أغنيتى "عمان" أن أتشرب هويتها وأنتمى أكثر لمسقط رأسى
-أحلم بالعمل المشترك مع المطرب اللبنانى جورج وسوف
-لا أتطرق إلى مواضيع سياسية في أعمالى وأغنيتى تعكس الواقع الذي نعيشه
مزيد من التفاصيل في نص الحوار:
- قبل بدء الحديث، هل تضع في اعتباراتك الفنية التواجد في السوق المصرىة؟
** السوق المصرية هي السوق الأكبر بالنسبة لي، وبالنسبة لمعظم الفرق الموسيقية في المنطقة، كما أن الجمهور الأكبر والأكثر تأثيرًا هو الجمهور المصري، فالتواجد في السوق المصرية ليس خيارًا، بل أولوية لكل فنان عربي، فلولا السوق المصرية لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، والموسيقى المستقلة العربية ممتنة لهذا السوق للأبد. - حدثنا عن أهم ردود الأفعال التي وصلتك عن أغنيتك الأخيرة "عمان"؟
** وصلتني العديد من ردود الأفعال، منها السلبي ومنها الإيجابي، ولكن أهمها كانت ردود الفعل التي اتفقت على أن الأغنية لم تخذل جمهوري، ولحسن حظى فإن أغلبية جمهورى أكد على إيمانه بأن كل تجربة تقدم بصوتي هي تجربة تستحق التقدير. - البعض اعتقد أن "عمان" أغنية تحمل في طياتها تلميحات سياسية، فهل ذلك صحيح؟
** أنا أكره السياسة وأجهلها أيضًا، ولا أتطرق إلى أعمال أو مواضيع سياسية في أعمالى، وأغنيتى تعد وجهة نظر فردية، تعكس واقعا نعيشه في هذه المدينة، لكننا في الوقت أيضًا من النادر أن نسمع وجهات نظر فردية تعكس هذا الواقع ببشاعته وحقيقته كما هو. - ماذا حاولت أن تثبت خلال أغنية "عمان"؟
** حاولت أن أنتمي أكثر لهذه المدينة "مسقط رأسي"، وحاولت أن أتشرب هويتها بكل ما أملك من صدق وعاطفة، فعمّان تعني لي أكثر من مكان جغرافي، فهي من صنع الإنسان الذي أنا عليه الآن. - حدثنا عن كواليس تلك الأغنية؟
** كتبت "عمّان" في مرحلة لم أكن فيها قادرا على التعبير من خلال كلماتي وموسيقاي، فكنت أعيش فترة جعلت مني إنسانا أكثر برودة في المشاعر والتواصل مع ذاتي، فكنت حينها أبحث عن طرف الخيط الذي سيوصلني إلى اللون والصوت الموسيقي الجديد، الذي أريد تحقيقه دون التخلي عن هوية أعمالي السابقة، أو تشتيت جمهوري المعتاد على صوتي الحقيقي الصادق.
"عمّان" كانت أولي المحاولات التي صنعت أول خطوة لطريقى الجديد، في البداية كتبتها ولحنتها على جيتاري، ثم بدأت عملية إنتاجها صوتيا في غرفة نومي على جهاز اللاب توب، بعدها عملت على تطويرها مع المنتج زيد كريشان فأكملنا إنتاجها في الاستوديو بلمسته الخاصة على الموسيقى. - درست التمثيل والإخراج، فلماذا عملت بالأغاني بدلا عن ذلك؟
** أنا أحب التمثيل وأحب المسرح، ولكن بلادى لا تحبهما، فلا يوجد حركة مسرحية حقيقية هناك، فقد درست التمثيل والإخراج، وعملت كممثل في مسرحيات محلية ودولية، من عام 2013 إلى 2018، ولكننى اكتشفت أن كل ما نملك هناك هو محاولات متواضعة قصيرة العمر، وضئيلة العدد الجمهوري، فلم يشبعني المسرح، ولم يوصلني إلى المكان أو الشعور الذي أحلم به، لكن الموسيقى منحتني ذلك الشعور وحققت لي ما أكنت أبحث عنه من رضا ذاتي. - حدثنا عن سبب غيابك عامين من 2018 لـ 2020؟
** لم أغب بالمعنى الحرفي، فقد اتجهت حينها إلى تدريس مادة الدراما والإخراج المسرحي في إحدى مدارس عمان، فأخذت الكثير من وقتى وجهدى، لكن في نفس الوقت كان لها تأثير كبير على نفسيتى وإنتاجى الموسيقى، كما أننى قمت بتأسيس فرقة "جراسين"، وأطلقنا أول ألبوم في 2018، وفي نهاية 2019 استطعت إرساء أول حجر أساس لمشروعي الفردي وأطلقت أغنية "علالي" ومن حينه لم أغب يوما. - من المطرب الذي تحلم بالعمل المشترك معه، ولماذا قررت أن تكون منتج أعمالك الأخيرة؟
** أحلم بالعمل مع المطرب اللبنانى جورج وسوف، أما عن قراري بالإنتاج لأعمالي فقد جاء نظرا للحرية التى شعرت بها في تلك التجربة، فلم أعد مضطرا للقتال والنقاش من أجل فكرة أريد تنفيذها، كما أننى لاحظت أن قدرتى على الإنتاج تطورت تدريجيا، فقررت أن أخوض التجربة بشكل أوسع. - هل ترى أنك حققت الجماهيرية التي تتمناها أم أن الجمهور مازال يحتاج وقتًا أطول ليتفاعل مع ما تقدم؟
** أرى أن جمهور الأغاني البديلة، هو جمهور فريد ومحدد، وأصبحت نسبته أكبر في الفترات الأخيرة، وبالنسبة لي فأنا أرى أننى حققت قاعدة جماهيرية جيدة، في فترة صغيرة، لكنني بالطبع أطمح إلى الأكبر، وسأحتاج وقتًا أطول للوصول إلى جماهير خارج إطار جمهور الموسيقى البديلة، لكنها مسألة وقت ليس أكثر. - وما خططك خلال الفترة المقبلة؟
** أعمل على ألبومي الأول، الذي تنتجه إحدى الشركات السعودية، وسيكون هذا الألبوم هو أول خطوة جدية بالنسبة لي، فقد بدأت بإطلاق أغان فردية منه في شهر أغسطس الماضى، وسأستمر بإطلاق أغان منه، إلى أن يتم إطلاقه في فبراير المقبل، على جميع منصات الاستماع العالمية.