شهدت محافظة الفيوم خلال الأيام القليلة الماضية، حملة من السخرية والجدل الواسع، بعدما فوجئ أهالي قرية «النزلة» التابعة لمركز الشواشنة ، بتشييد مهندس مسجدا على طراز المعابد الفرعونية، ليشبه مدخل وباب المسجد المعابد الفرعونية، بالإضافة إلى الأعمدة التي تُشبه أعمدة المعابد، وزينت قمتها برسومات ونقوش فرعونية واتخذت شكل زهرة اللوتس، ما دعا أهالي القرية إلى مهاجمة المهندس الذي صمم وبنى المسجد بالتبرعات.
استنكر محمد زغلول عامر، من سكان القرية، قائلا أيعقل بأن نرى مسجدا على طراز المعابد الفرعونية وبنقوش فرعونية، ولفظ الجلالة يعلوا أحد الرسوم الفرعونية الخاصة بتميمة آمون بالواجهه، مرادفا كأنه منفصل عن رصيد ثقافي وقيمي زاخر لهذه الأمة العظيمة تجسد عبر فترات زمنية وحضارات متعددة، حيث تأثرت وتطورت بفضله لتصل نهاية إلي النضج في فنون العمارة الإسلامية، ولعل القاهرة القديمة تذخر به إلى يومنا هذا وتعد بوصلة للمتخصصين بهذا المجال،وكأننا نعيد اختراع العجلة مرة أخرى.
ومن جانبه، تابع شهاب رشاد ، أحد أهالي القرية ، بإنّ المهندس الذي صمم المسجد على طراز المعابد الفرعونية، تسبب في حالة من الغضب بتصميم المسجد الغريب، مشيرا إلى أنه تعمد وضع رموز ونقوش الفراعنة، وكان من الأولى أنّ يشيده على الطراز الأموي أو الأندلسي أو العثماني مثل مساجد القاهرة التي كانت مدينة الألف مئذنة، موضحاً أنّ هناك مساجد رائعة كان يمكن أن يستفيد من تصميمها مثل السلطان حسن والأزهر والقلعة وغيرها من المساجد.
وأضاف أحمد رشاد ، أنّ المسجد له قدسيته، وأنّ الدين لا يجوز فيه المراوغة، موضحاً أنّ المهندس أخطأ في حق نفسه وحق دينه حينما صمم مسجدا على الطراز المعابد الفرعونية، خصوصاً إذا كان مُسلماً لأنّه يعلم أن التراث الإسلامي والعمارة الإسلامية لها مكانتها.
وأوضحت داليا عبدالعال، بأنّ المهندس الذي قام بتشييد المسجد على الطراز الفرعوني، وزين جدرانه وواجهته بالنقوش الفرعونية تحمل الكثير من الإهانات خلال الفترة المُنصرمة، بالرغم من أنّ المسجد يجري تشييده منذ 11 سنوات أمام مرأى ومسمع أهالي القرية بالكامل الذين لم يعترض أحدهم على بنائه في بادئ الأمر، وكان يجب على أهالي القرية الوقوف منذ بداية تشييد المسجد والمطالبة بتغيير التصميم، بدلاً من الصمت ثم إلقاء اللوم على المهندس وحده.
وشن العديد من رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، حملة سخرية واسعة من المهندس الذي صمم وبنى المسجد على طراز المعابد الفرعونية، وزين جدرانه وواجهته وأعمدته بالنقوش الفرعونية، وتناولها على قنوات فضائية ليست مألوفة.