قال هشام النجار الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، إن ما يجري في أفغانستان حاليا، يشير إلى محاولة لإيجاد صيغة تسمح بالتعايش بين الولايات المتحدة من جهة، وطالبان والقاعدة من جهة أخرى.
وأشار النجار فى تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، إلى أن الصراع الذي أنهك الأطراف الثلاثة على مدار السنوات الماضية، دون أن ينتهي بالنصر الحاسم لطرف على آخر، هو السبب في البحث عن هذه الصيغة.
وأضاف: "الصراع أفضى واقعيا، وبقطع النظر عن دعايات النصر والهزيمة، إلى حالة لا غالب ولا مغلوب، فواشنطن لم تقض على القاعدة تماما، كما كانت تأمل، وطالبان أصبحت منهكة وفي حاجة لمساعدة خارجية لتنجح في الاختبار الأصعب، وهو إدارة الدولة، والقاعدة لم يستطع تركيع أمريكا وتقويض نفوذها وإمبراطوريتها، كما أنه لا سيطرة على السلطة في المنطقة العربية ولا تحرير لفلسطين، وفق الأهداف المتباينة التي وضعها زعماء القاعدة الفعليون، وكلها أمور أنهكت التنظيم".
ووصف النجار وصول طالبان إلى الحكم في أفغانستان على أنه تعبير عن صيغة غير معلنة للتعايش، فأمريكا تبدو موافقة على غض الطرف عن وجود القاعدة في أفغانستان، وشراكته الخفية لطالبان، مقابل عدم ممارسة أي نشاط يهدد أمريكا ومصالحها، أو مصالح حلفائها.
وتابع: "طالبان ترغب في ذلك لكونها محتاجة لخدمات القاعدة، ولا تقدر على فصم عرى العلاقة بينهما، حتى لا يتسبب ذلك في انشقاقات ومشكلات تنظيمية، مؤثرة داخل هيكلها التنظيمي، بالنظر لتنافس وتباين وجهات النظر بين الأجنحة داخلها، ولا سيما بين مجلس الشورى، وشبكة حقاني، والجناح المستحوذ على تجارة المخدرات، والثروة".
وواصل: "وفي الوقت ذاته فإن توقف استهداف المصالح الأمريكية، سيجعل واشنطن قادرة على ادعاء أنها نجحت في حماية نفسها وحلفائها من الإرهاب، وبالتالي تبدو ناجحة في النهاية، وتمحو عن نفسها عار الهزيمة، الذي يتحدث عنه العالم حاليا".