127 عاماً بالتمام والكمال تمر اليوم على ميلاد الفنان الكبير عبدالوارث عسر الذي ولد يوم 16 سبتمبر من عام 1894 ، وكان والده محاميا ناجحا ، وتعلم منذ صغره تجويد القرآن في الكتاب ، كما أتقن فن الإلقاء بعد ذلك ، واشتهر وسط نجوم جيله بهذه الموهبة الكبيرة ، حتى أنه قام بتعليم عدد من النجوم في السينما المصرية هذا الفن ، وكتب كتابا بعنوان "فن الإلقاء" لا يزال حتى اليوم من أهم كتب تعليم التمثيل ليصبح بمرور الوقت ملك فن الإلقاء .
كان عبدالوارث عسر شغوفا أثناء دراسته للبكالوريا "الثانوية العامة" بمشاهدة العروض المسرحية ، ودرس اللغة العربية دراسة حرة حتى أصبح من المتفقهين فيها ، كما كان لديه موهبة كتابة الشعر ، وله ديوان واحد نشرته الهيئة المصرية العامة للكتاب .
انضم عسر إلى جمعية أنصار التمثيل ثم خطفه "جورج أبيض" ليكون أحد أعضاء فرقته كما التحق بوظيفة بوزارة المالية ، وبدأ يشق طريقه الفني ، حاول مع صديقيه "سليمان نجيب" و"محمد كريم" النهوض بفن التمثيل والتأليف والإخراج ، وكانت مهمة "عبد الوارث عسر" هي تدريب الوجوه الجديدة .
لم يكتف عسر بالتمثيل بل كتب أفلاما وسيناريوهات وترجم موضوعات عديدة ، ومن أهم الأعمال التي شارك في كتابتها "جنون الحب"، "يوم سعيد"، "لست ملاكا"، "زينب" ، ومن اشهر أعماله كممثل "شباب امرأة" عام 1956 "لصلاح أبو سيف"، "صراع في الوادي" عام 1954 "ليوسف شاهين" وفيلم "الرسالة" عام 1977 للمخرج الراحل "مصطفى العقاد" وفيلم البؤساء عام 1978 لعاطف سالم. وكان آخر أفلامه "ولا عزاء للسيدات" عام 1979. كما أنه قدم في آخر حياته المسلسل التليفزيوني "أحلام الفتى الطائر" تأليف "وحيد حامد" من إخراج "محمد فاضل" وبطولته مع "عادل إمام" كما قدم مسلسل أبنائي الأعزاء.. شكرا مع النجم عبد المنعم مدبولي ، وظل "عسر" يمنح فنه وقته وجهده حتى رحل عن الحياة يوم 22 أبريل 1982، بعد 3 أعوام من وفاة زوجته التي رحلت عام 1979 .