أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على تعذيب الأسرى المعاد اعتقالهم عقب هروبهم من معتقل جلبوع، حيث تعرض الأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي لأشد أنواع التعذيب علي يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأحدثت به إصابات بالغة.
هيئة الأسري: الزبيدي تعرض للتنكيل ويعاني من كسر في الفك وآخر بالضلوع
من جانبه قالت هيئة شئون الأسرى والمحررين، إن المحامي فيلدمان، تمكن ظهر اليوم الأربعاء، من زيارة الأسير زكريا الزبيدي بمعتقل الجلمة، وتبين أنه تعرض للضرب والتنكيل خلال عملية اعتقاله مع الأسير محمد العارضة، ما أدى الى إصابته بكسر في الفك وآخر بالضلوع.
وبينت الهيئة، في بيان صحفي، أن الأسير الزبيدي تم نقله إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية وأعطي المسكنات فقط بعد الاعتقال، كما يعاني من كدمات وخدوش في مختلف أنحاء جسده بفعل الضرب والتنكيل.
وبين الزبيدي للمحامي فيلدمان خلال الزيارة، "أنهم وعلى مدار الأيام الأربعة التي تحرروا فيها لم يطلبوا المساعدة من أحد، حرصا على أهلنا بأراضي 48 من أي تبعات أو عقوبات إسرائيلية بحقهم، ولم يتناولوا الماء طوال فترة تحررهم، وكانوا يأكلون ما يجدون من ثمار في البساتين كالصبر والتين وغيره".
وحذرت الهيئة، من مغبة مواصلة عزل الأسرى الأربعة بظروف صعبة وفي زنازين تفتقر لأدنى مقومات الحياة الآدمية وبعيدا عن المؤسسات الحقوقية والطواقم القانونية التابعة لها، ومن تعرضهم للتعذيب والمعاملة السيئة والتنكيلية من قبل المحققين والسجانين".
الخارجية الفلسطينية: إرهاب دولة منظم
من جانبها أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، عمليات التنكيل الوحشية التي ترتكبها دولة الاحتلال وأذرعها العسكرية والأمنية المختلفة بحق الأسرى الأربعة الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال بعد أن نالوا حريتهم رغما عن سجانيهم، سواء ما يتعلق بعمليات الضرب والتنكيل البربرية والتي أدت الى وقوع إصابات خطيرة في أجسامهم، أو التحقيق معهم لساعات طويلة وسط حرمانهم من النوم والأكل والماء واتباع أساليب محرمة دوليا في التعامل معهم، ذلك كما وثقته التقارير الأولية التي أعقبت زيارة المحامين لهم.
وأكدت الخارجية في بيان لها، اليوم الأربعاء، أن إعادة اعتقال الأسرى الأربعة بعد نيلهم لحريتهم هو غير قانوني وفقا لاتفاقيات جينيف، خاصة المواد 93،92،91،90 من اتفاقية جينيف الثالثة، وحملت مجددا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن حياة الأسرى وتداعيات ونتائج عملية التحقيق الوحشية معهم.
وأوضحت أنها تواصل ومن خلال سفارات دولة فلسطين وبعثاتها المعتمدة لدى مقرات الأمم المتحدة خاصة بعثتها في جينيف، ومن خلال السفراء والقناصل المعتمدين لدى دولة فلسطين، فضح الإرهاب الذي تمارسه دولة الاحتلال بحقهم، مطالبة المقررين الخاصين ومجلس حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي والدول الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جينيف والأمين العام للأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهم في وقف الجريمة التي ترتكب بحقهم.
ولفتت إلى أنها تتابع باهتمام كبير ما يتعرض له الأسرى، وأنها ستقوم بالتعاون مع الأطراف والجهات ذات العلاقة بتأمين وصول تقارير موثقة عن عملية تعذيبهم للجنة التحقيق المستمرة التي شكلها مجلس حقوق الإنسان، وكذلك رفع هذه التقارير للمحكمة الجنائية الدولية.
الصحة تطالب بالإشراف على الوضع الصحي للأسرى الأربعة
وطالبت وزيرة الصحة مي الكيلة، بالإشراف على الوضع الصحي للأسرى الأربعة المعاد اعتقالهم.
جاء ذلك خلال اجتماع عقدته وزيرة الصحة عبر الفيديو كونفرنس مع رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في فلسطين إليس دوبوف، اليوم الأربعاء، بحضور مديرة وحدة التعاون الدولي في الوزارة ماريا الأقرع، ونظام رمضان من وحدة الشئئون القانونية.
وقالت الوزيرة الكيلة: إن الشعب الفلسطيني وقيادته قلقون للغاية على الأسرى الأربعة، ونطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارتهم والاطمئنان عليهم والتأكد من ظروف اعتقالهم.
وتابعت: لا يحق للاحتلال الإسرائيلي أن يكون فوق المجتمع الدولي والقوانين الدولية.
وأكدت أننا لا نثق بالمعلومات التي تقدمها سلطات سجون الاحتلال الإسرائيلي عن الوضع الصحي للأسرى، خاصة الأسرى الأربعة المعاد اعتقالهم.