قال الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله: في قصة "أم عفاف"، والتي تقع ضمن المجموعة القصصية "نصف كيلو عدس أصفر" لمحمد داود، يتحقق معنى الاستلاب عبر ما يسمى بالاستيلاء على المعنى.
وأضاف عبدالله خلال كلمته في مناقشة المجموعة: الخطاب الوحيد في القصة يهيمن عليه السائق الثرثار على الرغم من جود أم عفاف أصل المشكلة إلى جواره وجوار الطبيب، ويبدو السائق متحدثا نيابة عن الجميع (يغني ويرد على نفسه)، يثرثر ويزيف ويجعل من نفسه ملاكا لم يمنحه زوج عفاف مهمة إنقاذ ابنته حين جعلها تركب سيارة رضا الأعرج وهو يمسح دموع عفاف ويجعل من توصيله لها دون غيره منعا لها من إلقاء نفسها من السيارة وهي تجري مسرعة لأن اكرة الباب مخلوعة.
وأكمل عبدالله: تستمر ترهات السائق حتى المشهد الختامي الذي يتنصل فيه من ام عفاف التي قابلت إحسانه ومعروفه لمحاولة القفز من سيارته لتضعه في الحديد، مشيراً إلى أن التدفق الحكائي هنا آلية أصيلة في السرد ومتوائمة مع وعي الشخصية القصصية داخلها.
جاء ذلك خلال مناقشة المجموعة القصصية "نصف كيلو عدس أصفر" للقاص والروائي محمد داود، بمنتدى المستقبل للفكر والإبداع في مكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع الوطني، ويناقش المجموعة الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، ويدير الندوة الشاعر والقاص أمل سالم.
صدرت مجموعة ( نصف كيلو عدس أصفر) للكاتب د. محمد داود حديثا عن دار ( ميريت،) وحوى غلافها الخلفي كلمة الناقد د. يسري عبدالله عن عالم محمد داود السردي ومجموعته الجديدة، وقد جاء فيها: "بعد ست روايات تضرب في فضاءات متعددة للكاتب محمد داود، تأتي مجموعته القصصية الأولى ( نصف كيلو عدس أصفر)، فتنتخب لحظات هامشية من عمر الزمن، تصحبنا إلى عوالم يتجادل فيها الصخب مع السكون، وتتنوع صيغها السردية عبر أشكال مختلفة للقص، كما تتقاطع بنياتها الأساسية لتشكل جدارية عن أولئك العابرين الذين تلتقطهم عين السارد المتأمل بوعي، ومحبة، وشغف، ومساءلة واصلة بين الذات والعالم في قصص تشف وتقول في آن".
ويعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع إحدى اهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية.
ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي"إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة".
وتعقد الندوة في مكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع الوطني، الدور الثاني، ٢ شارع كريم الدولة متفرع من ميدان طلعت حرب، وسط البلد، مع التنبيه على الالتزام باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية.