اتحضر للأخضر.هي المبادرة الرئاسية للتصالح مع البيئة. هي إعادة النظر في تعاملنا معها زيادة احترامنا لها حتى ننقذ أنفسنا قبل إنقاذها. وحين أقول أنفسنا هنا لا أعني بها نحن فقط- سكان مصر - ولا العالم العربي بل العالم كله، البشر جميعا على الأرض، التي هي بيتنا وأماننا ومصدر قوتنا والهواء الذي نتنفسه. حياتنا وحياة أبنائنا من بعدنا. فجميعنا يعرف الآن أن التغيرات المناخية والكوارث البيئية التي حدثت، لم تأت من فراغ. بل لأننا أهملنا البيئة، دمرناها، فعاقبتنا بثورات الماء والنار و مازالت وكأن أمنا الأرض ئؤدبنا،تعيد تربيتنا من جديد بعد طغيان البشر عليها واعتمادهم على التكنولوجيا بإفراط دون مراعاة لحقوقها، مما أخل بالتوازن والانسجام الذي خلقها الله عليه. قل تعالى " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ "-سورة القمر- نجحت التكنولوجيا في مجال الاتصالات في تحويل العالم إلى قرية صغيرة. فهل وقر في أذهاننا أن ما يحدث في مكان ما بهذه القرية يؤثر في كل مكان بها هل نعرف شيئا عن نظرية الفوضى أو ما يعرف بتأثير الفراشة؟! لقد شاهدنا جميعا الفيضانات وتوسونامي، ولمسنا تغير المناخ الذي اعتدنا عليه فتقاربت الفصول من صيف وشتاء أوشك أن ينسينا الملامح المحددة لفصلي الربيع والخريف، الطقس كان يشعرنا بهما دون أن نستعين بتواريخ الانقلابات الصيفية وغيرها كانت حرارة الجو بلطفها تخبرنا. كانت كمية الأمطار في معدلتها وأوقاتها لا تشغلنا. فماذا حدث اليوم نتيجة إهمالنا؟ أمطار وفيضانات تغرق مدن العالم دونما سابق إنذار. وحرائق الغابات التي زادت وتيرتها وامتدت إلى العالم العربي في سوريا ولبنان والجزائر والمغرب بعدما كنا نسمع عنها ونشاهدها على الشاشات في دول بعيدة عن حيزنا الجغرافي. الحرائق التي تؤدي إلى موت الألاف من الكائنات الحية التي تسكنها وفقدان الاشجار التي تنقي الهواء من ثاني أكسيد الكربون وتنتج الأكسجين فيزيد التلوث وترتفع درجة حرارة الأرض وتنتشر الأمراض الصدرية بين البشر.ناهيك عن حرق القمامة والأجهزة المنزلية التي نستخدمها من ثلاجات وأجهزة تكييف يدخل في عملها غاز الفريون.و صرف مخلفات المصانع في النيل وفروعه وعدم صيانة سياراتنا إلى آخره من قائمة سوء التعامل اليومي المعتاد. من هنا بدأت مصر وباقي دول العالم فى الاستجابة لنداء الأمم المتحدة. فأطلق السيد رئيس الجمهوية فيما يخص البيئة مبادرة ( اتحضر للأخضر ) والتي تأتي -حسب صفحتها الالكترونية - في إطار الإستراتيجية القومية للتنمية المستدامة "مصر ٢٠٣٠"، وتستهدف تغيير السلوكيات ونشر الوعي البيئي وحث المواطنين، وخصوصًا الشباب على المشاركة في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية لضمان استدامتها حفاظًا على حقوق الأجيال القادمة. كما تستهدف نشر الوعي بضرورة الحفاظ على المحميات الطبيعية وإدارتها وفق المستويات العالمية بما يضمن الحفاظ على توازن النظم الإيكولوجية( البيئية ) وتعظيم فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتتبنى المبادرة التي أطلقتها وزارة البيئة التوعية بأهمية التشجير وإعادة تدوير المخلفات وترشيد استهلاك الغذاء والطاقة، والحد من استخدام البلاستيك، والحفاظ على الكائنات البحرية، والحد من تلوث الهواء، وحماية المحميات الطبيعية-. كهذا نرى بوضوح أن الدولة بدأت عملها وأخذت أجهزتها في التنفيذ. ولا يتبقى سوى دورنا وواجبنا نحن أيضا في سلوكنا اليومي سيدات ورجال في بيوتنا وأماكن عملنا ونوادينا. القطرات الصغيرة تصنع نهرا فهل سنكون على قدر المسؤولية والاقتناع الذي يدفعنا إلى تبني مشكلات البيئة، والمشاركة في حلها وفتح صفحة جديدة معها!!
آراء حرة
القطرات الصغيرة تصنع نهرًا
فهل تحضرت للأخضر؟
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق