تنظم مكتبة الإسكندرية حفلًا فنيًا يعنوان "ليلة تراثية" للفنان زين محمود وتلاميذه، وذلك في الثامنة من مساء الخميس المقبل، بمقر بيت السناري الأثري بالسيدة زينب، التابع لمكتبة الاسكندرية، مع اتباع كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية.
يقام الحفل في أجواء تجمع بين روائع التراث المتمثل في بيت السناري، وأعمال زين محمود التي ينبعث منها روعة وجمال البيئة المصرية من خلال الاعتماد على "الحكي والحواديت" من المواويل الشعبية والسير، وستتضمن فقرات الحفل مجموعة من أروع أغاني وموشحات وابتهالات زين محمود، وكذلك مختارات من أغنيات السيرة الهلالية والأغاني الشعبية والمديح والموال القصصي لتلاميذه.
يأتي هذا الحفل في ظل الاهتمام بإحياء التراث الشعبي لتعزيز الروابط ما بين الماضي والحاضر والمستقبل، وتفعيل التماسك الاجتماعي والمساعدة على تعزيز السلام ما بين الجميع، فالمحافظة على التراث والموروث الحضاري يرتبط ارتباطاً قوياً بهوية المجتمع ويجعله يتميز عن غيره من المجتمعات. وهنا تظهر قيمة الفنان زين محمود؛ فعلى الرغم من أنه يعيش في فرنسا لكنه مازال محتفظا بلهجته الصعيدية وجلبابه الجنوبي وعمامته البيضاء، ومازال مصرًا على أفكاره التقليدية الشرقية وحكاياته ومواويله الشعبية والآلات الشرقية القديمة، ولم يستطع المجتمع الفرنسي أن يصبغ عليه حالة التمدن فيترك تراثه القديم أو موروثه الشعبي أو حتى عاداته المتأصلة، ومازال يقدم أعمالا فلكلورية تراثية قديمة وينشد المديح والسيرة في حب وفخر.
يعد الشيخ زين محمود من أبناء قرية بني مزار، محافظة المنيا، ومن مواليد عام 1986، نشأ في بيت صوفي وورث القرآن عن والده الشيخ بن زيدان، وعن ابن عمه محمد محمود. وقد تلقى تعليمه الأول في الكُتاب ودرس مختلف العلوم العقلية والنقلية، ودرس علم التوحيد وعلم أصول الفقه، فأصبح متبحرًا في الفقه وأصوله، ودرس الأصول والفقه في المسجد النبوي. كانت بدايته عندما شارك في مسرحية "تغريبة عبدالرازق" كمنشد، والتي عُرضت في قصر ثقافة بني مزار عام 1992، وفي هذه الأثناء قرر حسن الجريتلي مدير فرقة "ورشة الجريتلي" والذي كان حاضرًا للعرض المسرحي ضمه للفرقة المسرحية، وهناك تعلم الغناء الشعبي والسيرة الهلالية على يد سيد الضوي، كما تعلم غناء الموال القصصي، وبعد انضمامه للفرقة بعامين، قدم عرضًا مع الفرقة في سويسرا، قبل أن يتوجه معها إلى فرنسا والولايات المتحدة والبرازيل.
وقد أسس في فرنسا فيما بعد فرقة "زمان فابريك" التي قدمت نمطا موسيقيًا مختلفًا، واستطاعت نشر المديح في باريس من خلال كلمات صوفية وآلات شرقية، كما أسس مدرسة "تدريب الغناء الشعبي" هناك.
وشارك الفنان زين محمود في تأليف العديد من الأعمال الغنائية، وكذلك الموسيقى التصويرية لعدة أفلام مصرية، منها ألوان السماء السابعة "تجليات في الأشياء"، وجنينة الأسماك "الحياة لو لعبة".