أجرى رئيس الوزراء المغربي المكلف، عزيز أخنوش، عدة لقاءات مع قيادات الأحزاب المتصدرة لنتائج الانتخابات، وصفها مراقبون بـ"لقاءات جس النبض".
والتقى عزيز أخنوش، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، مع الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي، والذي حل ثانيا في نتائج الانتخابات الأخيرة.
كما التقى أخنوش، الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، الذي صرح بأن حزبه سيناقش العرض الذي تقدم به رئيس الحكومة المكلف.
وعقد أخنوش أيضا، لقاءا مع الأمين العام لحزب الحركة الشعبية امحند لعنصر، الذي أكد أن حزبه سيدعم كل ما هو في صالح المغرب.
وبحسب وسائل الإعلام المغربية يواصل أخنوش خلال الأيام المقبلة لقاءاته ببقية الأحزاب الممثلة في البرلمان الجديد، وذلك رغم الخلفيات الإيديولوجية التي ربما لن تكون عائقا أمام تكوين تحالفات سياسية.
وكان أخنوش، قد وعد إثر تعيينه رئيسا للحكومة من قبل الملك محمد السادس، بتشكيل حكومة منسجمة، ومتماسكة، ولها برامج متقاربة.
وبحسب مراقبون، فأن الإشارات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة تبدو "إيجابية"، وذلك بعد ظهور إشارات على توافقات بين الرئيس المكلف والأحزاب الموجودة داخل البرلمان باستثناء العدالة والتنمية والأحزاب الأخرى التي لم تحصل سوى على بضع مقاعد في البرلمان.
وقال المراقبون إن المواقف التي اتضحت حتى الآن بشأن الأحزاب المعارضة اقتصرت على هيئتين سياسيتين هما العدالة والتنمية والاشتراكي الموحد، في ظل الانتظار للمواقف التي قد تعلن لاحقا من بعض الأحزاب.
في السياق ذاته، يرى عدد من المحللين السياسيين أن الأحزاب التي سيدعوها رئيس الحكومة المكلف لتشكيل التحالف الحكومي المقبل غير محددة بشكل قاطع حتى الآن.
ولفت المحللون إلى أن كل الاحتمالات واردة، حيث يمكن بقاء حزب الأصالة والمعاصرة في المعارضة أو حزب الاستقلال، وأن كل ذلك رهين بالمفاوضات التي دشنها عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المكلف، مع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان.
ويشير المحللون إلى أن الخريطة الحكومية، ستعرف تغيرا كبيرا مقارنة بالحكومتين السابقتين، حيث كانت الهيمنة لحزب العدالة والتنمية الذي مني بهزيمة مدوية في الانتخابات التشريعية والجهوية والمحلية.
وبشأن السياسة الخارجية للمملكة، يوضح المحللين أنها قد لا تتغير، على اعتبار أن الثوابت التي تنبني عليها السياسة الخارجية للمملكة غير مرتبطة بتغير الحكومات.
وكشفت نتائج الانتخابات التشريعية والمحلية في المغرب عن مفاجأة كبيرة بسقوط حزب العدالة والتنمية (حزب إسلامي)، الذي قاد الحكومة لولايتين متتاليتين عقب تصدره نتائج انتخابات 2012 و2016، بينما تذيل ترتيب الأحزاب الفائزة بأكثر من 10 مقاعد، واحتل المرتبة الثامنة بعد أن حصل على 12 مقعدا في البرلمان.