قالت مؤسسة شاتام هاوس العالمية للأبحاث، إن التغييرات المناخية التي تواجه العالم حاليا في ظل انتشار وباء كورونا أضحت أحد أهم القضايا لدى دول العالم، حيث من المتوقع أن يؤثر ارتفاع درجات الحرارة على الإنتاج الزراعي ونقص إنتاج بعض المحاصيل الزراعية.
وأضاف تقرير مؤسسة شاتام هاوس للأبحاث - ومقرها لندن - أن الإمدادات الغذائية ستواجه مصاعبا من أجل مواكبة النمو السكاني في العالم، حيث يتسبب تغير المناخ في ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم حالات الجفاف مما يهدد الأمن الغذائي لبعض الدول، وأنه من المتوقع انخفاض إنتاج المحاصيل الأساسية بمقدار الثلث تقريبا بحلول عام 2050 ما لم يتم تخفيض الانبعاثات بشكل كبير في العقد المقبل، بينما يحتاج المزارعون إلى زراعة ما يقرب من 50% من الغذاء لتلبية الطلب العالمي.
ونوه التقرير - الذي تم وضعه لرؤساء الدول قبل قمة المناخ المحورية للأمم المتحدة COP26 الشهر المقبل في جلاسكو - باقتراب ارتفاع أسعار المواد الغذائية بالفعل منذ عقد من الزمان، مدفوعا باضطرابات سلسلة التوريد أثناء انتشار وباء كورونا وتقلبات الطقس.
وأشار التقرير إلى ارتفاع أسعار القمح خلال فصل الصيف بسبب خسائر المحصول في بعض أكبر الدول المصدرة، قائلا سيتم "تقييد" التأثيرات المناخية الشديدة بحلول عام 2040 إذا لم تخفض البلدان الانبعاثات.
وتوقع المعهد أن تشهد أوروبا والولايات المتحدة تعرض حصص عالية من الأراضي الزراعية للجفاف بحلول عام 2050، موضحا أن نسبة الأراضي الزراعية المتضررة من الجفاف عالميا ستتضاعف ثلاث مرات لتصل إلى 32% في السنة.
في سياق متصل قال دانييل كويجين، كبير باحثي شاتام هاوس المشارك الرئيسي في إعداد التقرير، "يمكننا أن نتوقع ارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية الأساسية بشكل كبير مع وجود نقص في بعض مناطق العالم، مضيفا في مقايلة أجرتها معه وكالة بلومبيرج الإخبارية أن المحاصيل الرئيسية من القمح والفول الصويا والأرز "من المرجح أن تشهد انخفاضا كبيرا في المحصول" بسبب الجفاف وقصر فترات النمو.