في القديم كان هناك قصص مجهولة لم يعلمها الكثير إلا من خلال الكتاب المدرسي لضعف انتشار وسائل الإعلام، وكان هناك قصص لأبطال يضرب بهم الأمثال في المغامرة والإقدام والتضحية، وفى زمن الستينات قبل التريندات وأغانى المهرجانات، درس الطلاب في المرحلة الابتدائية كتاب المطالعة يحكي قصة مجدى الذى أنقذ القطار.
مجدى فرحات 10 سنوات طالب بالصف الخامس فى مدرسة بلال الابتدائية بميت نما فى شبرا الخيمة، خرج من منزله في أحد الأيام ليشترى خميرة لوالدته، ولعب القدر والنصيب قدرا بسببه أنقذ 1000 راكب من الموت أو الإصابة، وذلك أثناء مشيه بالقرب من مزلقان "ميت ناما" حيث رأى قضيب سكة حديد مكسورا، وحجم الكسر كان كفيلا بقلب قطار بالكامل.
وقبل وصول قطار "القاهرة إسكندرية" بدقائق قليلة لموقع الكسر بالقضبان ويوصل لمكان الكسر، وخطر على بال مجدى بالإسراع نحو القطار أكبر مسافة ممكنة ليخبر سائق القطار بالتوقف.
وهلع مجدى بالفعل وقام بخلع البلوفر، وبعد مسافة بعيدة عن الكسر شاور بالبلوفر للسواق فى تحذير، وكل خوفه أن يعتبر السواق هذا الفعل شقاوة ولعب عيال، وحتى يثبت للسواق أن الأمر خطير كان يجرى فى اتجاه القطار، وبالفعل وقف القطار ونزل السواق والركاب، وبعد معرفتهم بكسور قضبان الحديد الخاص قام السائق والركاب بحمل الطفل على أكتافهم ليحتفلوا به ويشكروه على تضحيته.
وبعد معرفة عنوان الطفل من قبل راكبي القطارأرسل له الكثير منهم عشرات من الهدايا لمنزل مجدي، وكرمته المصلحة بشهادات استثمار ورحلة لأسوان، وكتبت عنه الصحف والمجلات، وكان أجمل تكريم من سائق القطار يصفر تحية شكر عندما يمر من أمام منزل مجدى الذي يقع بجانب السكة الحديد.