ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
واليوم ننشر قصيدة بعنوان "أشواق النوارس المهاجرة" للشاعر الأردني خليل العبويني، وذلك تزامنا مع ذكرى وفاته التي تحل اليوم الاثنين.
لأنك "ميسون" موال حب
يسافر عبر روابي الوطن.
يقبّل ثغر الزهور،
يراقص خُضر السنابل،
يغفو بأحضان ضوء القمر.
وعيناك دفء الربيع، وحلم الورود،
بحضن بلادي،
أسافر.. أرحل.. أبحر فيها.
لأنك "ميسون" سوسنة في حقول الوطن.
عَبَدْتُ الزنابقَ في وجنتيك،
كَتَبْتُ القصائدَ، ترسم أشواق قلبي اليك،
لأنكِ زخّات عطر، تباشير فجر،
تغاريد طير، تسافر فيَّ.
تعانق روحي،
أحن إليك،
أُسَبِّحُ باسم الوفاء،
وأعبد فيك جمال الوطن.
حزين أنا في صحارى الحياهْ.
سئمت الرحيل، كرهت دموع الوداع،
مناديل يوم السفر.
وغيمات حزن تعكر صحو ربيعي،
وأنس ليالي السمر.
حزين أناجي النوارس حين تهاجر،
أبكي، ألح عليها،
لتحمل شوقي، رسائل حبي،
لتعزف لحني الكسيح الوتر .
غريب أنا في منافي الحياة.
ُأُحَدِّقُ في الموج، في الرمل،
أكتب فوق المياه.
ولكن لمن أكتب!
رياح السموم، وأحرف جر اللغة.
جراد الليالي، وأحرف عطف اللغة.
خناجر تطعن أفراح قلبي،
تمزق أزهار حبي..
غريب أنا في مهب الرياح.
أعاني الضياع،
أقاسي مرارة ذل الرقيق.
ولكن لمن أكتب!
كرهت القصائد كالمومسات.
تُعرَّى، تضاجع في حان عهر عتيق .