أجرت كوريا الشمالية، أمس الأحد، اختبارا جديدا لإطلاق صاروخ باليستي، قطع مسافة 1500 كم، قبل أن تصيب أهدافها وتسقط في المياه الإقليمية للبلاد خلال الاختبارات التي أجريت يومي السبت والأحد؛ وذلك رغم التحذيرات الدولية المتكررة لبيونج يانج، من مواصلة التجارب الصاروخية والنووية.
من جانبها، أكدت هيئة الأركان في كوريا الجنوبية، إطلاق صاروخ باليستي كوري شمالي، قطع مسافة 1500 كم، وعقدت كل من سول وطوكيو اجتماعات طارئة لمجلس الأمن القومي.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية، إن تطوير الصواريخ يوفر "أهمية استراتيجية لامتلاك وسيلة ردع فعالة أخرى لضمان أمن دولتنا بشكل يمكن الاعتماد عليه بصورة أكبر إضافة إلى احتواء المناورات العسكرية للقوات المعادية".
تشير التقارير إلى ان كوريا الشمالية قد بدأت في تطوير برنامجها الصاروخي في عام 1969 تقريبا عندما قام الاتحاد السوفيتي سابقا بتزويدها بصواريخ "فروغ" أرض-أرض وهي اختصار للتعبير بالإنجليزية "الصاروخ الحر فوق الأرض" ويبلغ مداه حوالي 60 كيلومترا. لكن يُعتقد أن كوريا الشمالية بدأت في تطوير برنامجها الصاروخي بشكل جاد في عام 1976.
ويعتقد أن كوريا الشمالية قامت بتغيير هندسة هذه الصواريخ بهدف تطويرها بشكل مستقل، لهذا يعتمد برنامج كوريا الشمالية الصاروخي على نظام صواريخ سكود وقد واصلت زيادة مدى هذه الصواريخ بحيث استطاعت تطوير صاروخ سكود-سي والصاروخ الباليستي متوسط المدى "رودونغ" متعدد المراحل وصاروخ "تي بو دونغ" الباليستي متوسط المدى واحدا تلو الآخر.
وفي ظل هذه العملية، يُعتقد أن كوريا الشمالية امتلكت صاروخا باليستيا قادر على الوصول إلى الأراضي الأمريكية في الألفية الجديدة. وقد أطلقت كوريا الشمالية صاروخا طويل المدى في الـ5 من ابريل 2009 لإظهار قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. إن التكنولوجيا الضرورية لوضع القمر الاصطناعي المسمى "كوانج ميونج سونج2" في الفضاء عبر هذا الصاروخ والذي تطلق عليه كوريا الشمالية اسم "اون-ها2" يمكن الاستفادة منها أيضا في تطوير صاروخ باليستي. لقد لوحظ أن الصاروخ وصل إلى ارتفاع بلغ 3100 كيلومتر (ويقدر البعض أنه وصل إلى ارتفاع بلغ 3900 كيلومتر).
في إبريل 2012، أطلقت كوريا الشمالية مرة أخرى صاروخ "اون-ها3" طويل المدى. إطلاق الصاروخ الذي زعمت كوريا الشمالية أنه بهدف إيصال القمر الاصطناعي "كوانج ميونج سونج3" إلى المدار انتهى بالفشل. حاولت بيونج يانج إطلاق الصاروخ مرة أخرى في ديسمبر من نفس العام ونجحت في تلك المرة.
وانطلاقا من هذه الحقائق، يعتقد أن كوريا الشمالية استكملت تكنولوجيا الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في الوقت الراهن.