على مدى عدة عقود ظلت المنافسة النسائية على شباك التذاكر، وحصد الإيرادات في دور العرض السينمائية، منحصرة بين نجمتين، هما: نبيلة عبيد ونادية الجندي، واستمرت هذه المنافسة من أواخر السبعينيات من القرن الماضي، حتى السنوات الأولى من الألفية الجديدة، لتصبح من أكبر الفترات الزمنية، على مدى التاريخ السينمائي، التي تنحصر فيها المنافسة بين نجمتين على اقتناص إيرادات السينما.
وعلى الرغم من وجود عدد كبير من نجمات الفن خلال تلك الفترة إلا أن العنصر النسائي الذي حمل على كتفيه عبء تصدر الأفيش السينمائي وحمل هم البطولة السينمائية المطلقة انحصر بين "نبيلة ونادية"، وسط سيطرة كبيرة من جانب العنصر الرجالي.
ومع بداية الألفية الجديدة؛ أفرزت السينما العديد من الوجوه النسائية الشابة، في نفس الوقت الذي خرجت للنور كوكبة النجوم الشباب الذين نجحوا في إخراج السينما من مرحلة الكساد التي عانت فيها لعدة سنوات. وكان بالطبع على رأسهم الفنان محمد هنيدي ثم محمد سعد ومجموعة النجوم الآخرين علاء ولي الدين وأحمد السقا وأحمد حلمي وكريم عبدالعزيز وهاني رمزي وغيرهم، فيما ظهرت الوجوه النسائية متمثلة في منى زكي وياسمين عبدالعزيز ومي عز الدين ونيللي كريم وغيرهن.
"ياسمين" والبطولة النسائية المطلقة
ومع غياب نجمتي الشباك"نبيلة عبيد ونادية الجندي" منذ عام ٢٠٠٢؛ حيث آخر أعمال نادية وهو فيلم "الرغبة"، وعام ٢٠٠٦ فيلم"مفيش غير كده" لنبيلة عبيد، كان الحمل ثقيلًا على صناع السينما في كيفية ملء هذا الفراغ الذي أحدثه غياب نجمتي الشباك.
ورغم مشاركة العديد من النجمات في أفلام النجوم الشباب إلا أنه لم تبرز أي فنانة لحمل راية البطولة المطلقة بعد"نبيلة ونادية"، حتى جاء عام ٢٠٠٨ ليكون بداية ظهور جيل جديد من النجمات اللائي ينافسن الرجال على شباك التذاكر وحصد الإيرادات.
حيث قدمت النجمة ياسمين عبدالعزيز فيلم"الدادة دودي" بعد سلسلة من الأدوار المهمة والناجحة في العديد من الأفلام منها"الرهينة" و"كركر" و"فرحان ملازم ادم" و"صايع بحر" و"زكي شان" و"حريم كريم" و"عصابة الدكتور عمر".
وعقب فيلم"الدادة دودي" قدمت ياسمين مجموعة أخرى من الأعمال، لتحافظ بمرور الوقت على تواجدها جنبًا إلى جانب النجوم الرجال، وتنافسهم بقوة على حصد الإيرادات، محققة إيرادات لا بأس بها، حيث قدمت في عام ٢٠١٠ فيلم "الثلاثة يشتغلونها".
وفي عام ٢٠١٢ فيلم "الآنسة مامي"، وفي عام ٢٠١٤ "جوازة ميري" وفي ٢٠١٦ "أبو شنب" وأخيرًا في عام ٢٠١٨ قدمت فيلم"الأبلة طم طم"، لتظل الوحيدة بين نجمات جيلها التي تقدم أعمال سينمائية تجسد فيها البطولة المطلقة وتنافس النجوم الشباب على الإيرادات.
ولم تقف ياسمين عند البطولة المطلقة في السينما، ولكن قامت بطرق أبواب أخرى في عالم التمثيل، وحجزت مكانة مهمة في عالم الدراما التليفزيونية من خلال عدة بطولات منذ عام ٢٠١٧ وحتى الآن، حيث قدمت بطولة مسلسلات "هربانة منها، اخر نفس، ونحب تاني ليه"، وأخيرًا مسلسل "اللي مالوش كبير"، الذي قدمته في رمضان الماضي، وحقق نجاحًا كبيرًا، لتصبح ياسمين، كما وصفها البعض من الفنانين هى النجمة المؤثرة في بنات جيلها والجيل الذي يليها.
أزمة صحية طارئة
وبعد هذه السلسلة من النجاحات السينمائية والتليفزيونية، أصيبت النجمة ياسمين عبدالعزيز بأزمة صحية شديدة منذ نحو شهرين، وبدأت القصة يوم ١١ يوليو الماضي عندما دخلت الفنانة ياسمين عبدالعزيز المستشفى في شهر يوليو الماضي لإجراء عملية جراحية، حيث أعلن زوجها الفنان أحمد العوضي في ١٧ يوليو، دخولها العمليات وطلب من جمهورها عبر صفحته بموقع "فيسبوك" الدعاء لها.
وقال "العوضي": "الرجاء الدعاء بظهر الغيب لزوجتي وحبيبتي ياسمين..هي في العمليات
ومحتاجة دعواتكم، اللهم إنك أنت الشافي المعافي بقدرتك على كل شيء اللهم ارفع عنها البلاء والوباء واشفها وعافها".
بينما كتب الفنان وائل عبدالعزيز، شقيق الفنانة ياسمين عبدالعزيز، في اليوم التالي ١٨ يوليو الماضي، عبر حسابه على موقع "فيسبوك": "أنا كل اللي هقدر أقوله دلوقتي.. ادعوا لياسمين حالتها خطيرة"
، وعاد العوضي في نفس اليوم ١٨ يوليو، ليكتب مجدًا طالبًا من الجميع الدقة في نشر أخبار حالة ياسمين الصحية بعد انتشار الشائعات حول حالتها، حيث قال: "يا جماعة بعد إذنكم.. أي تصريح
عن الحالة عن طريقي فقط..وأنا مقلتش أي تصريح عن حالة ياسمين غير إني طلبت منكم دعواتكم
.. وتمنياتكم لها بالشفاء العاجل، هي في الرعاية دلوقتي ومحتاجة دعواتكم..دي كفاية أنها تهوّن عليها، شكرا ليكم"
وفي ٢١ يوليو الماضي؛ أعلن العوضي خروج زوجته من العناية المركزة، وكتب عبر "فيسبوك": "الحمد لله.. ياسمين خرجت من الرعاية المركزة، لكن تعليمات الأطباء المعالجين ممنوع الزيارة تمامًا لمدة أسبوعين، خوفًا عليها، حيث إن الحالة تحت الرعاية الطبية الشديدة.. حتى استقرار الحالة.. أعتذر لكم عن عدم ردي، لكن اعذروني غصب عني.. شكرًا ليكم كلكم على دعواتكم ليها، ومشاعركم الطيبة وحبكم ليها، ادعولها ربنا يكملها على خير وتقوم بالسلامة".
وبعد نحو أسبوعين وتحديدًا في ٦ أغسطس الماضي، أعلن العوضي مغادرة ياسمين عبدالعزيز المستشفى، بعد تحسن حالتها الصحية، مؤكدا أنها ستستكمل علاجها داخل منزلها وذلك بعد تحسن حالتها الصحية. لكن بعد أربعة أيام، وتحديدًا يوم ١٠ أغسطس، سافرت ياسمين عبد العزيز لاستكمال علاجها بأحد المستشفيات في سويسرا، وفي اليوم التالي كتب العوضي عبر "فيسبوك": "ما حدث من تسيب وإهمال وتخاذل وتراخي في حالة ياسمين، سوف أتحدث عنه لاحقا عقب التعافي التام لياسمين وتعدي الأزمة الصحية على خير إن شاء الله.. والقانون المصري سيحكم بيني وبين المتسبب فيما حدث.. لا تظنن صمتي نسيان.. بل لكل حدث حديث".
استكمال العلاج في سويسرا
وبعد ٢٠ يومًا من سفر ياسمين إلى سويسرا وتحديدًا في ٣٠ أغسطس سافر النجم أحمد العوضي لزوجته خلال الأيام الماضية للتواجد بجانبها في سويسرا خلال فترة علاجها بأحد المستشفيات العالمية بجنيف.
وكان العوضي، صرح أمس الأول «السبت»، فى مداخلة هاتفية لبرنامج «كلمة أخيرة» الذى تقدمه
الإعلامية لميس الحديدى على قناة«ON» من سويسرا قائلًا:«كنت منتظرا على مدى الشهرين
الماضيين منذ تعرض ياسمين لوعكتها الصحية أن تتحسن حالتها فعليًا حتى أتحدث وقلت مش هتكلم غير لما تبقى حالتها مستقرة، مكنش ينفع أطمن الناس وأنا مش مطمن لأن الشهرين اللى فاتوا كانوا صعبين جدًا عليها وعلينا وعلى جمهورها وكل محبيها».
وتابع قائلًا:«ياسمين كويسة الحمد لله وتعافت تمامًا، وخلال أيام ستعود لمصر وسط جمهورها
وستعود لحياتها الطبيعية».
وعن تفاصيل حالتها الصحية وما تعرضت له، كشف العوضي:«فى يوم ١١ يوليو الماضى دخلت ياسمين المستشفى وكانت المفروض تعمل عملية بسيطة متعارف عليها فى أوساط الأمراض النسائية ومن المفترض بحسب حديث الطبيب المعالج أنه بعد إجراء تلك العملية النسائية ستعود لمنزلها فى غضون ثلاثة أو أربعة أيام لكن شهدت تدهورا بعد العملية بشكل كبير».
لكنه عاد وشدد على أن:«مقدرش أقول لحد أن هناك خطأ طبيا دون أن يكون لدى إثباتات قوية لكن الثابت أن هناك إهمالًا جسيمًا فى متابعة الحالة والمشكلة أن ما حدث هو فشل فى اللحاق بالتدهور الذى شهدته ما أدى للمضاعفات التى تعرضت لها».
ورد الفنان على أحد الأطباء الذى برر ما تعرضت له ياسمين عبدالعزيز، قائلًا:«مينفعش نغسل الماء بالماء وندافع ونبرر وخلاص، ما حدث هو إهمال جسيم فشل فى تدارك المضاعفات قبل حدوثها دون النظر لحالة ياسمين عبدالعزيز وكانت هتروح فيها، وهقول حاجة حصلت، ياسمين كلمت الدكتور وقالت له أنا بموت، ضحك وقال: أنا فى إجازة وروحى اتعشى واتمشي، ده اسمه كلام؟! هل ده طبيعي»؟!
