تحول سيناريو فيلم المرأة والساطور من مجرد مشهد سينمائي لمشاهد جرائم تفجع المصريين باستمرار، بعد تزايد العنف بين النساء، وارتفاع معدل الجرائم التي يقدم عليها السيدات، ولم تقتصر جرائمهن على قتل أزواجهن فقط كالمعتاد، بل طالت قتل أطفالهن وذويهن بأبشع الطرق والأفكار الشيطانية التي يعجز العقل عن تصديقها.
في المنيا؛ استدرجت سيدتان طفل لمسكنهما وإعطائه علبة عصير تحوى مادة سامة وقامتا بضربه بقطعة حديدية على رأسه وخنقه باستخدام قطعة قماش حتى فارق الحياة، ثم قامتا بوضعه داخل جوال بلاستيكي وإلقاء الجثة بالمجرى المائي.
وفي محافظه قنا؛ قامت سيدة بوضع "السم" داخل العصير، للتخلص من أطفالها، وزوجها لارتباطها بعلاقة عاطفية مع صديق لها، سائق، واشتركا معا في الجريمة.
وفي محافظة السويس؛ شكلت سيدتان عصابة لسرقة الشقق السكنية بمعاونة اثنين من الرجال، حيث تقوم السيدتان باستدراج الرجال ممن يرغبون في إقامة علاقة معهما، وبعد الذهاب مع الضحايا إلى الشقة للتعرف على تفاصيلها، يقوم باقي أفراد التشكيل العصابي باقتحام الشقة، أثناء غياب صاحبها، وسرقتها. وتعليقا على تلك الحوادث المأساوية قالت الدكتورة ندي الجميعي خبيرة العلاقات الأسرية، إن العنف ضد الرجال مفهوم مثير للجدل حيث نسمع عن جرائم ضد الرجال من قبل النساء وفي الحقيقة أن الرجال أنفسهم هم مرتكبو العنف.
ويكون تصرف المرأة هو رد للفعل أو دفاعا عن النفس أو نتيجة كبت وضغط عصبي أدى إلى انفجار، فالمرأة كائن عاطفي والعنف بالنسبة لها لفظي فقط، ولكن مع انتشار أشباه الرجال تطور الوضع أن يتم تعنيف المرأة بالضرب ولأن القوة البدنية غير متناسقة تستعين المرأة بآلة حادة أو ما شابه دفاعا عن نفسها فتنتهي بجريمة قتل.
وأضافت "الجميعي"، أنه إذا نشأت المرأة على القسوة والكره ونبتت في منبت سوء ستصبح كائنا شرسا وستبتعد عن كل ما يميز الأنثى الرقيقة الحنون، حيث كانت المرأة في الزمن القديم تتمثل في نموذج أمينة والرجل سي السيد، فكانت تعامل المرأة كالعورة، فلا تستطيع الخروج للتعليم أو العمل.
وكانوا يقولون إن المرأة خلقت للمنزل لتربية أبنائها والاهتمام بشئون بيتها وزوجها وأحيانا خدمة حماتها والرجل يخرج للعمل ويرجع للمنزل فتسرع زوجته لتحضير الماء الساخن بالملح وتغسل قدمه، ولا تستطيع أن تقول رأيها فإن نطقت بحرف أحيانا تضرب وتهان. واستكملت "الجميعي": من سوء الحظ أن الجيل الجديد قد شاهد كل هذه الأحداث فكرهت البنت نموذج أمها فأصبحت في حالة رفض واستنكار للرجل، وتكره النموذج الضعيف المستسلم، وأن الست لازم تعيش وتتحمل، أما الرجل فكان يرى أمه تضرب وتهان، فيقارن بينها وبين زوجته، الأم التي تحملت وعاشت، وزوجته غير المضحية، وهنا ندخل في صراع جيلين بين الماضي والحاضر.
فعندما تحررت المرأة قررت أن تتخلى عن كل القيود بل كرهت نموذج المرأة المستسلمة التي تضرب وتهان وتحررت حتى أصبحت "اندبندنت وومن".
وتساوت مع الرجل في كل شيء وأصبحت تتقلد المناصب العليا والرجل يبحث عن حقوقه ويشعر أن المرأة هي الند الأساسي له، فأصبحنا في زمن التضاد بين الرجل والمرأة فقط، يربطهم الشهوة فقط عند الزواج، ويبتعدوا كل البعد عن المودة والرحمة تحت مسمى "مين هيدبح القطة وكلمته هي اللي هتمشي "ومن هنا تبدأ الحرب الأبدية.
العنف واحد
وقالت الدكتورة رحاب العوضي، أستاذ علم النفس السلوكي، إنه لا فرق بين رجل وامرأة في العنف، فالفعل هنا يُصنف على أساس أنه "إنسان" يخطئ ويصيب.
وأشارت "العوضي"، إلى وجود شخصيات نسوية عديدة في التاريخ، تحمل الصفات التي يتسم بها الرجل، كالصرامة، مثل الملكة حتشبسوت، والعنف مثل ريا وسكينة، والدهاء مثل شجرة الدر، وغيرها من النساء اللاتي لم تصلنا أخبارهن.
وعليه فإن العنف النسوي هو حالات فردية ويوجد من قديم الأزل، ولهذا لايجب أن يتم وصف هذه الحالات بأنها ظاهرة في المجتمع النسوي هذه الأيام بل على العكس الغالب هو الرفق والمشاعر الفياضة.
من جهته؛ قال الخبير القانوني، الدكتور جمال جبريل، إن القانون لن يرحم أم قتلت أطفالها للهروب مع عشيقها، أو سيدة خانت زوجها وقتلته، أو حتى امرأه تزعمت تشكيل عصابي للسرقة، فالقانون لا يرحم المجرمين، وهؤلاء السيدات هم ليسوا مجرمين فقط، بل هم وحوش بلا ضمير، فكيف لسيدة أن تقتل أطفالها! فالحيوان ينقض على من يأتي جوار صغاره، ماذا عن الإنسان، فالأم القاتلة مصيرها الإعدام شنقا والزوجة الخائنة مصيرها السجن.