الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

عكاشة: دور الثقافة في معركة الإرهاب إحياء ذاكرة الأمة

اللواء طيار متقاعد
اللواء طيار متقاعد محمد زكي عكاشة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اللواء طيار متقاعد محمد زكي عكاشة، قائد السرب 62 مقاتلات قاذفة المتمركز في قاعدة المنصورة الجوية، الذي قام بالهجوم على القطاع الشمالي في حرب الاستنزاف، تخرج في الكلية الجوية عام 1962. التحق بأسراب المقاتلات لمدة عامين، شارك في حرب اليمن بطائرات ياك-11 وميج-17، بعد العودة من اليمن عمل مدرسا بالكلية الجوية لمدة ثلاثة أعوام.

فاز كتابه "حديث النسور حرب الاستنزاف..أكتوبر1973" بجائزة أفضل كتاب سياسي في معرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته المنصرمة.

وقد تناول المؤلف في كتابه الفترة ما بين يونيو 1967 وأكتوبر1973 واستعرض الجهد الذي تم خلال هذه السنوات الست وما عاناه الجيش والشعب الذي تحمل التهجير عن مدن القناة نحو سبع سنوات ووصلت مدة التجنيد وقتها لثماني سنوات.

كما شرح الكاتب ما تم في 500 يوم قتالي على مسرح العمليات، مؤكدا أن حرب الاستنزاف هي الوحيدة التي أجبرت إسرائيل على طلب وقف إطلاق النار لما كانت تتكبده من خسائر عالية، واعتبرها من أعظم حروب التاريخ.

ـــ في البداية حدثنا عن الغرض من وراء "حديث النسور"؟

الغرض من كتابي هو الحفاظ على ذاكرة هذة الأمة والشعب يعيي كم هو قادرحين يصمم على أن يعمل ينجح نجاح مبهر ٬ الاجيال الجديدة التي لم تحضر معنا الحروب المصرية الإسرائيلية السابقة لا بد وأن تعيي ماذا فعل الآباء والإجداد.

ـــ كيف كانت حرب الاستنزاف الخطوة الأولى للعبور في أكتوبر ٧٣ ؟

 بدأت حرب أكتوبر ٧٣ يوم ١١ يونيو ٦٧، فحينما خرج الشعب العبقري المذهل يومي ١٠و٬٩ بعد هزيمة ساحقة ويتمسك بقائد مهزوم والذي كان أحد مواقف الشعب العبقرية والتي تناولها العالم كله بقمة السخرية والاستهزاء وأن هذا الشعب يعبد الفرعون ويؤله الحاكم إلى آخر هذه الأقاويل الكثيرة التي تقال عنا وهو ما نردده نحن في بعض الأحيان عن أنفسنا.

ثبتت صحة رؤية هذا الشعب بعد الهزيمة بستة سنوات وان هذا القائد كان ولابد أن يبقي لكي يعيد بناء الجيش ونخوض المعركة والحرب مرة أخرى لنسترد أرضنا وبعدها نتحاسب٬ وهو ما عبر عنه الشعب بخروجه المذهل يومي ٩ و١٠والذي كان رفضا للهزيمة وليس حبا في عبد الناصر كشخص ولم نعترف بأننا هزمنا بل خسرنا موقعة ومعركة ستعقبها معارك أخرى ومن هنا يوم ١١ يونيو بدأ التجهيز لحرب ٦ أكتوبر بما حدث فيها فالنجاح تراكمي وليس وليد لحظة ومنذ هذا اليوم بدأ كل فرد في مصرمن أول الرئيس عبد الناصر إلى أصغر مصري موجود في الشارع يعمل لهدف واحد هزيمة العدو الإسرائيلي واسترداد أرضنا بفضل شيء واحد مهم جدا والذي كان سببا في هزيمتنا في ٦٧ وهو أهل الثقة وأهل الكفاءة ٬ كان للرئيس عبد الناصر بعض التصورات الخاطئة ما قبل ٦٧ جعلته يستعين بأهل الثقة ورأي نتيجة دلك بالهزيمة ما جعله يرتد عن أوهامه فكان من الطبيعي أن يعين الفريق محمد فوزي وزير دفاع وعبد المنعم رياض رئيس أركان والفريق مدكور أبو العز للقوات الجوية وبدأت كل المناصب تشغل بأهل الكفاءة وليس من أهل الثقة ومن هنا كان العمل يجري كما جاء في كتب العلم العسكري "تخطيط٬ دراسة٬ توقيتات٬ تدريب٬ محاسبة، وهو ما تجمع في بوتقة واحدة من نتيجته الانتصار في الحروب.

بدأنا ندرس ونناقش المدي المتوسط والقريب والبعيد بالطبع لم يكن يجدي أن نحارب بعد شهر واحد لكن كان علينا أن نشعر العدو أننا لن نتركه وبدأت الاشتباكات بعد وقف إطلاق النار بـ 20 يوما بمعركة "رأس العش" في ٣٠ يونيو وكانت من أعظم المعارك العسكرية فلقد أثبت المصري أنه وسط هذا الخضم من الظلام قادر على إضاءة شموع الانتصار.

فتصدت فصيلة من ٣٠ فردا وبعض الضباط لسرية إسرائيلية مدرعة مدعمة بقوة مشاة ميكانيكية وأوقفت وهزمت ولم يتمكن العدو من الوصول لهدفه وهو احتلال مدينة بورفؤاد.

أعقبته في ١٤ و١٥ يونيو ضربات من قواتنا الجوية رغم الأقوال الكثيرة التي ترددت عن انها ضربت على الأرض والطيارون جروا أو كانوا نائمين إلخ وهي أحاديث عارية من الصحة تماما ٫ وفي ٢١ يونيةمن نفس العام ٦٧ كانت المعركة الشهيرة للبحرية وإغراق المدمرة إيلات ٬ كان من الواضح بعد هذة المعارك أننا قادرين على محاربة الاسرائيليين وهزيمتهم لكن الأمر كان يحتاج إلى وقت وهو ما تم بإعادة بناء الجيش وبناء الخطوط الدفاعية على الضفة الغربية للقناة إلى جانب التجهيزو التدريب والتخطيط واستمر هذا التصعيد حتى دخلنا حرب الاستنزاف لمدة ٥٠٠ يوم قتال مسرحهاشاسع مترامي الأطراف ممتد من العريش حتى الإسكندرية ومن إيلات حتى صعيد مصر بل وصلت معارك الاستنزاف إلى أبيدجان بتفجير الحفار الإسرائيلي.

هذه الـ٥٠٠ يوم كانت ملاحم في كل لحظة للجيش المصري في كل أسلحته من دفاع جوي وصاعقة بحرية جوية كل أفرع الجيش.

ـــ هل يعني هذا أن القوات المسلحة في ٦٧ كبدت الجيش الإسرائيلي خسائر؟

ـــ بالطبع كبدتها خسائر كبيرة جدا.

ـــ إذن لماذا قبل الرئيس عبد الناصر بمبادرة روجرز؟

 أولا مصر هي ولأول مرة تجبر أمريكا وإسرائيل على أن تطلب وقف إطلاق النار بمبادرة من وزير خارجية أمريكا في ذلك الوقت "وليم روجرز" بينما لم نطلب نحن وقف إطلاق النار لكننا وافقنا عليها كفرصة لالتقاط الأنفاس واسترداد كفاءتنا وإعادة تقييم ما تحقق، إضافة إلى أنه لم يكن الغرض من حرب الاستنزاف أن تستمر فيها مصر طويلا فلم نحررالأرض بل فرضت مصر إرادتها.

ـــ لماذا كانت معركة "رأس العش" ذات أهمية خاصة بين معارك حرب الاستنزاف؟

 كل معارك حرب الاستنزاف كانت مهمة لكن هذه المعركة تميزت حيث أنها كانت المعركة الأولى بعد هزيمة ٦٧ خاصة أن مصر بشعبها قبل ذلك كانت تعيش فترة من الأحلام والأوهام عاش الشعب في حلم يقظة عجيب بعض الشيء حول قدرته على الانتصار على إسرائيل بمجرد إعلان الحرب عليها هذه الآمال التي صدرت إلى الشعب من بعد حرب ٥٦ عبر كتيبة إعلامية فنية في ذلك الوقت ولدت شعورا عاما لدى المصريين بقدرتهم على تحطيم إسرائيل وحينما هزم في ٦٧ كانت إحباطاته شديدة جدا لأنه لم يصدق أنه كان يعيش طوال ١١ عاما في وهم وأنه كان يخدع بأن لديه أكبر قوة ضاربة في الشرق الأوسط ما أدى إلى حالة من النفور والغضب الشديد على القوات المسلحة وبتوالي الأيام بدأت الحقائق تتكشف وأن القوات المسلحة ظلمت في هذة الحرب تماما لأنها وضعت في أسوأ ظروف يمكن أن توضع فيها قوات مسلحة وطلب منها القتال والانتصارلكن بعد معركة رأس العش بدأت النظرة تتغيرمن الشعب وتعود الثقة إلى ا لجيش بشكل رائع خاصة وان جيشه استطاع العودة للمعركة وحقق بعض الانتصارات بعد ٢٠ يوم فقط من الهزيمة ولذا حدث الاحتفال الذي ذكرته في كتابي "الناس كانت فرحانة أوي رغم انها كانت معركة محدودة لكن لها دلالات كبيرة.

ـــ هل تعيش مصر الآن حرب استنزاف من جماعة الإخوان كتلك التي خاضتها مع العدو الإسرائيلي ؟

ـــ بالتأكيد ولقد ذكرت في أكثر من حوار اننا في حالة حرب وعلينا أن نتعامل بمنطق الحرب ومجرياتهاوللأسف منذ ٣٠ يونيو ونحن لا نتصرف على هذا الأساس(بالعربي احنا ف حرب بس بندلع) فلا رئيس الجمهورية أو رئيس وزراء٬ لا وزراءاو مؤسسات تخوض هذة الحرب غير الجيش والشرطة والحرب ليست جيش وشرطة فقط ٫ كان لي اقتراح وقلت في حرب الاستنزاف هجرنا ثلاثة مدن بورسعيد والإسماعيلية لمدة سبع سنين لكي يستطيع الجيش أن يناور ويأخذ مجاله في القتال وطالبت بتهجير العريش ٬ رفح ٬ الشيخ زويد لمدة ستة أشهر فقط وتعلن هذة المنطقة منطقة عسكرية مما يتيح للقوات المسلحة تمشيط هذة المنطقة وتطهيرها من كل إرهابي موجود على الارض هناك

ـــــ ما دور الثقافة في الحرب ضد الإرهاب ؟

ــــ دور الثقافة دور مهم جدا جدا فأول أمر هو إحياء ذاكرة الأمة فهناك اليوم جيل وصل إلى مرحلة ـــ وهو ما رأيته بنفسي ــ مقتنع ويردد آراء بأنه لا يحمل العداء ل إسرائيل ولا أمريكا فكيف أتعامل معه وهو يبدأ هكذا كما نقول " أول القصيدة كفر" هذا الجيل متأكد بأنه ليس ممول ولا يقبض أموالا لترديد مثل هذه الأفكار لكنه شاب جاهل لم يقرأ جريدة ولن أقول كتاب ٬ شاب متخيل إنه يعرف ويدرك كل شيئ وهذا هو دور الثقافة ٬ دور الإعلام ودور التعليم لذا علينا إحياء الذاكرة الوطنية ٬إحياء الإنتماء والوطنية الموجودة لدى الشعب.

خاصة وأنه صارت الخيانة وجهة نظر فهناك بعض الشباب ممن يقدمون على الأفعال المشينة بذريعة أنه رأيه ٬هذة الآراء التي تهدم كيان الوظن والجيش المصري وهو لا يدري أن هذا الجيش هو جيشه هو بل يراه جيش معادي هذة الفئة من الشباب التي تعادي جيش بلدها وتراه عدوها فكيف أتعامل معه ؟!والحل الأمثل مع هؤلاء الشباب بإدخالهم معسكرات عمل وتثقيف حتى يفهم معني كلمة مصر ومعني الوطن وكل هذة القيم ٫ لا يجدي المحاسبة بسجن هؤلاء الشباب فقط يعاد تثقيفهم "آخده أربيه من أول وجديد" فما حدث عقب حادثة سانت كاترين والهجوم السافر على الجيش وخلق موضوع لإهانة جيشهم، علت الأصوات بأن الجيش قصر في إنقاذ مصابي الحادثة بحجة أنهم ليسوا أجانب، ناس وغلظت في حق نفسها فلماذا وكيف أحملها للجيش.

لكن هناك من هم جاهزون وفي انتظار فرصة كهذة للهجوم على الجيش وتحميله المسئولية وأنه مقصر هؤلاء هم الممولون" اللي بيقبضوا" يلقون بالطعم فيبتلعه الشباب الساذج خاصة المنتشرين على "الفيس بوك" وقهاوي وسط البلد البورصة والبستان هم كارثة مصر السوداء رغم إنهم لا يمثلون أكثر من ٥٪ من حجم الشباب المصري لكن صوتهم المرتفع وتواطؤ الإعلاميين المغرضين معهم لزيادة عدد الإعلانات التي أصبحت الآن هم برامج التوك شو فتحول الإعلاميين إلى إعلانيين فيستضيفون من يهاجم ويشتم.٫نحن في دولة يجب أن تحترم وليس قبيلة وحتى القبيلة لها عرف وتقاليد تحترم لكننا نعيش في فوضي الآن.

ـــــ كيف ترى مستقبل مصر وسط هذة الفوضى ؟

ـــــ أنا متفائل وثقتي في الشعب المصري عالية وكبيرة بشدة فالشعب المصري متحضر جدا لكن ثقافتنا هي التي تدهورت خذي مثلا في ثورة ٢٥ يناير ومع الفراغ الأمني واختفاء الشرطة على الفور شكل المصريين في الأحياء والشوارع اللجان الشعبية دون أن يرشدهم أحد لهذا العمل وحينما بدأنا نري أن الأمر قد بدأ يتحول إلى بلطجة من بعض الأشقياء والمجرمين ترك الجميع هذة اللجان وانصرفت إلى بيوتها ٬ أيضا حيتما أعلن حظر التجول احترمه جميع المصريين رغم الفوضي التي كنا نعيشها قبلها بيوم واحد وهذة هي الحضارة بينما الثقافة المتردية آن نمشي عكس الاتجاه ٬ الباعة الجائلين يغلقون الشوارع والميادين ويشغلون الارصفة هذة مظاهر ثقافة خائبة ضحلة ويمكن القضاء عليها بتطبيق القانون وعلي الجميع ٬ لكن الموروث الحضاري فهو موجود وهو ما يجب علينا إستدعائه بالثقافة.

ــــ هل هناك مستقبل للإخوان في مصر أم أنها نهايتهم ؟

ــــ الإخوان مشروع إرهابي منذ بدايته؛ حسن البنا " الإرهابي الأول في الجماعة ويجب علينا ألا نصدق مقولة أن الإرهاب والعنف دخل الجماعة مع سيد قطب فهذا غير صحيح على الإطلاق الإرهاب بدأ مع الجماعة مع البنا مؤسسها ٬ وهو مشروع مقضي عليه هو فقط يأخذ قبلة الحياة الأخيرة من أمريكا وقطر وتركيا والأموال التي تضخ بمليارات استغلالا لحالة الفقر السائدة اللاوعي المنتشرة لدى الشباب وأسباب أخرى ساعدتهم مثل تركهم طوال ٤٠ عاما يعملون فلن ننهيهم في لحظة ولهذا يجب الحسم.. الحسم وأؤكد على الحسم فعلى رئيس الجمهورية والبرلمان القادمين أن يسنوا قوانين صارمة وتنفذ على الفور وبكل حزم.