تحل هذا الشهرالذكرى العشرين لهجمات الحادي عشر من سبتمبر التي تبناها تنظيم القاعدة الإرهابي وأوقعت ٣ آلاف قتيل أمريكي بعد اصطدم ٣ طائرات بمركز التجارة العالمي، ولكن هذا المرة بشكل مختلف حيث تحيي الولايات المتحدة الأمريكية الذكري وسط مشاعر مختلطة بين الحزن على أرواح الضحايا والمصابين، إلى صدمة الانسحاب من أفغانستان.
من جانبه قال الدكتور اسماعيل تركي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنه بعد مرور عشرين عاما على هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2011، هذه الهجمات التي خطط لها تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن، وارتبطت أفغانستان وحركة طالبان بها في اتهام مباشر بإيواء قيادات تنظيم القاعدة ورفض تسليمهم، فكانت انطلاقة لحرب استباقية سمتها واشنطن "الحرب ضد الإرهاب"، وبعد أقل من شهر على الهجمات، أعلن الرئيس الأمريكي حينها جورج دبليو بوش، عملية غزو أفغانستان بدعم من تحالف دولي، للقضاء على تنظيم "القاعدة" وتم احتلال أفغانستان بعد أقل من شهرين علي الهجمات الإرهابية ثم بدأت عملية طويلة لإلقاء القبض على بن لادن وقتله وتم إلقاء جثمانه في البحر في عهد بارك أوباما.
وأضاف تركي في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن الولايات المتحدة تحيي هذه الهجمات الدامية التي أسفرت عن مقتل نحو 3 آلاف شخص، لكن الجديد هذا العام هو تزامن حلول الذكري العشرين لتلك الهجمات مع انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان، وعودة طالبان لحكم أفغانستان مرة أخرى وهي التي اسقطتها واشنطن في اقل من شهرين بعد الغزو في أكتوبر 2001، وهو ما يؤكد أن استراتيجية مكافحة الإرهاب التي تبنتها الولايات المتحدة الأمريكية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر بما في ذلك آلاف القتلي والملايين الذين تركوا بلدانهم وأصبحوا لاجئين جراء غزو أفغانستان والعراق وفرض عقوبات علي دول أخري كالسودان والمملكة العربية السعودية وفرض عقوبات إضافة إلي إنفاق تريليونات الدولارات قد فشلت في تحقيق أهدافها.
وأشار، الي أنه بعد 20 عاما من تجربة الحرب على الإرهاب، لا يمكن القول إن الولايات المتحدة الأمريكية قد حققت نجاحاً فيما سعت إليه فقد صعد اليمين المتطرف بخطاب كراهية لكل ما هو غير امريكي سحق معها قيم حقوق الإنسان والحريات العامة لشعوب الدول وانتشر خطاب الكراهية والتعصب الأعمى و سمحت بتوغل الأجهزة الأمنية الأمريكية لسنوات فى التنصت، وتتبع الكثير من مواطنيها خاصة المسلمين وشهدت الحرب على الإرهاب ممارسات كارثية، واطلع العالم على فضائح معاملة المعتقلين العراقيين في السجون والمعتقلات.
وأكد"تركي"، أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تحملت تكلفة باهظة للحرب علي الإرهاب التي بدأت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر قبل عشرين عاما، حيث يُقدر عدد الجنود الأمريكيين الذين قُتلوا بأكثر من 7700 جندي أمريكي حول العالم في الجبهات الرئيسية لتلك الحرب، وأُنفقت ما يقرب من 5.5 تريليون دولار أمريكي، وهذا يعني بالتأكيد أن الولايات المتحدة وعلي الرغم من تلك التكلفة الباهظة، لم تحقق الحرب على الإرهاب الكثير من النجاح وانتهت من حيث بدأت وعادة حركة طالبان للحكم في أفغانستان بعد الانسحاب الكارثي للقوات الأمريكية وقوات التحالف منها أواخر أغسطس الماضي.
وتابع: أنه على الرغم من مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة إلا أن التنظيم لم يمت وكانت آخر عملياته في مطار كابل نتيجتها مقتل عشرات الجنود الأمريكيين ولم يتم القضاء علي التنظيمات الإرهابية كداعش وجبهة النصرة، بل توسعت أعمالهم في العراق وسوريا وأفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء إضافة الي تواجدهم في أفغانستان.