تربية الأطفال مسئولية كبيرة على الأمهات والأباء ومن ضمن الصفات الوارد أن يتعلمها أي طفل هي الانانية وهي صفة تزعج الأمهات والأباء خاصة أن تعاملهم مع الطفل من الممكن أن يكون سبب في تعليم الطفل الأنانية دون أن يشعرون لذلك تبرز “البوابة نيوز” الأسباب التي قد تجعل الطفل يكتسب صفة الأنانية ونصائح للامهات للتعامل مع الطفل الاناني.
-أسباب قد تساعد في تطور ونمو شعور وسلوك الأنانية عند الطفل:
1-الإهمال:
فالطفل إذا شعر منذ نشأته بإهمال الأسرة وعدم الانتباه له خاصة عندما يكون في حالة غضب أو قلق، فسوف تزداد لديه دوافع الاهتمام بالنفس والتمركز حول ذاته أكثر والتركيز على تصرفاته وممتلكاته وأشيائه الخاصة فقط كالألعاب دون النظر للآخرين، وفي هذه الحالة يكون شعور الطفل طبيعي فهو يعوض به نفسه عما يفقده من اهتمام وحب من جانب الأسرة.
2-التدليل المبالغ فيه:
فتدليل الطفل بشكل مفرط ومبالغ قد يكون سبباً آخر للأنانية، حيث أن العناية الزائدة بالطفل وعدم وضع حدود معينة له في التعامل تجعل الطفل لا ينظر ولا يبالي إلا لنفسه فقط، وهذا الشعور ينمي داخله حب الذات بصورة أكبر، ويشعر بأن الكون كله يتمحور حوله فقط وسيصبح مهوساً بنفسه، وبالتالي لن يتشارك مع غيره، بالإضافة إلى أنه في هذه الحالة قد يتعلم عدم الإنضباط أيضاً بجانب الأنانية.
3-عدم العدل بين الأخوة:
أيضاً في حالة عدم اتباع أسلوب عادل في التعامل بين الأطفال الأخوة سواء من الأباء أو الأمهات، فسوف ينمي ذلك الأنانية لدى الطفل لتعويض الظلم الذي يتعرض له من معاملة والديه، بالإضافة إلى أن سلوك الغيرة سيتطور لديه تجاه أخوته ولن يشاركهم أي شيء بالطبع.
4-ضعف الثقة بالنفس:
ففي حالة عدم شعور الطفل بالثقة في نفسه فلن يكون لديه ذكاء إجتماعي أو تواصل مع الآخرين وبالتالي سيعاني من عدم فهم الآخرين أو فهم مشاعرهم وفي هذه الحالة سيلجاً للإنعزال والأنطواء، ولن يحب أن يشارك غيره أي شيء، وسيفضل الاهتمام بنفسه وأشيائه الخاصة فقط ولن يسمح لأحد التقرب منه وسيصبح أنانياً، لذلك لابد أن تدعم ثقة الطفل بنفسه.
5-التقليد الأعمى:
قد يكون الأباء أنفسهم هم مصدر إصابة الطفل بالأنانية، وذلك في حال كان الآباء أنفسهم أنانيون ويتصرفون بأنانية وحب ذات خلال التعاملات اليومية وبما أن الطفل يرى أبويه قدوة ومثل أعلى له فسوف يقوم بتقليدهم تقليد أعمي، أيضاً إذا شاهد مثل هذه التصرفات الأنانية في الأماكن التي يتردد عليها مثل الحضانات أو المدارس أو النوادي فسوف تتطور أيضاً لديه صفة الأنانية.
- خطوات تعديل سلوك الطفل الأناني:
1-يجب أن تكونوا مدركين بالفعل أن الأنانية سلوك غير هين ويجب الوقوف عنده وأنه مشكلة كبيرة وليست كما تظنوا مرحلة وستمر.
2-أن تكونوا جادين في العلاج ولا تتسامحوا أبداً مع أي موقف أناني يقوم به الطفل بعد الآن.
3-يجب أن تعرفوا أن الأمر لن يكون سهلاً في بداية الأمر حتى لا تملوا وتخسروا من أول جولة، كما أن الأمر سيزداد صعوبة كلما كان طفلكم مدللاً ومعتاد على تلبية كل أوامره وطلباته، لذلك يجب أن تكونوا أذكى من طفلك واستعدوا جيداً.
4-يجب أن تكونوا حازمين مع تصرفاته وتراعوا كل كبيرة وصغيرة، وتكونوا متوقعين وجاهزين لأي شيء أو ردة فعل من قبل الطفل.
5-ابدأوا بالتوجيه وإذا لم يستجب لأي طريقة من الطرق التي ستتبعوها، حينها فكروا في تطبيق العقاب عليه.
6-الوصول لجذور المشكلة فلابد أن تقوموا أولاً بالبحث عن أسباب وجذور المشكلة التي يعاني منها طفلكم وتعرفوا السبب الرئيسي وراء أنانيته، لذلك قوموا بإعداد قائمة من الأسباب المتوقعة لهذا السلوك سواء من المنزل أو الأشخاص والأصدقاء المحيطين به أو من المدرسة، وإذا لاحظتم أن سلوك الأنانية اكتسبه مؤخراً فلابد أن تراجعوا ما تغير على طفلكم في آخر فترة، لتضعوا يدكم على المشكلة.
7-عدم التسامح مع السلوك الأناني ولابد أن تكونوا واضحين مع أنفسكم أولاً قبل طفلكم وتأخذوا قرار بعدم التسامح إطلاقاً مع أي موقف أو فعل أناني من الطفل مهما كان الأمر، ويجب أن تقوموا بتوصيل هذه الصورة للطفل لكي يستوعبها ويعرف أن هذا السلوك لن يتم التهاون معه، كونوا حازمين وثابتين على موقفكم، ولابد أن تقوموا بتوجيهه مع كل موقف يتصرف فيه بأنانية وشرح أبعاد هذا الموقف وعواقبه لكي يعرف أن ما بدر منه كان خطأً، ووضحوا له بشكل صريح أن هذا الفعل غير مقبول وأنكم غير موافقين عليه كلياً.
8- تعليمه علم التعاطف فالطفل لابد أن يتعلم كيف يتعاطف مع الآخرين، وأن يضع نفسه مكانهم، لأن الأطفال الذين يضعون أنفسهم مكان غيرهم ويشعرون بألمهم واحتياحاتهم تتطور لديهم صفة الكرم ويكون غير أنانين، لذلك عليكم أن تعلموا طفلك فن التعاطف وأن تشيروا دائماً لمشاعر الآخرين أمامه.
9-يمكنكم أن تلاعبوا مع الطفل لعبة التخيل، وذلك من خلال أن يتخيل نفسه مكان شخص آخر، وتجعله يتخيل شعوره حينها إذا تعرض لنفس الموقف الذي يتعرض له هذا الشخص سيساعدكم كثيراً في تقويم سلوكه.
10-تعليمه نكران الذات فلابد للأباء أن يشيروا للطفل على السلوك الأناني ويشرحوا له عكس هذا السلوك وهو نكران الذات، وذلك من خلال دعم المواقف الإيجابية لديه فإذا قام بشيء إيجابي وغير أناني وظهر في موقف ما كريماً، فيجب أن يقوموا بمدحه وشرح تأثير هذا الموقف الجميل على الآخرين، لتجلعه يبدو فخوراً وسعيداً، وبهذا سيكرر الطفل هذه المواقف مرة أخرى.
11-وضع قيود وحدود فالطفل تتطور لديه صفة الأنانية إذا اعتاد على التدليل والحصول على كل ما يريده، لذلك لابد أن تقوموا بوضع حدود وقيود محددة وواضحة له ومناسبة لعمره كي لا يتخطاها، ويجب أن تتمسكوا بها ولا تستسلموا له مهما حدث، وانتبهوا لأن الطفل قد يلجأ لحيل أخرى للحصول على ما يريد مثل البكاء والغضب، لكن لابد أن تكونوا حازمين لكي يفهم أنه لا يمكن أن يحصل على أي شيء أو ما يريد وقتما يشاء، وعلى الأشخاص المحيطين بكم أيضاً أن يأخذوا نفس طريقتكم في التعامل لكي لا يضيع ما تفعلوه معه هباءً.
12-كن قدوة ومثل أعلى له فالأطفال دائماً ما يبحثون عن قدوة ومثل أعلى، وخير قدوة لهم هما الآباء، فتعلموا كيف تقودوا طفلك بشكل إيجابي من خلال المواقف الإيجابية أمامه، علموه بشكل غير مباشر من خلال تصرفاتكم مع الآخرين والتعامل بكرم معهم، وقموا بلفت انتباه دائماً للأعمال الصالحة والكريمة التي تترك آثر جيد في نفوس الأخرين، شاركوا الغير أمامه ليتعلم أيضاً كيف يكون متعاون ويتشارك مع غيره، فلابد أن تكونوا أنتم أولاً نموذج جيد يحتذى به وبالتالي سيقلدكم ويصبح غير أناني.
13-قم بمكافئة طفلك فلابد أن تشجعوا طفلكم وتكافئوه في حال قيامه بموقف غير أناني لتنموا لديه داوفع الاستمرار على هذا الطريق، وأخبروه أن موقفه هذا جيد هذه المرة وتكلموا معه عن الموقف باستفاضه واسمعوا منه لماذا قام بذلك لتعززوا لديه الثقة بالنفس وأيضاً لتشجيعه على تكرار مثل هذه المواقف.