بعد التسجيل للحصول على حساب على تيك توك، بدأ مستخدم يبلغ من العمر ١٣ عامًا بالبحث فى التطبيق عن «onlyfans» وهو اسم موقع معروف بعرض مواد ترفيهية للبالغين، ثم شاهد عددًا قليلًا من مقاطع الفيديو فى النتائج، بما فى ذلك مقطعان لبيع المواد الإباحية.
قدم تيك توك، سلسلة من مقاطع الفيديو الشائعة التى يراها العديد من المستخدمين فى تصنيف «من أجلك» المخصصة فى (التطبيق الذى لم ينس اهتمام الشاب الصغير بالجنس، وسرعان ما قدم المزيد.. العشرات من مقاطع الفيديو الجنسية).
أثناء قيام المستخدم بالتمرير السريع عبر مقاطع الفيديو التى تظهر فى تصنيف «من أجلك»، ومشاهدة الأكثر توجهًا نحو الجنس، سرعان ما أصبحت الفيديوهات بالكامل تقريبًا جنسية. ودفعت خوارزمية التطبيق المستخدم إلى ما يسميه العديد من المستخدمين «Kinktok»، والتى محتويات تم حظر بعضها بواسطة النظام الأساسى. وكان هذا الحساب واحدًا من عشرات الحسابات الآلية، أو الروبوتات، التى أنشأتها صحيفة وول ستريت جورنال لفهم ما تعرضه تيك توك، للمستخدمين الشباب والقصر على وجه التحديد.
تم تحرير صفحات هذه الروبوتات، المسجلة كمستخدمين تتراوح أعمارهم بين ١٣ و١٥ عامًا، لتصفح موجز تيك توك، والتى لا تنتهى أبدًا حيث تنظمها الخوارزمية. وجد تحليل مقاطع الفيديو المقدمة إلى هذه الحسابات أنه من خلال خوارزمياته القوية، يمكن لـ«تيك توك»، دفع القصر- من بين أكبر مستخدمى التطبيق- بسرعة إلى ملفات لا نهائية من المحتوى حول الجنس والمخدرات.
ورشح «تيك توك»، لحساب واحد مسجل كطفل يبلغ من العمر ١٣ عامًا على الأقل، ٥٦٩ مقطع فيديو، حول تعاطى المخدرات، وإشار إلى مقاطع فيديو ترويجية لمبيعات عبر الإنترنت لمنتجات المخدرات وأدواتها. وعرض تيك توك، أيضًا للمستخدمين المراهقين أكثر من ١٠٠ مقطع فيديو من حسابات توصى بمواقع إباحية مدفوعة الأجر ومتاجر جنسية.
وشاركت صحيفة وول ستريت جورنال مع تيك توك، عينة من ٩٧٤ مقطع فيديو حول المخدرات والمواد الإباحية ومحتويات البالغين الأخرى التى تم تقديمها إلى الحسابات الصغيرة.
ورفضت متحدثة رسمية، الحديث عن محتوى مقاطع الفيديو الفردية، لكنها قالت إن الأغلبية لا تنتهك الإرشادات. وقالت إن تيك توك، أزال بعض مقاطع الفيديو بعد أن شاهدتها حسابات الصحيفة، وقيد توزيع مقاطع الفيديو الأخرى لمنع التطبيق من التوصية بها للمستخدمين الآخرين، لكنها رفضت تحديد عددها.
وقالت المتحدثة إن التطبيق لا يفرق بين مقاطع الفيديو التى يقدمها للبالغين والقصر، لكنها قالت إن النظام الأساسى يتطلع إلى إنشاء أداة لتصفية المحتوى للمستخدمين القصر. وتنص شروط خدمة تيك توك، على أنه يجب ألا يقل عمر المستخدمين عن ١٣ عامًا، وأن المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن ١٨ عامًا يحتاجون إلى موافقة والديهم.
وقالت المتحدثة فى بيان: «حماية القاصرين مهمة للغاية، وقد اتخذت تيك توك الخطوات الأولى فى الصناعة للترويج لتجربة آمنة ومناسبة للعمر». وأشارت إلى أن التطبيق يسمح للآباء بإدارة وقت الشاشة وإعدادات الخصوصية لحسابات أطفالهم. وجد تحقيق سابق بالفيديو أجرته المجلة أن تيك توك، يحتاج فقط إلى معلومة مهمة واحدة لمعرفة ما يريده المستخدم: الوقت الذى تستغرقه فى جزء من المحتوى. كل ثانية تتردد أو تعيد المشاهدة، يتتبعك التطبيق.
ومن خلال هذه الإشارة القوية، يمكن لـ تيك توك، معرفة اهتماماتك ورغباتك الدفينة، ودفع المستخدمين من أى عمر إلى أعماق ثقوب من المحتوى- حيث تهيمن مقاطع الفيديو حول موضوع معين على ما يشاهدة بشكل كبير. وقال ديفيد أندرسون، أخصائى علم النفس السريرى فى معهد تشايلد مايند، وهو مقدم رعاية صحية عقلية للأطفال، إن هذه مشكلة خاصة للشباب، الذين يفتقرون إلى القدرة على التوقف عن المشاهدة وليس لديهم أشخاص داعمون من حولهم.
وقالت المتحدثة باسم تيك توك، إن روبوتات الصحيفة «لا تمثل بأى حال سلوك ومشاهدة شخص حقيقي»، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن البشر لديهم اهتمامات متنوعة ومتغيرة.
وأضافت أن المنصة «تستعرض كيفية المساعدة فى منع حتى عادات المشاهدة غير المعتادة للغاية من خلق دورات سلبية، خاصة للمستخدمين الأصغر سنًا».