- الحكومة الجديدة غير قادرة على إنقاذ البلاد والحل هو القضاء على الطائفية
- لبنان يعيش أزمة كبيرة ليس فقط بسبب تشكيل الحكومة وإنما أزمة معيشية
- انفجار مرفأ بيروت لا يزال قنبلة موقوتة في الشارع اللبناني
- 63 % من الشعب اللبناني أصبح تحت خط الفقر
- لبنان دخل نفق مظلم بفضل النظام السياسي الطائفي
- حل الأزمة الطائفية لن يكون إلا بنظام سياسي جديد وهذا لن يكون سهلا
- حوادث لبنان تتكرر لأنه لا يوجد عقاب للمسئول
- إذا استمر الوضع كما هو عليه سنتجه لفوضى اجتماعية وأمنية
الحكومة ليست وحدها أزمة لبنان الكبرى بل هناك أزمات معيشية غرق فيها لبنان ولا زال يغرق " بتلك الجملة وصف لنا المحلل السياسي اللبناني شادي نشابة الوضع العام في لبنان وأكد في حوار خاص لـ"البوابة" أن الحكومة الحالية هي التي أغرقت لبنان منذ التسعينيات.. مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي:
* في البداية ماذا عن حالة الفوضى الكبيرة التى لم تترك لبنان منذ أكثر من عام؟
** لبنان يعيش أزمة كبيرة ليست فقط بسبب تشكيل حكومة بل هي أزمة معيشية بشكل عام وبالفعل الدولة بدأت بمرحلة الفوضى بشكل أكبر مما كانت عليه فهناك العديد من الملفات والأزمات على الدولة أن تجد لها حلا وبأسرع مما يمكن.
ويعد ملف الحكومة في مقدمة تلك الأزمات ولكنه ليس الأوحد، فهناك أزمة كبيرة في النظام العام الذي يعيش فيه لبنان حاليا وهو بحاجة إلى بعض التعديلات الدستورية وبرأي أن أحد المخارج في هذا الملف بالتحول إلى اللامركزية الإدارية الموسعة.
كما أن ملف تحقيقات انفجار بيروت يمثل قنبلة موقوتة مازالت متواجدة بالشارع اللبناني، عوضا عن الانهيار الاقتصادي والمالي حيث بات 63% من الشعب اللبناني دون خط الفقر، كما أن هناك ارتفاعا كبيرا جدا في معدلات البطالة، كما أن هناك عجزا كبيرا في البنزين من الممكن أن ينتهي، وجود ما تبقى من البنزين من الأساس، ففي الحقيقة دعنا نلخص كل هذا بالقول إن لبنان دخل في نفق مظلم بل دخل في نفق الانهيار بشكل أوسع.
* برأيك؛ هل يمكن أن يؤدي هذا الانهيار إلى حرب أهلية من جديد؟
** أكيد بالطبع؛ فنحن الآن أمام مناوشات أهلية نراها كل يوم في الشوارع بسبب نقص المواد الغذائية وغيرها من متطلبات الحياة، وبالتأكيد إذا استمر الوضع كما هو عليه الآن من الممكن أن نشهد مشاهد أعنف وتطورات خطيرة بين الأهالي في الشوارع.
* وهل هناك حل للأزمة الطائفية في لبنان؟
** حل الأزمة الطائفية في لبنان لن يكون إلا باتفاق على نظام سياسي جديد. فحاليا اتفاق الطائف ينص على إلغاء الطائفية السياسية. فالعمل على دولة لا طائفية فيها يكون في دولة مركزية مبنية على اللامركزية السياسية، لكن للعمل الجاد على هذا الأمر لن يكون سهلا، وسيأتي بعد أكثر من حوار وطني، يأتي بعد تأجج الوضع في الشارع اللبناني واتفاق أطياف الشعب على هذا.
* وكيف هي الثقة بين الشعب والساسة اللبنانيين خصوصا بعد حادث المرفأ؟
** الثقه لم تكن موجودة بالشكل الكامل قبل الانفجار، لكن بعد حادث المرفأ اتسعت الفجوة كثيرا بين الشعب، وكافة أطياف السلطة الحاكمة الحالية، والتي هي سبب رئيسي وأول في التدهور الذي وصل إليه لبنان.
فنحن أمام سلطة حالية مازالت تتولى مقاليد الحكم منذ التسعينيات، في المقابل مازلنا أمام انخفاض هائل في معدلات الاقتصاد وانهيار تام للدولة حتى وصل بنا الأمر إلى أن أصبح اللبنانين لا يجدون أبسط متطلبات الحياة، كل تلك الأمور أفقدت اللبنانيين الثقة تماما في حكومتهم، وأصبحوا لا يعولون عليهم القيادات في شيء.
* وما هو الحل الجذري لإنهاء هذا الوضع السيئ؟
** الحل الوحيد هو إلغاء الطائفية أولًا، وأن يعمل الجميع من أجل لبنان فقط لا غير، وعلى الصعيد السياسي، يجب أن تعمل الحكومة على إنشاء اتفاق سياسي داخلي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي ينتج عنه إحداث إصلاحات داخلية جذرية لكل ما تم تدميره، كما أن التعاون مع الدول الإقليمية والغربية مهم جدا للخروج من الأزمة الحالية، مع خلق مناخ استثماري يساعد على نمو الاقتصاد.
* وهل تتوقع حدوث انفجارات أخرى أم أن الحكومة تعلمت مما حدث؟
** لبنان بكامل ضواحيه معرض للانفجار بسبب احتكار البنزين والمازوت، وما زاد الطين بلة هو قرار الحاكم المصرفي اللبناني برفع الدعم عن المحروقات مما أتاح الفرصة أكثر للمحتكرين في السوق السوداء أن يتحكموا في البنزين.
كما أننا إلى الآن لم نحاسب من كانوا وراء انفجار مرفأ بيروت، وهذا التقاعس سيكون سببا رئيسيا في عدم وجود مسئولين يخافون من المحاسبة مما سيؤدى إلى تسبب ينتج عنه انفجارات عديدة مادام المسئول في مأمن.
* ولماذا كل هذا التكرار في الأزمات وبهذه السرعة؟
** هذا طبيعي في بلد لا إدارة فيه، ولا سلطة ولا حكم، فالجميع لا يعرف سوى الطائفية وخدمة سياسته لا خدمة لبنان، فطبيعي أن نجد كل هذا الكم من الإهمال والفساد والانهيار الاقتصادي، وهذا الوضع إذا لم ينته في القريب العاجل فسيكون هناك كوارث عدة لا حصر لها.
* وأخيرًا؛ ماذا تقول للحكومة اللبنانية المستقيلة؟
** على الحكومة اللبنانية المستقيلة، أن تبدأ بمسار إجراءات جديدة، وأن تعطي بعض الحيوية، وتساعد الحكومة الجديدة ليكون هناك الحد الأدنى من السلطة الموجودة اليوم؛ فلبنان لا يوجد به أي نوع من السلطة، وإذا استمر هذا فسيؤدي إلى انهيار ما تبقى من القشور لهذه السلطة.