لكى تكون مبدعا، لا تحتاج إلى شيء، سوى أن تمتلك الموهبة، كى تحلق فى سماء النجومية والشهرة وأشياء أخرى.
مصطفى شاب ثلاثينى برع فى مجال لا يمارسه سوى القليل من الناس، وهو إعادة تدوير الخردة وصناعة أشكال هندسية وفنية بطريقة رائعة ذات جودة عالية وتفاصيل دقيقة، فلفت الأنظار إليه وإلى فنه.
فى البداية؛ يقول مصطفى أمين ٣٥ عامًا: «بدأت فى هذه الهواية منذ عام واحد فقط والموضوع كان فكرة جاتلى كتجربة فبدأت أعمل أى حاجة ولكننى لم اوفق فى البداية بسبب عدم امتلاكى ماكينة لحام كهرباء، مما اضطرنى لاختراع واحدة، لكنها لم تف أيضا بالغرض لأن جودتها لا تصلح إلا للقطع الصغيرة فقط».
ويضيف «أمين»: «فقمت بشراء ماكينة لحام كهرباء كبيرة وشراء عدة لحام وشغل شنيور، صاروخ، حجر سن.. إلخ»، وبدأت رويدًا رويدًا وأصبحت أشكل فى الأعمال التى أقوم بتنفيذها وأدخل مواد أخرى لها مثل الخشب والقماش، وبعدما اعتدت على ذلك بدأت بصناعة أشكال مختلفة وكبيرة الحجم من الحديد.
ويتابع: «أعشق تلك الهواية بجنون، على الرغم من أنها تؤثر على عينى وتؤلم رأسى ويدىَّ بسبب التركيز الشديد»، مضيفًا: «بتحرق من اللحام وأوقات بدق على أيدى وبتعملى إصابات بس كله يهون لأجل إخراجها بالشكل المطلوب».
ويضيف: «عندما شاركت صورة لمجسم بسيط من أعمالى على صفحتى فى فيس بوك وجدت تفاعلا كبيرا من الناس، مما شجعنى على التطور بصورة أفضل»، متابعًا: «كان أكبر مجسم عندى نحو ٥٠ سم فقلت لنفسى لماذا لا أنفذ أشكالا أكبر حتى اهتديت لعمل تمثال أنوبيس إله التحنيط عند المصريين القدماء والذى استغرق نحو ٤٠ يوما بشكل متقطع لصنعه».
ويوضح، أن المجهود الذهنى فى تلك الهواية أكبر بكثير من المجهود البدني، لأن التفكير فى صنع تحفة فنية مختلفة يتطلب منك التفكير فى كيفية تفادى الأخطاء وإصلاحها كذلك اختيار الشكل النهائى واللون والحجم بالضبط، مضيفا أنه منذ أسبوعين انتهى من صناعة تمثال أنوبيس وحتى الآن يفكر فيما يصنعه مجددا ولم يهتد إلى شيء.
ويشير إلى أن اختيار الخردة يأتى على حسب الشكل المراد صنعه، لأن كل شكل له متطلباته التى تناسبه، مضيفًا: «بختار القطع قطعة قطعة ولا أشترى بيعة جملة فأنا أخذ ما يناسب الشكل المراد صنعه فقط».
وعن الوقت الذى يستغرقه فى تنفيذ تلك الأشكال؛ يقول: «كله على حسب الشكل والخامة وحسب الإتقان، وعلى حسب حجم القطعة نفسها، وعملى متقطع وأقوم بصناعة تلك الأشكال فى وقت فراغى فقط».
ويمثل الدعم المعنوى لمصطفى، أحد أهم أسباب نجاحه وتطوره وتقديم أفضل ما لديه إذ قال: «رد فعل الناس يعطينى دافعا أكثر يجعلنى أشعر بالسعادة والرضا كما يمنحنى طاقة إيجابية تشجعنى على الاستمرار والتطور والإبداع والابتكار والتجديد فى الأشكال التالية».
واختتم «أمين» حديثه قائلًا: «طموحاتى ليس لها حدود وإذا توافرت لدى الإمكانيات المادية لنفذت شكل خيال علمي، وأطمح لصناعة روبوتات تساعدنا فى حياتنا وشغلنا وأسعى لذلك بشكل كبير وأحتاج إلى من يدعمنى فى ذلك بتبنى موهبتي، وقريبا سأدشن مبادرة لإعادة تدوير الخردة لتحويلها إلى مجسمات نستفيد منها، خاصة عند إدخال التكنولوجيا الحديثة لها فتتحول من أشياء ثابتة لمتحركة تعود بالنفع والفائدة للجميع».