خلال الأشهر القليلة الماضية، تزايدت حوادث القتل ضد سائقي «التوك توك» بهدف السرقة في بعض محافظات الجمهورية، والتي وجدها المتهمين هدفًا سهلًا للسرقة.
رصدت «البوابة نيوز» خلال التقرير التالي، بعض الجرائم التي ارتكبت ضد سائقي التوكتوك وأودت بحياتهم، كالتالي:
في 17 أغسطس الماضي، تلقى قسم شرطة المقطم بمديرية أمن القاهرة بلاغًا من بعض الأهالي بالعثور على جثة أحد الأشخاص بأحد الطرق الداعمة للطريق الدائري بدائرة القسم، وتبين أن الجثة لسائق "توك توك" مُصاب بجرح في الرقبة ومقيم بدائرة القسم، وتمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة من خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة من تحديد مرتكب الواقعة.
وفي اليوم ذاته، كشفت وزارة الداخلية، ملابسات واقعة العثور على جثة سائق «توك توك» بأحد المجارى المائية، وبها كدمات وسحجات متفرقة بالجسم بقرية سمنود فى الغربية، حيث تم تشكيل فريق بحث جنائى، برئاسة قطاع الأمن العام، وبمشاركة إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الغربية، أسفرت جهوده عن تحديد وضبط مرتكبى الواقعة 3 أشخاص، هم: «سائق» مركبة «توك توك»، وزوجته، لها معلومات جنائية، وكهربائى سيارات، وجميعهم يقيمون بدائرة مركز شرطة المحلة، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة، إذ أقر «الأول» بأنه نظرًا لمروره بضائقة مالية هو وزوجته- المتهمة الثالثة- عقدًا العزم على سرقة مركبة «التوك توك» الخاص بالمجنى عليه وقتله، واتفقا مع المتهم الآخر على شراء المركبة محل السرقة مُقابل مبلغ مالى، وفـى سبيل تنفيذ مُخططهما قاما باستدراج المجنى عليه بالمركبة المشار إليها قيادته لمحل الواقعة وألقياه بالمجرى المائى، واستوليا على «التوك توك» الخاص به.
في 14 أغسطس الماضي، أقدم مجهولون علي استدراج سائق «توك توك» في العقد السادس من عمره، وسط الزراعات، وقاموا بذبحه بغرض سرقة المركبة التي يعمل عليها، ثم قاموا بالتمثيل بجثته، قبل إلقائها في ترعة «عمير»، بقرية «محلة أبو علي»، دائرة مركز المحلة بمحافظة الغربية، وتم الدفع بقوات الإنقاذ النهري لانتشال الجثة، وتم التحفظ على جثمان السائق لحين تحديد هويته، وتحت تصرف النيابة العامة، التي تحقق في الواقعة.
تلقي قسم شرطة المقطم، في 12 أغسطس الماضي، بلاغًا يفيد بمقتل "هشام." 21 عامًا، ويعمل سائق توك توك، طعنًا بسلاح أبيض بمنطقة المقطم، حيث كشفت تحريات المباحث اﻷولية، أن المجني عليه كان يعمل سائقًا على توك توك، وأثناء فترة عمله استوقفه مجهولين وطلبوا منه الذهاب لمكان خالى من المارة، وحاولوا سرقته لكنه منعهم فقاموا بطعنه بسلاح أبيض 3 طعنات في الصدر ما تسبب في مقتله وفروا هاربين.
وفي 8 أغسطس الماضي، عثرت الأجهزة الأمنية على جثة طفل ملقاة وسط المقابر في أطفيح بمحافظة الجيزة، حيث أن الضحية البالغ من العمر ما يقرب من 11 سنة، يعمل سائق توك توك، وخرج للعمل ثم انقطع الاتصال به، وعقب مرور ما يقرب من 5 ساعات على اختفائه جرى العثور على جثته واختفاء التوك توك الخاص به، حيث كان يعمل لمساعدته أسرته في الإنفاق بعد تعرض والده لإصابة منذ سنوات خلال حادث.
عثرت أجهزة الأمن على جثة سائق «توك توك»، في 13 يونيو الماضي، في مركز طهطا بمحافظة سوهاج مصابًا بطلق ناري، وكشفت الجناة الذين اعترفوا بارتكابها بهدف سرقة مركبته، وفي تحريات الأجهزة الأمنية اعترف المتهمين أنهما استدرجا المجني عليه وطلبا منه توصيلهما للقرية محل سكنهما، ولدى وصولهم لمكان الواقعة أطلق أحدهما عيارًا ناريًا من السلاح المضبوط تجاه المجني عليه فأودى بحياته، واستوليا على التوك توك الخاص به.
وفي اليوم ذاته، كشفت الأجهزة الأمنية، ملابسات العثور على جثة سائق «توك توك» 17 عامًا، مقيم دائرة مركز القنطرة غرب بالإسماعيلية بالقرب من مفارق الخمسات دائرة المركز، حيث ارتكب الواقعة عاطل لسرقة التوك توك الخاص بالقتيل، وتعدى عليه بعدة طعنات بالصدر والظهر وإلقائه على جانب الطريق وتخلصه من الأداة المستخدمة بإلقائها بالطريق العام.
ومن ناحيته، يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إنه منذ ظهور وتواجد التوكتوك في مصر انتشرت الحوادث التي يكون التوك توك عنصر أساسي بها، وذلك لغياب وجود ترخيص له، وبالتالي من السهل جدًا استخدامه بعد سرقته أو بيعه والتخلص منه بمنتهى السهولة، لافتًا إلى أن بعض سائقي التوكتوك من الأطفال صغار السن، مما يدفع السارقين إلى سرقة التوك توك الخاص به، حيث يقوم السارق بدفع سائقي التوك توك إلى الذهاب لأماكن صعب الوصول إليها بالسيارات أو خالية من المواطنين، ويكون من السهل ارتكاب جرائمهم فيها.
ويواصل فرويز، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن وجود التوك توك في شوارع مصر خطأ جسيم، لأنه لا يحمل أي تراخيص مرورية، ومنذ 12 عام على تواجده وارتبط اسمه بالجرائم التي يتم ارتكابها بالشوارع، سواء السائقين هم الضحايا أو الجناة، ولكن خلال الفترة الأخيرة انقلبت الأية وأصبحوا هم الضحايا، بعد أن كانت الجرائم ترتكب بمعرفتهم، متسائلًا عن أسباب عدم تراخيص التوك توك.
كما يوضح الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، أن أي سيارة أجرة سواء التاكسي الأبيض أو سائقي أوبر أو التوك توك معرضون لحوادث القتل، حيث أنهم يتعاملون مع أشخاص مجهولة بالنسبة لهم، ومجهول نواياهم، مشيرًا إلى أن التوك توك يعمل في الأماكن الشعبية فقط يستخدمه طبقات معينة من المجتمع، ففي المناطق الراقية والشوارع الرئيسية لا يتواجد بها التوك توك، إلا في حالة السير الممنوع حيث يخترق التوك توك في بعض الأحيان الشوارع الرئيسية بمخالفة مرورية، وبالتالي لابد من تقنين أوضاعه.
ويتابع صادق، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن الجناة يدفعون سائقي التوك توك إلى الدخول في أماكن بعيدة خالية من المواطنين لارتكاب جرائمهم بسهولة، فلابد من القضاء على الظواهر السلبية سريعًا من خلال دور الأجهزة الأمنية المعنية.