الفنانة كاميليا، التي أثارت جدلا واسعا على مدار تاريخها، بسبب جمالها وعلاقتها ببعض الفنانين، وعشق الملك فاروق لها، واشتهرت بدور الخادمة في السينما المصرية، عندما ظهرت فى فيلم "قمر 14"، في دور قمر ابنة صاحبة الـ "بنسيون"، التى أحبت ابن أحد "البشوات" وتتزوجه سرا، فتعرف فيما بعد بقرار الباشا والد زوجها بمصاهرة ابنه بأحد الأثرياء، فتدعي العمل كخادمة فى قصر والده، فيقع الجميع فى حبها.
كاميليا.. ألغاز سياسية
كاميليا ممثلة مصرية من أصول يهودية، اسمها الحقيقي "ليليان"، وتعتبر أكثر نجمات السينما المصرية تألقًا وأعلاهن أجرًا في منتصف الأربعينيات وحازت شهرة واسعة. ارتبط اسم كاميليا، بعدة حوادث وألغاز سياسية، كما ارتبط اسمها بملك مصر آنذاك الملك فاروق، وشاع بقوة بأن بينهما علاقة وكان آخر الأفلام التي قدمتها فيلم "آخر كدبة"، مع سامية جمال وفريد الأطرش عام 1950. جمع الحب بين "كاميليا"، ورشدي أباظة، ما أثارغضب الملك، الذي كان يهيم بها عشقا، وقال رشدي أباظة عن تلك العلاقة في حوار صحفي سابق:" خافت أمي من غضب الملك فاروق فأرغمتنى على السفر إلى روما، وجئت لأودع كاميليا، فقالت لى إنها ذاهبة إلى جنيف بعد أيام لحضور حفلة راقصة، وتواعدنا على اللقاء معًا فى روما، لكن لم يتم هذا اللقاء، فسقطت الطائرة التى أقلتها من القاهرة، واحترقت كاميليا فوق رمال الصحراء".
النهاية على أرض الدلنجات في البحيرة
سقطت الطائرة فى 31 أغسطس 1950، فوق مدينة الدلنجات بمحافظة البحيرة، وكتب الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل الخبر يوم 2 سبتمبر فى صحيفة أخبار اليوم: "بدأت قصة الرحيل فى الساعة الثانية عشرة ونصف صباح يوم الخميس 31/8/1950 بهبوط طائرة "دبليو إيه"، وقد ركبت كاميليا مع ستة ركاب من مطار القاهرة، وأقلعت من المطار، وكان آخر اتصال لها عن طريق اللاسلكي فى الساعة الوحدة والنصف صباحا، وانقطعت الأخبار بعد ذلك، وسقطت الطائرة وسط الحقول وتفحمت الجثث، وقد قرر الطبيب الشرعى الذى عاين جثة كاميليا أن سبب الوفاة كان الجروح النارية، وما صاحبها من صدمة عصبية وكسور فى عظام الساقين".
كان الحادث نهاية مأساوية لـ "كاميليا"، المولودة يوم 13 ديسمبر 1929 حسب مذكرات أمها "أولجا لويس أبنور"، ووقع بعد أن وصلت إلى القمة فى السينما خلال أربع سنوات من 1947 إلى 1950، حسب تأكيد الناقد سمير فريد فى «لغز كاميليا، هل كانت عشيقة للملك فاروق؟»،مضيفا: «أصبحت من كبار النجوم ثم احترقت فى حادث طائرة، وتحولت إلى أسطورة لاختلاف الناس حول كل شىء عن حياتها بل وعن موتها أيضا، ولكن الشىء المؤكد أنها دخلت تاريخ مصر ولن تخرج منه بسبب علاقتها مع الملك فاروق آخر ملوك مصر».
لماذا صفعت كاميليا رشدي أباظة مرتين؟
صفعت كاميليا رشدي أباظة على وجه مرتين، عندما دخلت إلى «الأوبرج» ووجدته يجالس سيدة، فهجمت عليه وصفعته على وجهه مرتين، وكانت هذه هي أول مرة يجرؤ فيها إنسان على صفعه، ومع ذلك فإنه عندما تلقى منها الصفعتين لم يردهما لها بسبب حبه لها، ولم يستطع إلا أن يضحك، فكان ذلك سببًا في زيادة عصبيتها وثورتها.
ماذا قال رشدي أباظة عن كاميليا؟
وصف الفنان رشدي أباظة، كاميليا بأنها إنسانة صريحة جدًا، وقال في هذا:" غضبت عليها في إحدى المرات، وابتعدت عنها طوال ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع ذهبت إلى بيتها لكي أحاسب هذه المرأة التي تزعم أنها تحبني ولا تسأل عني إن غضبت منها، كانت تضع على عينيها نظارة، وتحمل كتابًا، واستدارت وعادت إلى الصالون، ودخلت وراءها وأخذت أتصرف بعصبية ونرفزة، وهي لا ترد علي ولا تلتفت إلي أبدًا، وأخيرًا، صعد الدم إلى رأسي فصرخت بها: "إنت يا ست، إزاي بتقولي انك بتحبيني ولا تسأليش عني ثلاثة أيام"، فنظرت إليه بلا مبالاة وقالت: "ما دمت تحبني فقد كنت متأكدة من أنك سوف تلف وتدور طويلًا ثم تعود إلي".