علي مدار الايام القليلة الماضية، لم يسلم وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، من هجوم أعضاء البرلمان، وذلك بسبب عدة أسباب واضحة كما يراها أعضاء مجلس النواب، والتي ترجع إلي المخلفات المالية المتعلقة باتحاد الفروسية وأولمبياد طوكيو، الأمر الذي أدي إلي غضب داخل أروقة مجلس النواب، والذين رفضوا إهدار المال العام دون تحقيق الاهداف التي كانت من المفترض أن تُجني ثمارها.
وبسبب هذا تقدم النائب هشام الجاهل، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة بشأن نتائج البعثة المصرية في أولمبياد طوكيو والتي تشارك مصر فيها 137 لاعبا ولاعبة بواقع 89 رياضيا و48 رياضية في 27 لعبة أولمبية.
وأضاف «الجاهل»، أن النتائج محبطة للغاية لا سيما بعد وأنها جاءت نتيجة البعثة المصرية خسارة في ألعاب الريشة الطائرة، وفى السلاح والرماية والسباحة، والتنس والتايكوندو وتنس الطاولة، واليد والجمباز.
وأوضح عضو مجلس النواب، أن البعثة كلفت مصر 281 مليون جنيه مما يعد إهدارا للمال العام خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وتابع «الجاهل»: "أن أكثر الأمور استفزازا تصريحات مسئولي البعثة التي أقرت بأن هذه النتائج منطقية بنسبة 100%، وكان هدفنا نكسر حاجز الـ 5 ميداليات كأول مرة للبعثة المصرية في الأولمبياد ولكن ضاع علينا ميداليتين مضمونتين بعد استبعاد رفع الأثقال للثنائي سارة سمير ومحمد إيهاب".
وطالب بفتح تحقيق موسع بشأن إخفاق البعثة المصرية رغم توفير الدولة كل الدعم المادي والفني، ومعرفة من المسئول عن هذه النتائج الهزيلة التي وصلنا إليها.
فيما تقدمت النائبة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب، وعضو الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بطلب إحاطة موجه لكل من رئيس مجلس الوزراء ووزير الشباب والرياضية، بشأن طبيعة إنفاق اللجنة الأوليمبية على لاعبي اتحاد الفروسية المصري، ووجود بعض المخالفات المالية.
وأضافت مها عبدالناصر في طلب الإحاطة، انها وصلتها عدة رسائل من لاعبي الفروسية المصريين سعيد الدهان وعبدالقادر سعيد تفيد بوجود وقائع تستدعي التحقيق من قبل وزير الشباب والرياضة مع رئيس اللجنة الأوليمبية.
وأشارت النائبة إلى أن من بين الأسباب التي تدعو للتحقيق إرسال تحويلات مالية من أموال عامة باسم سيدة مجهولة الصفة، حيث وصلتنا رسائل ومستندات من لاعبي الفروسية المذكورين، بأن مبالغ التحويلات التي كانت تأتي لهم على سبيل الدعم المادي من اللجنة الأوليمبية واتحاد الفروسية، كانت تأتي من حساب "شخصي" من سيدة تدعى " حنان الدريني" وهي ليست ذات صفة رسمية في أي اتحاد رياضي أو باللجنة الأوليمبية.
وتابعت: من المفترض أن هذه التحويلات تتم بعد إرسال اللاعبين شيكات ووثائق عن إنفاقهم في شراء الخيول وفواتير اشتراك المباريات بعد سدادها من المال الخاص للاعبين، ما يستدعي التساؤل عن سياسة التحويلات المالية والتصرف في الأموال من قبل مسؤولي الرياضة الأوليمبية ومدى التزامها بالقوانين، وسبب عدم القيام بالتحويلات بشكل رسمي من حساب اللجنة الأوليمبية المصرية ؟! فضلًا عن ضرورة الكشف عن ماهية علاقة السيدة المذكورة بمسؤولي اللجنة الأوليمبية المصرية.
وأشارت "عبد الناصر" إلى وجود شبهات فساد ومجاملة في اختيارات لاعبي الفروسية، حيث استبعد اتحاد الفروسية بشكل مفاجئ قبل منافسات الأولمبياد الفارس "سامح الدهان" وتحجج اتحاد الفروسية بأن الفارس سامح الدهان الذي يحوز على المركز الـ200 عالميًا، قام بتغيير جواده قبل شهرين فقط من الأوليمبياد مما يجعل استبعاده أمر طبيعي ! بالرغم من أن الجواد الجديد الذي يملكه الفارس " سامح الدهان" حاز على المركز الثاني في بطولة باريس المميزة على المستوى الدولي قبل الأوليمبياد بفترة قليلة.
وأشارت النائبة إلى أنه في المقابل "استمر اتحاد الفروسية في اختيار اللاعب محمد طاهر زيادة ذو المركز 225 والذي تم اختياره سابقًا عدة مرات في مناسبات رفيعة المستوى لتمثيل اتحاد الفروسية، علمًا بأن هذا اللاعب هو نجل ذات السيدة مجهولة الصفة "حنان الدريني"! وهو الأمر الذي يستدعي التساؤل للمرة الثانية حول طبيعة دورها.
وأوضحت النائبة أخيرا، إلى أن من بين الأسباب التي تدعو للتحقيق مع رئيس اللجنة الأوليمبية، ضعف وتباين الدعم المالي بين لاعبي الفروسية مما أدى لإعلان بعضهم قرار اللعب بجنسيات أخرى، لافتة إلى أنه في حين أعلن اتحاد الفروسية أنه قدم دعم للاعبي الفروسية بقيمة 23 مليون جنيه، في حين وضح كلًا من الفارسين سامح الدهان وعبدالقادر سعيد، ضعف المبالغ التي تم تخصيصها لكلٍ منهما من إجمالي هذا الرقم، مما دفع اللاعبين لطلب اللعب مستقبلًا لصالح إنجلترا وبلجيكا بدلًا من تمثيل بلدهما مصر بسبب ما يرونه من وقائع تمييز واستغلال نفوذ.
وأكدت النائبة في هذا السياق، أن الفارس سامح الدهان أكد أنه لم يحصل على أي مبالغ مالية من يناير 2019 وحتى الآن من اتحاد الفروسية أو من اللجنة الأوليمبية، وأن إجمالي ما حصل عليه قبل هذا التاريخ هو مبالغ يصل حجمها إلى 290 ألف جنيه مصري.
أما الفارس عبدالقادر سعيد المصنف رقم 40 عالميًا، حسبما جاء في طلب الإحاطة، فإنه فلم يتسلم من يناير 2019 وحتى اليوم سوى 27 ألف يورو بإجمالي 503،820 جنيه مصري.
وأشارت النائبة إلى أن هذه الوقائع تستدعي التساؤل وسرعة التحقيق من السيد وزير الرياضة مع اللجنة الأوليمبية، وإحاطتنا بالإجابة عن هذه التساؤلات، حول ما حجم ما تم إنفاقه بالفعل من اللجنة الأوليمبية على لاعبي الفروسية؟ وعن سبب إرسال التحويلات من حساب والدة اللاعب محمد طاهر زيادة؟ وحجم الدعم الذي تلقاه اللاعب محمد طاهر زيادة تحديدًا من هذه الأموال؟
وطالبت النائبة مها عبد الناصر، في نهاية طلب الإحاطة، بسرعة إصدار تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات عن مصروفات وإنفاق اللجنة الأوليمبية المصرية الذي تخطي مبلغ الـ 200 مليون للاستعداد للأوليمبياد الأخيرة.