لا تكذب أبدا مقولة "الأسرة عماد المجتمع"، فالأسرة هي المكون الأساسي للمجتمعات، وإذا كانت هذه الأسرة أفرادها لديهم حب للتفاهم والوضوح والصراحة والمساحات المشتركة، ستكون المجتمعات نفسها هكذا، فالأفراد الذين يعيشون تحت سقف واحد ويغلق عليهم نفس باب المنزل، هم أنفسم يخرجون للمجتمع ويتفاعلون مع أفراد الأسر الأخرى.
ولهذه الأهمية للأسرة في بناء المجتمعات، يأتي برنامج قناة مدرستنا الجديد "حوار عائلي جدا"، الذي تقدمه آلاء جاويش، ليبحث البرنامج عن نقاط التلاقي بين الآباء والأبناء، فكم خسرت عائلة ابنها بسبب سوء التفاهم بينهم والمساحات الكبيرة والبعيدة في الأفكار بين الابن/الابنة ووالديهم، بل وللأسف الشديد الحوادث والمشاكل المنزلية غالبا ما تنتج عن سوء التفاهم بين أفراد الأسرة الواحدة، لكن البرنامج وحتى من خلال اسمه، يبحث عن الكلام الذي قد يحول حياة الأسرة من بائسة إلى سعيدة ومن طفل أو طالب لا يتكلم ويشعر أن المنزل أخر مكان يمكنه اللجوء إلى من فيه بمشاكله إلى مكانه الأول وملاذه الأخير في كل شيء.
لا يعتمد البرنامج- ككل برامج قناة مدرستنا- طريقة النصح، بل النقاش، وإذا كان يوجه الأسر للنقاش والحديث من خلال اسمه، البرنامج يعبر عن ذلك بنموذج استضافة أفراد الأسرة، لكي يعرف كل شخص فيها ما يريده من الأخر، وما هو الشيء الذي من المفترض أن يفعله حتى يحيا الجميع بشكل صحي نفسيا، لأنه بالتأكيد هناك نقطة يتلاقى فيها الجميع، وهو ما تركز عليه المحاورة آلاء جاويش في الحلقات التي تم تقديمها من البرنامج.
يساهم أداء آلاء جاويش في جعل النقاش الجاد مرحا، لتقدم للأسر المستضافة والمشاهدين نموذجا حيا لكيفية جعل النقاش يؤدي ويصل بأفراد الأسرة إلى حل وسط يستطيع الجميع تنفيذه، ودون أن يشعر أي طرف بالخسارة، بل المكسب لصالح الجميع.
تم تقسيم البرنامج إلى 4 فقرات تركز كل فقرة على قيمة معينة، يريد برنامج "حوار عائلي جدا" إيصالها للمشاهدين عبر الفكاهة التي تنتج عن الخلافات بين أفراد الأسرة، وهي مدخل جيد للحكي في المشاكل الأساسية فيما بعد بين الأبناء والآباء، وتركز الفقرة الأولى على الأبناء ومشكلاتهم مع الآباء وماذا يتمنى كل منهم أن يناقش أو يحل من مشاكل مع أهله، ثم تأتي الفقرة الثانية، حيث دور الأهل لإبداء الرأي فيما قاله الأبناء من خلال مشاهدة جزء من كلام الأبناء، وهي أجزاء مختارة بعناية وتركز على لب الأزمة في كل الأسر، حيث دائما يبحث الأبناء عن أشياء لا يريدها الوالدين، لتأتي الفقرة الثالثة، وتجعل الحوار أعمق، بالنقاش بين طرفي المشاكل الأبناء وآبائهم.
حيث تحاول آلاء جاويش أن تقرب وجهات النظر، بعرض المشكلة لدى كل طرف، وسماع رأي الطرف الثاني فيها، وكما في الواقع تماما، ينتج عن أي نقاش، عدد من النقاط يتم الاتفاق على تنفيذها، وهي الفقرة الرابعة التي تتضمن فكرة مرحة بوجود عقد عائلي به البنود التي تم التوصل إليها، يوقع عليها الطرفات للبدء في تنفيذها، وهنا يربط البرنامج ما يقدمه بالاجتماعات الأسرية الفعلية "Famliy Meeting" التي تتضمن في نهايتها دائما بنود يحاول أفراد الأسرة تنفيذها.