نظم المُتحفِ القوميّ للحضارةِ المصريةِ ورشة عمل حيّة للتعريف بحرفةِ التكفيت، وذلك بحضور أحد أهم العائلات المصرية التي عملت بحرفةِ التكفيت منذ أجيالٍ عديدة، وسعت في تنميتها والترويج لها.
شهدت الفاعلية إقبالاً كبيرًا و تفاعلاً ملحوظًا بين زوارِ المتحف خاصة فئة الشباب وصغار السن، الذين حرصوا على متابعة العمل الحيّ وتوثيقه على وسائل التواصل الاجتماعي، كما جذبت الفاعلية جمهور المتحف من السائحين والأجانب.
ساهمت الورشة بتعريف زوار المتحف بفن التكفيت، والتقنية المستخدمة في صناعةٍ القطع المعدنية، مع تطبيقٍ حيّ لعملية النقش والتطعيم والتكفيت، ولتعزيز التجربة، حرص أمناء المتحف على عرض عددٍ من القطع الأثريةِ الإسلامية المنتمية لفن التكفيت، لخلقِ رابطةٍ لدى الجمهور بين القطعة التاريخية المعروضةِ في المتحف و بين ما يتم تصنيعه في اللحظة الحيّة.
كما عرض المتحف أيضًا في منطقة الاستقبال عدداً من القطع المكفتة يدوياً، ومن أبرزها صينية قطرها 165 سم ووزنها 33 كجم من النحاس الأحمر والذي يعد الأصعب في النقش والتكفيت بالفضة، وقد استغرقت صناعتها عدة سنوات، وتم استخدام 11.3 كجم من الفضة السويسري الخالصة عيار 999، وتعد الأكبر من نوعها في مصر.
قال الدكتور أحمد فاروق غنيم رئيس هيئة المتحف، إن هناك جهودا كبيرة متنوعة تبذل لإقامة أنشطة ثقافية وفعاليات إبداعية لتأصيل المهارات والقدرات بين طبقات المجتمع المختلفة إلى جانب إظهار تأثير الحضارة المصرية على مختلف الثقافات العالمية.
وأشاد بالدور الثقافى الذى يلعبه متحف الحضارة من أجل الترفيه وتلقى الفنون الهادفة التى تمتع الجمهور فكريا وثقافيا والإسهام فى تحقيق التنمية والازدهار الحضارى.
وأضافت فيروز فكرى نائب رئيس هيئة المتحف، أن متحف الحضارة أصبح يقدم رؤية مختلفة للعالم وعلينا أن نكون أداة جيدة لتحقيق التواجد الفاعل والإيجابى على خريطة العالم الثقافية، وأن نعطى سرد تاريخى لمحطات الحضارة من خلال تلك الأنشطة لتعزيز وترسيخ روح الانتماء لدى أجيالنا المصرية.
يذكر أن الفاعلية تمت وسط إجراءات احترازية مشددة من قبل إدارة المتحف وتطبيق أعلى معايير السلامة لضمان الاستمتاع بتجربةٍ آمنة و مريحة داخل متحف الحضارة، كما يتم العمل بقدم وساق على تجهيز فعاليات آخرى ممتعة ومفيدة خلال الفترة المقبلة .
وتعد “حرفة التكفيت” من أبرز فنون النحت على المعادن، ومن أقدمِ الحرف التي عرفها المصريون، وتعود بدايتها إلى العصر المملوكيّ، حيث أبدع صُناعها باستخدام موادٍ بدائية كالمطرقة، في تحويل معدنٍ زهيدٍ كالنحاس، إلى قطعةٍ فنيةٍ نفيسةٍ.