السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

«محو الأمية من أجل تعافى محوره الإنسان».. شعار اليوم العالمي لـ2021.. عمرو حسن: الأمية تسبب الزيادة السكانية والتفكك الأسري.. وأستاذ اجتماع تطالب بتفعيل دور وسائل الإعلام

اليوم العالمي لمحو
اليوم العالمي لمحو الأمية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

تزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية، الذي يوافق 8 سبتمبر من كل عام، بعد إعلان اليونسكو عام 1966 تخصيص هذا اليوم لمحو الأمية، بهدف تذكير المجتمع الدولي بأهميته للأفراد والمجتمعات، وتأكيد الحاجة إلى تكثيف الجهود المبذولة نحو الوصول إلى مجتمعات أكثر إلمامًا بمهارات القراءة والكتابة، ناقشت «البوابة نيوز» مع بعض الخبراء، الأزمات التي تسببها زيادة نسبة الأمية داخل المجتمع.

يحتفل العالم باليوم العالمي لمحو الأمية هذا العام تحت شعار «محو الأمية من أجل تعافٍ محوره الإنسان: تضييق الفجوة الرقمية»، حيث أكدت بيانات منظمة اليونسكو أن حوالي 781 مليون شخص في جميع أنحاء العالم لا يستطيعون القراءة والكتابة، منهم 64% من الإناث، كما أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بيانًا بهذه المناسبة، يكشف من خلاله نسبة الأمية في مصر.

24.1 % نسبة انخفاض معدلات الأمية في مصر خلال 3 عقود 

كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن انخفاض معدلات الأمية فى مصر خلال الفترة من عام 1986- 2017، بنسبة 24.1%، حيث انخفضت معدلات الأمية (للأفراد 10 سنوات فأكثر) من 49.9% عام 1986 إلى 25,8% عام 2017، وانخفضت في الحضر عن الريف لتبلغ 17,7%، 32,2% على التوالي في تعداد 2017، مقارنة بمعدلات الأمية في الحضر 35.6%، والريف 61.9% تعداد 1986، فإن أكثر من نصف الأميين هم من كبار السن، إذ سجلت الفئة العمرية (60 سنة فأكثر) أعلى نسبة بين الأميين بنسبة 63.4%، في حين سجلت الفئة العمرية (15- 24 سنة) حوالى 7% كأدنى نسبة بين الأميين.

وأوضح الجهاز، أن أكثر الأميين من الإناث في تعدادي 1986 و 2017، حيث بلغ معدل الأمية للذكور من 37.6% عام 1986 إلى 21.1% عام 2017، مقابل معدل الأمية للإناث 62.8% إلى 30.8% لنفس الفترة، وقد يرجع السبب في الانخفاض إلى العادات والتقاليد والمعتقدات في زواج الفتيات وجلوسهم فى المنزل.

اهتمام الدولة بالقضاء على الأمية

وتهتم الدولة على مدار السنوات الماضية، بالقضاء على الأمية، وأهمية التعليم وزيادة الوعي لدى المواطنين، لبناء أجيال واعية وقادرة بما يساهم في دور الشباب لتحقيق التنمية المستدامة، حيث في أغسطس الماضي أعلنت منظمة اليونسكو عن فوز مصر بجائزة «كونفوشيوس 2021»، لمحو الأمية عن تجربة جامعة عين شمس بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار، والخاصة بتنظيم فصول محو الأمية عبر الإنترنت للمناطق الريفية والفقيرة بجمهورية مصر العربية.

الدكتور عمرو حسن

تأثر جودة التعليم بسبب الزيادة السكانية الناجمة عن الأمية

وبدوره، يقول الدكتور عمرو حسن، مقرر المجلس القومي للسكان السابق، أستاذ مساعد النساء والتوليد والعقم بالقصر العيني، إن الأمية هي أهم المعارك في أزمة الزيادة السكانية في مصر، حيث أن العلم النافع يُشيد الحضارات وترتقي الأمم وتُصنع الأمجاد، فإن العلم هو النور في حياة كل إنسان، الذي يضيء ظلمة العقل والروح، وتحريرهم من الأوهام والقيود، لافتًا إلى أن الزيادة السكانية تمثل أكبر تحدي يؤثر على جودة التعليم، والأمية تعد أكبر تحدي للزيادة السكانية، التي تؤدي إلى زيادة الكثافة الطلابية في المدارس، بما يعوق التحصيل العلمي الجيد، مما ينتج عنها العديد من المشكلات المرتبطة بضعف مخرجات العملية التعليمية نتيجة إلقاء عبء على المعلم لمقابلة الفروق الفردية والمتباينة لعدد كبير من الطلاب، والذي قد لا تمكنه من توجيه اهتمام كافي لضعاف المستوى والمتفوقين.

ويتابع حسن، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن كثافة الفصول تؤدي إلى عدم القدرة على معالجة القضايا الخاصة بالتربية كالقيم والسلوك، مشيرًا إلى أن الأمية أكبر عائق للحد من النمو السكاني، وخاصةً بين السيدات، لأنه يؤدي إلى الزواج المبكر، فإن التسرب من التعليم يؤدي إلى عمالة الأطفال والزواج المبكر، ثم بعدها الإنجاب في سن مبكر وزيادة معدلات الإنجاب ومن ثم تحقيق الزيادة السكانية، وقد تظهر مشكلات أخرى مثل زيادة معدلات الطلاق وأطفال الشوارع، بما يؤثر على قوة الدولة الاقتصادي والتهام ثمار التنمية.

وطالب بضرورة تغيير البيئة الثقافية وزيادة الوعي بين مختلف فئات المجتمع، وتوعية الأسر بضرورة تعليم الفتيات ومنع التسرب من التعليم بغرض الزواج المبكر أو العمل، فضلًا عن أهمية تحسين وضع المدارس وتقديم الخدمات التعليمية الجيدة، بجانب تعزيز حقوق المرأة مع تحسين التعليم للفتيات، لما لها من دور كبير في معالجة الزيادة السكانية والسيطرة عليها، فإن نسبة الأمية بين الإناث ترتفع عن الذكور، حيث بلغت أعدادهن 10.1 مليون نسمة بمعدل 31.2%، مقابل 7.3 مليون نسمة للذكور بمعدل 21.3%، وهناك ٥ محافظات مصرية، تتجاوز الأمية بين البنات والسيدات 40%: «المنيا 45.8%، أسيوط 42.4%، البحيرة 41.6%، سوهاج 41.1%، والفيوم 41%، وارتفاع معدلات الأمية بين النساء، يؤدي إلى عدم تأهيلهن بصورة مناسبة للنزول إلى سوق العمل، فضلاً عن انتشار النمط الثقافي الذي يحد من دور المرأة في المجتمع، وبالتالي تصبح الحياة المنزلية وإنجاب وتربية الأطفال محل الإهتمام الأساسي لغالبية النساء.

الدكتورة سامية خضر

كما تضيف الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن نسبة الأمية داخل المجتمع تصل لـ30%، حيث أنها ترتفع في الأرياف بشكل كبير، الأمر الذي يتطلب حل سريع لمواجهة الأمية والقضاء عليها، موضحة أن الدولة بمختلف مؤسساتها معنية بمحو الأمية وكذلك لوسائل الإعلام دور كبير في هذا الصدد، من خلال عرض المحتوى الإعلاني بشكل مبسط على المواطنين، كي يستطيع الجميع استيعابه، لتشجيعهم على المشاركة في المبادرات التي تهدف القضاء على الأمية.

وتواصل الدكتورة سامية، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن القضاء على الأمية سيساهم في حل مشكلات عدة منها الزواج المبكر للقاصرات، وكذلك الزيادة السكانية وزيادة معدلات الطلاق والتفكك الأسري والإنجاب، فضلًا عن أهمية توعية الأسر على مستوى الجمهورية بخطورة الأمية، حيث تبذل الدولة جهود عدة في هذا الملف الهام، والقضاء على الظواهر السلبية، وبالتالي لابد من مساندة وسائل الإعلام المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني لهذه الجهود لتحقيق مستقبل أفضل وتحقيق التنمية في شتى المجالات ومستوى معيشة المواطن.