الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

البابا شنودة.. تاريخ من النضال والمحبة لفلسطين

البابا شنودة الثالث
البابا شنودة الثالث
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استطاع البابا شنودة الثالث أن يحفر اسمه فى تاريخ النضال ومساندة القضية الفلسطينية بمواقف عديدة كان فى مقدمتها مقاومة أكاذيب الصهيونية ورفض التطبيع وتوج نشاطه بدعم حملة فضح الاحتلال عبر أبنائه فى المهجر ومستعينا بكل الطرق السلمية لإبراز الانتهاكات المستمرة من الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى.

حرب أكتوبر المواجهة مستمرة
أكمل البابا شنودة الثالث رسالة البابا كيرلس التى بدأت مع حرب ١٩٦٧م فقد أرسل البابا كيرلس الأنبا صموئيل فى جولة خارجية لفضح مافعلته إسرائيل فى حق مصر وشعبها، وقد نجحت الرحلات المكوكية فى إيصال رسائل إلى العديد من الدول والمجتمع الدولي.
ورصد الباحث سليمان شفيق فى كتابه الأقباط ٢٠٠٠عام من المشاركة والعزلة حقبة مهمة وهى حرب أكتوبر والتى اندلعت والبابا شنودة كان قد مر على تنصيبه عامان.
ويشير شفيق إلى حالة رائعة تزامنت مع معركة الكرامة والنصر حيث وجه قادة الجيوش الميدانية نداء إلى الضباط جاء فيه ثقتى فيكم بغير حدود أثق فى كفاءتكم وأثق فى إيمانكم بالله وفى قضيتكم قضية المصير أن نكون أو لا نكون ويمضى البيان الوطنى أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم فى الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فى التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم، وذلك هو الفوز العظيم «صدق الله العظيم،واستمع ياأخى إلى ماجاء بإنجيل متى» من وجد حياته يضيعها ومن أضاع حياته من أجلى يجدها ومن تعاليم المسيحية الطاعة الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامى ويؤمن بالذى أرسلنى فله الحياة الأبدية ولايأتى إلى الدينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة.

تعرية أكاذيب إسرائيل
لاشك أن معركة أكتوبر تركت آثارا إيجابية فى مسيرة البابا شنودة فقاوم بشدة وبوضوح أكاذيب الإعلام الصهيونى وخاصة أكذوبة أن فلسطين أرض الموعد وأنها حق وراثى بينما جاء موقفه من وعد بلفور حاسما واستشهد بالعهد الجديد وفى عام 2002 عقد البابا مؤتمرا شعبيا فى الكاتدرائية المرقسية لإعلان دعمه للرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات بعد تحديد إقامته فى رام الله، وقام البابا بإجراء مكالمة تليفونية مع عرفات للتأكيد على مساندته له فى القضية الفلسطينية.
وأعلن البابا شنودة الثالث موقفه كاملا من مقاومة الكيان الإسرائيلى وقال بوضوح: إن إسرائيل ليست شعب الله المختار، وأكد أن فكرة شعب الله المختار كانت لفترة معينة أو لغرض معين وانتهت، وأن إسرائيل الحالية ليست شعب الله المختار، وأن اليهود جاءوا إلى فلسطين بوعد من بلفور، وليس بوعد من الله.

بابا العرب ومقاومة التطبيع 
موقف البابا شنودة الثالث ضد التطبيع سبقه تعرية أكذوبة عودة اليهود، وكانت تصريحاته مؤثقة استند فيها إلى التاريخ، وأوضح أنه لا توجد آيات عن عودتهم سيرصدون عشرات الآيات عن عودتهم، ولكن الحقيقة أنهم عادوا بالفعل أيام سبى بابل وآشور، وهناك ترنموا وبكوا قائلين على أنهار بابل هناك جلسنا ولكن عودتهم المزعومة الآن غير حقيقية مع مرور الوقت وظهور اتفاقية كامب ديفيد أعلن رفضه التام للتطبيع وعارض الأنبا شنودة المعاهدة قائلا: «استخدمت سلطتى الروحية وحرمت على أبناء الكنيسة زيارة القدس طالما ظلت تحت الاحتلال الإسرائيلى لاشأن لى بمخططات السياسة، وإنما لن يكون الأقباط خونة الأمة العربية سيدخلون القدس مع إخوتهم العرب».
واستمر البابا فى دعم عروبة الكنيسة من خلال المحاضرات والمقالات مثال المسيحية وإسرائيل وهى محاضرة ألقاها فى نقابة الصحفيين، وأتاح البابا شنودة. مساحة لآباء الكنيسة ليعبروا عن رؤيتهم لدعم القضية الفلسطينية فظهرت محاضرة الأنبا غريغوريوس إسرائيل فى الميزان والكنيسة ومزاعم إسرائيل السبعة.
وأيضا كتب الأنبا يؤانس أسقف الغربية عن إسرائيل حقيقتها ومستقبلها بينما أصدر بيت التكريس كتاب ماوراء خط النار وأصدر د. وليم سليمان الكنيسة المصرية تواجه الاستعمار والصهيونية استمرت الكنيسة فى موقفها الوطنى ورفضها التطبيع مع الاحتلال الصهيونى وقاد البابا شنودة الثالث حملة المقاطعة وكان موقفا وطنيا دفع البعض إلى منحه لقب بابا العرب.
واستمر هذا الموقف دون صدام حتى تمت زيارة السادات للقدس وأصدر البابا شنودة تعليمات بمنع الحج طالما ظلت القدس تحت سلطة الاحتلال الصهيونى، وطالما ظل العرب المسلمون يقاطعون زيارة المدينة المقدسة وبالطبع سبق ذلك أن أصدر البابا شنودة كتابين ضد إسرائيل وعندما سألته إحدى الصحف عما إذا كان يقبل بتدويل المدينة أجاب القدس قبل الاحتلال اليهودى كانت مدينة عربية وإذا تم تدويل القدس فمعنى ذلك أن العرب قد تنازلوا بالتمام عن حقهم فى القدس وتنازلهم عن حقهم فى القدس يتطور إلى طلب اليهود أن تظل القدس يهودية ونحن كنيسة كانت تعيش فى سلام تحت مملكة الأردن ولم نشتك من شيء قبل الاحتلال اليهودى ومازلنا نطالب القدس جزء من الوطن العربى وإما تمسك إسرائيل بالقدس فهو مبنى على أسس عقائدية قبل المسيح بقرون وهذه مسائل انتهى زمانها دينيا وسياسيا.