تحدث حسن ظريف، سجين سياسي ايرانى سابق كان قد تم وضعه في سجن أيفين القمعي.
وقال ظريف في حواره له لـ"البوابة نيوز" أنه تعرض لأبشع أنواع التعذيب في هذا السجن، مضيفًا أنه كان يتم تعذيبه بالكابلات
نص الحوار:
كيف كانت الأجواء في هذا السجن اللعين المسمى إيفين؟
كنت في السجن من عام 1981 إلى عام 1993، وخلال تلك السنوات الـ 12، مرت سنة واحدة فقط، تضاءلت فيها شدة التعذيب والمضايقات.
الأعوام 1981 و1982، كان فيها إطلاق النار على السجناء ونقلهم إلى فرق الإعدام في مجموعات من 10 إلى 15 شخصًا.
في عام 1981، وبسبب نقص الخبرة، كانوا يعذبون السجناء بالكابلات حتى استشهد بعضهم على سرير التعذيب.
في السنوات اللاحقة، عندما اكتسبوا بعض الخبرة، اشتد تعذيبهم لكنهم لم يسمحوا أن يكون سبب موت السجين.
من منتصف عام 1982 إلى نهاية عام 1984 كانت فترة صعبة للغاية، تم تسمية تلك الفترة الباب المغلق، أي أن جميع السجناء في عنابر السجن العامة كانوا يعيشون ظروف الحبس في الزنزانات المنفردة.
كما أن نقل السجناء إلى القبور والأقفاص والتوابيت تم خلال هذه الفترة.
كان في هذه الفترة أيضًا الزنزانات المسماة وحدات سكنية والتي يضعون بها السجينات السياسيات فقط. حيث يتحول الشخص السليم والمتعلم، بعد 6 إلى 7 أشهر، إلى شخص مصاب بمرض عقلي. لا أستطيع أن أشرح هذا الموقف بأي حال من الأحوال إلا بمثال: "سلخ الخروف حيًا".
في عام 1986، بسبب تغيير إدارة السجن، انخفضت حدة التعذيب. لكن بعد عام عادت إلى حالتها السابقة، التعذيب في الاستجواب وبالكابلات، حتى وصلنا إلى مرحلة مذبحة السجناء عام 1988، حيث تم إعدام حوالي 95٪ من السجناء السياسيين من الرجال والنساء في سجن إيفين.
كان الوضع في إيفين مروعًا، لكن هناك فترات تختلف فيها الأوضاع في كل عنبر - في ذلك الوقت، كانت أسوأ الأوضاع في العنبر 209 والعنبر 2 أ، والتي كانت تحت تصرف قوات الحرس بشكل كامل ولم يصدر أي تقرير عنها حتى الآن.
كيف كان يتم تعذيبكم والتعامل معكم؟
تعرضت للتعذيب عدة مرات بالكابلات وخطيبتي تعرضت للتعذيب أمامي، وتم استجواب والدي والضغط عليه للحديث عني. قضيت حوالي عام في الحبس الانفرادي.
هل كان السجناء السياسيين يتلقون معاملة خاصة؟
كان سلوكهم خاص جدًا، خاصة مع السجناء من أنصار منظمة مجاهدي خلق، لأنهم في نظرهم يعتبرون أعداء الله، ولهم الحق في إعدامهم حتى لو حكم عليهم بالسجن سنة واحدة - في مجزرة عام 1988، تم إعدام عدد من السجناء من منظمة مجاهدي خلق والذين انتهت عقوبتهم بالفعل.
كيف كان يتم التحقيق معكم وهل كان يتم إرغامكم على اعترافات تحت ضغط؟
كان يتم تقييدنا على لوح من أجل الاستجواب، فيضربونا على باطن أقدامنا وظهورنا بالكابلات، أو يجبروننا على الوقوف بجانب الحائط لمدة يومين إلى ثلاثة أيام وأعيننا مغلقة، حيث يصاب السجين بفقدان التوازن بسبب قلة النوم والضغط على رجليه.
إن إبقاء السجين في هذه الظروف من قلة النوم والجوع والحبس الانفرادي والضغط النفسي بسبب اعتقال الأسرة وما شابه هي إحدى أساليبهم والتي تعرضت لها شخصيًا.
يعتمد اعتراف السجين على مقاومته، وأعرف العديد من الأشخاص الذين، بسبب مقاومتهم، استشهدوا على سرير التعذيب، لكنهم لم يعترفوا، وبالطبع، هؤلاء الذين استشهدوا تحت التعذيب كان عددهم قليلًا، لكن هناك الكثير من الذين أبدوا مقاومة حتى استطاعوا التكتم على قضاياهم الحيوية حتى لا تؤدي إلى اعتقال أشخاص آخرين.
في ظل وصول إبراهيم رئيسي.. كيف سيكون الوضع في إيران؟
عيّن خامنئي إبراهيم رئيسي لمواجهة الوضع الثوري ومطالب الشعب، ويهدف خامنئي إلى إطباق قبضته المطلقة على كامل المجتمع.
ومع وصول إبراهيم رئيسي، ستصبح مساحة الصحافة والمعلومات ضيقة أكثر، وسيتم كم أفواه النقاد أكثر.
أنظمة الأمن والدوريات الأمنية في المدن والمؤسسات ستكون أكثر قمعًا، والغرض من إحضار رئيسي ليس حل المشكلات الاقتصادية للمجتمع أو حل المشكلات الدولية لإيران، بل القمع المنهجي للمجتمع بأسره، والذي سيتابعه بنفسه.
هل يوجد سجن مشابه لإيفين في إيران من حيث التعذيب وأساليب التعامل القمعية؟
نعم، يوجد وهي أسوأ بكثير، وهي أيضًا سجون قوات الحرس الثوري، وتعتبر سجون النظام السرية، فسجن استخبارات قوات الحرس، الذي لم يتم الإعلان عنه على الإطلاق يوصف بأنه مؤسسة إدارية، يقع في طهران.
يتكون هذا المبنى من حوالي 10 طوابق، بعضها تحت الأرض، والطوابق تحت الأرضي هي عنابر لاحتجاز السجناء ومكان التعذيب والاستجواب.
وهناك سجن اللجنة المشتركة مثل سجن إيفين والتعذيب فيه شديد للغاية، أي أنه تم إنشاؤه خصيصًا للاستجواب والتعذيب فقط.