بدأت حركة طالبان المتشددة التي تسيطر على الحكم في أفغانستان، بتطبيق إجراءات صارمة داخل جامعات كابول في التعامل مع الفتيات، حيث كشفت صورة تم تداولتها عبر وسائل إعلام، أنه يتم وضع "ستار" بين الطلاب والطالبات داخل قاعة بجامعة كابول لمنع الاختلاط بين الجنسين.
وكانت طالبان أعلنت في أواخر أغسطس الماضي، أن السماح للنساء بالدراسة في الجامعات والمدارس سيكون بـ"شروط خاصة جدا".
وقال مسئول في طالبان يتولى تسيير ملف التعليم إنه سيسمح للنساء الأفغانيات بالدراسة في الجامعة، لكن ليس في نفس الغرفة مع الرجال.
وقال إنه لن يسمح للمدرسين الذكور، بتعليم الطالبات، بموجب قواعد جديدة.
وتسعى طالبان، وفق ناشطين في مجال التعليم إلى إغلاق آلاف المدراس والمراكز التعليمية التي تملكها وتشرف عليها النساء.
وتعني هذه الإجراءات كلها، في حال تطبيقها، محو الإنجازات التي تحققت في أفغانستان، خلال الـ20 سنة الماضية، نوعا وكما، على صعيد تعليم الفتيات.
وبحسب مراقبون فأن هذه الإجراءات ستمنع على الأقل ثُلثي الطالبات الأفغانية من تقلي تعليمهن خلال السنة المقبلة، متسألين كيف يمنع المعلمين من تدريس الطالبات، في وقت لا يمكن للكادر التعليمي من المعلمات أن يغطي الفراغ الذي يمكن أن ينتج عن ذلك؟
كما أشارو إلى أن الأمر نفس يتعلق بإغلاق آلاف المدراس والمراكز التعليمية التي تملكها وتشرف عليها النساء، محذرين من أن هذه الإجراءات قد تحرم 80 بالمئة من الفتيات من الحق في التعليم، مما قد يؤدي إلى تفشي الأمية مجددا فيما بينهن بنسبة تصل إلى 90 في المئة خلال عشرة سنوات قادمة، بحسب بعض التقديرات.
وكانت وزارة التربية الأفغانية قد أعلنت أن أعداد الطالبات الأفغانيات اللواتي يدرسن في مختلف المراحل ما قبل المرحلة الجامعية، بلغت 3.8 مليون أفغانية، ويُشكلن أكثر من 40 بالمئة من مجموعة الطلبة الأفغان في مختلف تلك المراحل.
وحدث هذا التحول خلال 20 عاما فقط، إذ كانت فقط 5 آلاف طالبة أفغانية فقط تدرس خلال عام 2001، وكلهن في المناطق التي كانت خارج سيطرة حركة طالبان شمال البلاد، أما الحركة المتشددة فكانت تحرم النساء من التعليم.
وحسب تقديرات المراقبين، فإنه هناك نحو نصف مليون طالبة أفغانية تلتحق بالمدارس كل عام، فيما تتخرج أكثر من 100 ألف منهن سنويا من الثانوية العامة.