تضاربت الروايات في وسائل الإعلام الإسرائيلية، حول مكان وجود الأسرى الفلسطينيين الستة الذين نفذوا عملية الهروب الناجحة من سجن "جلبوع" التابع لسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت التقديرات التي نشرها موقع "واللا" نقلا عن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، الثلاثاء، إلى أن النفق الذي فر منه الأسرى الفلسطينيون من داخل سجن جلبوع، بدأوا حفره قبل عام، وأن عددا محددا من السجناء الفلسطينيين كانوا على علم بالخطة، وأن الستة ساروا مسافة ثلاثة كيلومترات حتى وصولهم إلى مركبة كانت تنتظرهم، والتي نقلتهم من المكان، وأنهم لم يجتازوا الحدود بعد.
وتشير التقديرات الأمنية التي نشرها صحيفة "هآرتس"، إلى أن عددا من الأسرى غادروا مناطق الخط الأخضر عبر سيارات انتظرتهم، "واحتمال كبير أنهم فروا إلى الأردن".
وقال "واللا" بحسب تقديرات أمنية، إن الأسرى "لم يتمكنوا من التسلل إلى الضفة الغربية وما زالوا في الأراضي المحتلة"، فيما تقول شرطة الاحتلال إن الأسرى قد انقسموا إلى مجموعتين وأن "بعضهم عبروا الخط الأخضر بمساعدة المركبات التي كانت تنتظرهم، ومن المرجح أنهم فروا إلى الأردن، ومع ذلك لا توجد مؤشرات على ذلك من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وشددت "هآرتس" على أن "لا طرف خيط إلى الآن عند الأجهزة الأمنية"، ونقلت الصحيفة عن مسئول في الشرطة أن "الهدف الأسمى هو الإمساك بالفارين الستة، لكن يجب القول إن الأمر يحتاج إلى الكثير من الصبر".
وذكرت "هآرتس" أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية استجوبت العشرات من الأسرى والأسرى المحررين، "ومع مرور الوقت ، يتحول ثقل التحقيق إلى المحور الاستخباراتي، الذي يقع بشكل أساسي ضمن نطاق مسؤولية الشاباك".
وصرح مسؤول كبير في الشرطة لصحيفة "هآرتس" بأن الجهاز "يتعامل مع كل معلومة باهتمام كبير"، غير أن "جميع اتجاهات التحقيق تم فحصها أمس لم تؤد إلى أي نتائج".
ولفتت "هآرتس" إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية ترى أن "الاحتمال الأقل خطورة هو فرار الأسرى إلى الضفة الغربية - بسبب السيطرة الإسرائيلية على المنطقة وبعد المسافة عن التجمعات السكنية الإسرائيلية. ومع ذلك، فإن تنفيذ عملية اعتقال في منطقة جنين ستؤدي على الأرجح إلى اشتباك عنيف مع قوات الأمن".
ونقلت "هآرتس" عن مسؤولين في الشرطة تقديراتهم بأن تتواصل عمليات المطاردة والبحث عن الأسرى إلى ما بعد عيد العرش الذي ينتهي في 27 سبتمبر الجاري "على أقل تقدير".
وذكر موقع "واللا" أن الجيش الإسرائيلي عزز قواته المتمركزة على الحدود الإسرائيلية - الأردنية وعلى خط التماس الحدودي شمالي البلاد مع لبنان وسورية، وأقام صباح اليوم 89 حاجزا شمالي البلاد.
ونقل "واللا" عن مسؤول أمني كبير قال ان الحديث يدور عن سلسلة من الاخفاقات الخطيرة جدا، وإنه لا يعقل أن في زنزانة :"يحظر بها الاحتفاظ بملعقة- أجري حفر نفق..كيف حفروا بعيدا عن أعين الحراس في واحد من أكثر السجون حراسة في البلاد؟ ليس من فراغ اخترنا اعتقال الزبيدي بالذات هناك. هناك لا يمكن وضع ملعقة بالزنزانة. لكن كيف حفروا؟". وأضاف :"هناك حظر لدخول المعادن إلى داخل الزنزانة- اذن اين اختفى تراب الحفريات؟ وكيف أجروا الاتصالات الهاتفية من داخل السجن؟".
وأشارت "هآرتس" إلى أن الفرضية التي تقود عمل الشرطة، بموجب تعليمات المفتش العام للجهاز، يعقوب شبتاي، هي أن الأسرى سيحاولون تنفيذ عملية؛ وعليه نشرت الشرطة حوالي 680 دورية في جميع أنحاء البلاد.
بدورها نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، شهادات لأسرى جنائيين إسرائيليين في سجن “شطة” المجاور لسجن “جلبوع” حول الدقائق التي أعقبت هروب الأسرى الفلسطينيين الستة فجر الاثنين.
وقال أحد السجناء الجنائيين الإسرائيليين للموقع، إن مصلحة السجون لم تكن متأكدة على الإطلاق فيما إذا كان الأسرى الفلسطينيين قد فروا بالفعل، ولا تعرف هوياتهم، مشيرًا إلى أن كان هناك حالة من الخوف داخل السجن.
وأشار إلى أن الساعة الثالثة فجرا بدأت عملية إحصاء عدد السجناء وهو أمر غير معتاد في هذه الساعة، مشيرًا إلى أنه سمع أصوات طائرات تحلق فوق السجن، ولوهلة واحدة اعتقدوا أن الحرب اندلعت، مضيفًا “كنا خائفين ولم يخبرنا أحد بما يحدث”.
وتابع “كنا جميعا سجناء وحراس تحت الضغط، كان السجن في حالة توتر شديد”، مشيرا إلى أنه تم زيادة عدد الحراس في كل جناح منذ لحظة تأكد هروب الأسرى الفلسطينيين.
ووفقا للموقع العبري، فإن ما يزعج مصلحة السجون والشرطة الإسرائيلية محاولة تقليد حالة الهروب من سجون أخرى، وخاصةً أن هناك سجناء جنائيين قد يفعلون ذلك بعد سماعهم لطريقة الهرب.