يعتبر تطبيق تيك توك من أشهر وأسرع التطبيقات انتشارًا في العالم حيث أصبحت الشركة الصينية المالكة للتطبيق (Bytedance) الشركة صاحبة القيمة السوقية الأكثر في العالم بمبلغ ٧٥ مليار دولار بسبب عدد المستخدمين.
كما أنه أحد التطبيقات التي انتشرت بسرعة كبيرة في وقت الجائحة وأصبح التطبيق الأول من حيث التحميلات على متاجر التطبيقات على نظامي ios وأندرويد، وبالرغم من أنّ التطبيق ينتشر بسرعة كبيرة إلا أن إدارة التطبيق قررت دفع أموال مقابل المشتركين الجدد المنضمين للتطبيق، فما سر إصرار التطبيق على دفع أموال مقابل الاشتراكات الجديدة وماذا سيستفيد منها؟.
يرى الدكتور هشام عفيفي، الاستشاري والمحاضر في أمن المعلومات والتحول الرقمي، أن مكافآت تيك توك عبارة عن نوع جديد من الدعاية الإلكترونية؛ حيث يسعى تيك توك لحصد العديد من المتابعين، بسبب الخدمات الجديدة التي يقدمها؛ حيث قدم تيك توك خدمات جديدة للمعلنين، مثل الإعلانات التي تظهر في الصفحة الرئيسية، وجذب العلامات التجارية الشهيرة، في العديد من البلدان للإعلان في التطبيق وكل أنواع الإعلانات التي تظهر في التطبيق تندرج تحت منصة تيك توك للعمل.
وبجانب المكافآت التي يدفعها تيك توك للمشتركين الجدد فالتيك توك يقدم أيضًا مكافآت لصناع المحتوى ويدفع لهم مقابل إقامة تحديات يقوم بإضافتها التطبيق من أجل حث المستخدمين على التفاعل مع هذه التحديات لأن معظم هذه التحديات تكون إعلانات لشركات تجارية هدفها الربح وهو نوع جديد من الإعلانات يجذب بها تيك توك المعلنين ولكن لا يمكن الاستفادة منه بدون تفاعل حقيقي مع هذه التحديات وهو ما يتطلب مستخدمين جدد للتطبيق.
فيما يقول الخبير التقني "محمد عادل"، إنه بالرغم من أن تيك سيدفع أموالا كثيرة للمشتركين الجدد ولكنه رقم لا يقارن بحجم الانتشار الذي سيجنيه التطبيق من ورائه، بالإضافة إلى أن حجم الأموال التي يدفعها التطبيق من أجل عمل إعلانات لا تقارن بالأموال التي يدفعها للمستخدمين بشكل مباشر، للاشتراك بالإضافة بجانب أن التطبيق سيكسب ثقة المعلنين أكثر بسبب حجم النمو الكبير جدًا الذي يحققه في وقت قصير.
بجانب ذلك فالتطبيق يستفيد من أيضًا من حجم الداتا الكبير الذي يحصل عليه من وراء المستخدمين الجدد ويمكن أن يستخدم هذه المعلومات في تطوير خورازمية الذكاء الاصطناعي والتي يمكن أن تساعده في جذب مزيد من المستخدمين، وأن تطبيق تيك توك أو أي تطبيق آخر يدفع أموال لجذب المشتركين يكون هو المستفيد الأكبر من وراء ذلك، بل ويحقق أضعاف هذه الأموال كأرباح.