قامت المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة المعنية بالمخدرات والجريمة غادة والي بإلقاء الكلمة الافتتاحية للقمة الثالثة عشرة لرئيسات البرلمان، والتي عقدت في فيينا اليوم الاثنين.
جاء ذلك بمشاركة 120 من البرلمانيين حول العالم، بما في ذلك 26 من رئيسات البرلمانات، والوفود المصاحبة لهم، بالإضافة إلى رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، والأمين العام للاتحاد، ورئيس مجلس نواب دولة النمسا التي تستضيف القمة، والرئيس المنتخب للجمعية العامة للأمم المتحدة، ورئيسة البرلمان النرويجي التي ترأست القمة.
وقامت والي في كلمتها بتوجيه التحية لنساء العالم، تقديراً لدورهن الخاص خلال الجائحة، سواءً في قيادة المؤسسات في مختلف أنحاء العالم، أو في قطاع الصحة والقطاعات الاجتماعية الحيوية التي تمثل فيها النساء أغلبية العاملين، أو في الرعاية المنزلية والأسرية التي تتحمل النساء فيها المسئولية الأكبر، إلا أن التداعيات الاقتصادي والاجتماعي للجائحة جاءت أصعب بالنسبة للنساء والبنات، حيث تسببت الجائحة في فقدان النساء للوظائف بنسب أعلى من الرجال، وحرمان الملايين من البنات من التعليم، كما تسببت إجراءات الإغلاق خلال الجائحة في ارتفاع معدلات العنف المنزلي.
وقالت والي أن تمثيل النساء في البرلمانات قد شهد زيادة مشجعة في الفترة الأخيرة، إلا أنه لا تزال هناك حاجة لتكثيف جهود تمكين المرأة حول العالم، موضحة أن تمكين المرأة يبدأ بضمان أمنها وحقوقها الأساسية، مشيرة إلى الصعوبات التي تواجه النساء في أفغانستان حالياً، حيث أن 80 بالمائة من النازحين على ضوء الأزمة هم من النساء والأطفال، وإلى توظيف العنف ضد المرأة كأداة في الحروب والنزاعات في أفريقيا.
وأشارت والي إلى أهمية دعم النساء لبعضهن البعض وإدراكهن أن نجاح أي امرأة هو نجاح للنساء جميعاً، وفي هذا الصدد أكدت على ضرورة تكاتف النساء من أعضاء البرلمانات حول العالم للدفاع عن مصالح النساء والمجتمعات بأكملها، والدفع نحو تجاوز الخلافات السياسية من أجل المصلحة العامة.
وأكدت والي أيضاً على أهمية قيام الدول باتخاذ خطوات ملموسة لرفع عدد النساء ومعالجة غياب التوازن بين المرأة والرجل في البرلمانات، موضحة أن مصر على سبيل المثال تعتبر نموذجاً يحتذى به، حيث خصصت التعديلات الدستورية التي اعتمدت في 2020 ربع مقاعد مجلس النواب للنساء – وهو المعدل الدولي – كما تم إصدار مرسوم رئاسي بتعيين 20 امرأة في مجلس الشيوخ، بما يضاعف عدد النساء في المجلس.
ومن جانبها قالت رئيسة القمة "توني تروين" خلال الجلسة الافتتاحية أن التعافي من الجائحة بشكل كامل ومستدام يتطلب معالجة الفجوة القائمة لتحقيق المساواة بين المرأة والرجل، وهي الفجوة التي أصبحت أكثر وضوحاً على ضوء الجائحة، كما عقب رئيس الاتحاد البرلماني الدولي "دوارتي باتشيكو" بأن العالم عليه الوقوف بجانب النساء في أفغانستان، بما في ذلك أعضاء البرلمان الأفغاني من النساء، في هذه المرحلة الصعبة وفي ظل مستقبل غير واضح.
جدير بالذكر أن مدينة فيينا تشهد عدد من الفعاليات البرلمانية رفيعة المستوى هذا الأسبوع، فبالإضافة إلى قمة رئيسات البرلمان، تستضيف فيينا أيضاً المؤتمر العالمي الخامس لرؤساء البرلمان الذي ينطلق غداً 7 سبتمبر 2021، والقمة البرلمانية الأولى لمكافحة الإرهاب التي ينظمها الاتحاد البرلماني الدولي والأمم المتحدة وتنطلق يوم 9 سبتمبر 2021، وستشارك غادة والي كذلك في الحدثين.
