ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر.
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا، واليوم ننشر قصيدة بعنوان "ما يدوم" للشاعر الفرنسي رينه سولي برودوم، تزامنا مع ذكرى وفاته التي تحل اليوم الاثنين.
ما يدوم
الحاضر يصبح فارغا
وحزينا حولنا يا صديقي
وكم هو قليل ما يبقى من الماضي
فأولئك الذين يبقون يغيرون كل شىء
لم نعد نرى دون حسد
عيون العشرين من العمر وهي تلتمع
وكم من عيون قد أصبحت الآن بلا حياة
من بين تلك التي قد رأتنا نكبر
كم من شباب أخذه الوقت
الذي لا يعيد منه أبدا أي شيء
إلا أن شيئا ما يبقى:
أحبك.. بقلبي العتيق.
قلبي الحقيقي،
ذلك الذي يتعلق
ويتألم منذ أن ولد.
قلب الطفل الذي أملكه، قلب بلا بقع
ذلك الذي منحتني إياه أمي.
هذا القلب الذي لم يعد ينفذ فيه شيء،
والذي لم يعد يخرج منه الآن شيء،
أحبك..
بأقوى ما يملكه كياني ضد الموت.
وإذا كان يستطيع تحدي الموت نفسه،
إذا كان أفضل ما في الإنسان هو ألا يفني منه شيء
فإنني أحبك..
بما أملكه من أبدي.