"كل شئ يتغير في بلادنا إلا الخير، ينمو ويزدهر ويتكاثر، كشجرةٍ تضرب جذورها الأرض.. وتزدهر فروعها في السماء.. فنستظل بظلها في الشدة والرخاء.. يد تحارب الفقر وأخرى تمنع مسبباته.
للمجتمع المدني في مصر روافد تجري وجسور تمتد.. خيرٌ لم ينقطع ولن ينفطع بفضل الله وكرمه على هذه البلاد.. يزداد وينتشر في كل ربوع مصر.
الخير كان ومازال وسيكون.. أيادي الخير تعمر البيوت وتبني المدارس..تعلّم وتٌعالج.. تمد شرايين الحياة في أفقر البقاع.. الخير يمضي بحب الوطن عاشقا لترابه واصلا مع ناسه الطيبين.
يحيا الوطن المتضامن مع حب الخير.. يحمي ويرعى ويُنمّي.. نصبو نحو غد أفضل ونحو وجهة واحدة: حماية رعاية تنمية.. نحلم بمصر بلا عوز ونجاهد نحو غد أفضل.
نحتفل اليوم باليوم العالمي للعمل الخيري وقد صار العمل الخيري المصري نموذجا يحتذى به في كل العالم، تحوّل المجتمع المدني المصري من مساعدٍ للأفراد والأسر إلى مؤسسات تخطط وتبني وتعلم وتدير، تتضامن وتتعاون مع أجهزة الدولة والقطاع الخاص، ننكر ذاتنا ونذوب في حب الله والوطن.. نؤمن أن إعمار البلاد وصون العباد عباده، فلنرفع شعار العمل الخيري من أجل التنمية الإنسانية.
في احتفالية كبيرة بهذا اليوم، شهدها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ نظم صندوق تحيا مصر "أبواب الخير"، لتضم أكبر قافلة مساعداتٍ إنسانية لتصل محتوياتُهَا إلى نحوِ 5 ملايين مواطن مستحق، بتكلفةٍ قدرت بنحوِ 650 مليون جنيهٍ مصري، بالتعاونِ بين صندوقِ تحيا مصر، ووزارتي التضامنِ الاجتماعي والصحة والسكان، بالإضافةِ إلى 18مؤسسةً من مؤسساتِ المجتمعِ المدنيِّ.
نصدر إنجازاتنا للعالم، فتحضر موسوعة جينيس للأرقام القياسية لتسجل بكل فجر أرقاما قياسية جديدة، بعد رقمينِ قياسيينِ أنجزهُمَا صندوقُ تحيا مصر العام الماضي، بنجاحِهِ في تنظيمِ أكبر قافلة تبرعٍ بالدواجن، وأكبر قافلة تبرع بكراتين مواد الغذائيةِ على مستوى العالمِ، وهو الإنجاز الكبيرُ الذي تحقق بشراكةٍ مع 22 مؤسسةَ مجتمعٍ مدنيٍّ كُبرى، وأكثرَ من 500 جمعيةٍ قاعديةٍ منتشرة في قرى ونجوع الجمهوريةِ.
حصدت مصر اليوم ثلاثة أرقامٍ قياسيةٍ جديدةٍ أحرزهَا "صندوق تحيا مصر"؛ أكبرُ حملة للتبرع بالأجهزة الطبية على مستوى العالمِ، بما في ذلك أجهزةُ الغسيلِ الكُلويِّ، وحاضناتِ الأطفالِ، وأجهزةِ التنفسِ الصناعيِّ، وأكبر حملة للتبرع بالأجهزةِ المنزلية بواقعِ 4500 جهاز، وأخيرًا أكبرُ تبرعٍ بالموادِّ الغذائيةِ، بإجماليِّ مليونِ كرتونةٍ مُوجَّهةٍ لمساعدةِ الأسر في ربوعِ مصر.
عاشت مصر قوية أبية… تحية خاصة وتقدير لصندوق تحيا مصر وللمجتمع المدني المصري الأصيل. بخيره الفياض، وبعطاء أبناء الوطن الحبيب وإنسانيتهم، بقوة مؤسسات الدولة وبرؤية قيادتها الثاقبة وبخطاها الثابتة نحو أن نجعل من التمني حقيقة.. نحو التقدم والإزدهار وتدفق الخير.
كل عام والخير في مصر باق.. سلام وأمان وخير كثير لك وعليك يا وطني".