كشفت دراسة حديثة بشأن أمراض القلب والأوعية الدموية التي تحدث بسبب النوبات القلبية، أن ٤ من ٥ حالات يتوفون بأمراض القلب، موضحة أن العلامات المبكرة للنوبة قليلة ومن المحتمل ظهور خطر الإصابة أثناء تنظيف الأسنان بالفرشاة، كما هو الحال مع معظم أمراض القلب والأوعية الدموية، تحدث النوبة القلبية عند انسداد واحد أو أكثر من الشرايين التاجية.
وفقا لصحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، أن ما يتم الإشارة إلى النوبة القلبية الوشيكة من خلال الإحساس بالضيق أو الضغط في وسط الصدر، حيث أشارت الأبحاث المتزايدة إلى "البكتيريا كمسبب محتمل"، فعندما تدخل البكتيريا الدم وتنتقل إلى القلب، يمكن أن تسبب التهابات قاتلة في البطانة الداخلية لأي أعضاء الجسم.
وحددت الدراسة التهاب دواعم السن المعروف باسم أمراض اللثة، التي يمكن أن تزيد من خطر دخول الجراثيم إلى مجرى الدم، ما يؤدي إلى نوبة قلبية، ومن العلامات المبكرة لهذه الحالة نزيف اللثة أثناء غسل الأسنان، والذي يحدث عادة أثناء التهاب اللثة، وهو أحد أشكال التهاب دواعم السن الأكثر اعتدالا، على الرغم من أن نزيف اللثة شائع نسبيا، إلا أنه لا ينبغي تجاهله، ومن الممكن عكس التهاب دواعم السن في مراحله المبكرة بسهولة.
كما تشمل الأعراض تورّم اللثة أو انتفاخها، لثة ذات لون أحمر فاتح، أو أحمر داكن، أو لثة أرجوانية، اللثة التي تشعر بألم عند لمسها، بصق الدم عند تنظيف أسنانك بالفرشاة أو بالخيط، رائحة الفم الكريهة، صديد بين الأسنان واللثة، ومن ثم تقول الدراسة، التي أجريت في السويد، وشملت 1578 مشاركا يبلغ متوسط أعمارهم 62 عاما، وخضعوا لفحوصات الأسنان بين 2010 و2014، أنه تم تصنيف 985 مريضا على أنهم أصحاء، بينما كان 489 مصابا بالتهاب دواعم السن المتوسط و 113 مصابا بالتهاب دواعم السن الشديد.
ويُشار إلى ترسب الجراثيم في بطانة القلب باسم التهاب الشغاف، وعادة ما يحدث بسبب دخول البكتيريا أو الفطريات أو الجراثيم الأخرى إلى الجسم عن طريق الفم، وخلال المراحل المبكرة من التهاب اللثة، يمكن أن يحدث التهاب اللثة الذي تسببه البكتيريا في أقل من 5 أيام، ما يجعل معالجة الأعراض بمجرد ظهورها أمرا ضروريا.
وفي هذا السياق قال الدكتور حسن إبراهيم خليفة، استشاري جراحة عامة وجراحة أوعية: بالتأكيد نعم قد تسبب البكتيريا حالات وفاة إن لم يتم التعامل معها بشكل جيد، مؤكدا أن اهمال البكتريا السبحيه بالحلق واللوزتين يسبب تلف بصمامات القلب.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن غسل الأسنان شيء صحي ولا يمكن أن يكون سبب في نقل البكتيريا للأوعية، إنما المذكور يهم اطباء الاسنان بعدم التعامل الا بعد علاج التلوث البكتيري.
وأوضح أن نزول الدم من اللثة يعني أن اللثة ضعيفة وعلى المواطن التوجه لطبيب الأسنان للحصول على علاج لهذا، موضحا إذا أصيبت الأسنان بخراريج وصديد وتسوس نتج عنه جيوب صديدية في عظام الفك هنا التعامل خطير لأن عند نزول الصديد للحلق أو الدورة الدموية يكون فعلا ضار وقاتل.
وأضاف أن كل الصرخات العلمية "الأبحاث والدراسات" ليست لتخيف المواطنين إنما لترفع عندهم مستوى الاهتمام والوعي والبحث عن الرأي الطبي لمشاكلهم الصحية.
وأكد أن الدراسة جاءت لتثبت هاجس علمي قام الباحثين بمحاولة اثبات او التيقن منه وحتى يتحول اليقين بما يسمى بالحقيقة العلمية يظل في مستوى التخيل العلمي من المفروض ألا يلقي في قلوب المواطنين الرعب ليس لهم علاقة بمهنة الطب ولكنه يضيء نور للعاملين في الكادر الطبي بهذه التخصصات للاهتمام بالفحص الادق في هذا السبيل حتى يتيقنوا إن كان هاجس طبي أو مجرد حقيقة علمية، في النهاية هذه الأبحاث تكون في صالح المواطن وعلينا أن نهتم بها كأصحاب مهنة وليس كمواطنين.
ومن جانبه قال الدكتور أحمد الكرداني، أستاذ قلب، رئيس سابق قسم جراحات قلب وصدر بكلية طب عين شمس واكاديمية جراحات قلب، إن هذه الدراسات جاءت لتثبت شيء معين، ولكننا لا تقدر أن نقول أن نظافة الأسنان ليس لها علاقة بالنوبات القلبية، ولكن يمكننا قول أن البكتيريا لها علاقة بالنوبات القلبية وقد تسبب الموت.
وأوضح أن احتمال ظهور خطر الإصابة أثناء تنظيف الأسنان بالفرشاة، تحدث النوبة القلبية عند انسداد واحد أو أكثر من الشرايين التاجية، وهذا أمر مرجح جدا خاصة أن هناك العديد من الحالات عند انسداد الشرايين التاجية يتوفون.