تولي الدولة أهمية كبيرة لمعالجة مشكلة الأمية لما لها من آثاراجتماعية واقتصادية وسياسية يمكن أن تؤثر على تقدم المجتمع وتقدمه وتعيق عمليات التنمية المستدامة وتحدث تغييرًا حقيقيًا مختلف مجالات العمل ولا سيما في هذا المجال
وتعتبر الامية من أهم وأخطر المشاكل التي تواجه الدول النامية اليوم ولهذا وضعت الدولة خطة لمعالجتها والقضاء عليها وتفعيل بروتوكولات التعاون الموقعة بين وزارة التربية والتعليم هيئة تعليم الكبار ووكالات مختلفة لتحقيق هدف قرية بلا أمية.
رغبة السيسي في توفير حياة كريمة للمواطنين
وتدعم الدولة مبادرات الحماية الاجتماعية من أجل تحسين حياة الملايين من المواطنين خاصة في ظل رغبة الرئيس عبد الفتاح السيسي في توفير حياة كريمة للمواطنين وخاصة لمن هم في أمس الحاجة إليها 500 مليون جنيه من ميزانية "برنامج التضامن والكرامة" للسنة المالية 2020-2021 للفترة الرئاسية "تكافؤ الفرص التعليمية" حيث تم صرف المبلغ المخصص لبرامج دعم الطلاب الذين لا يستطيعون، ودعم محو الأمية وتعليم الكبار ودعم الطلاب ذوي الإعاقة الذين لا يستطيعون، بالإضافة إلى دعم التدريب المهني للطلاب الذين تسربوا من المدرسة وما بعد سن التعليم، ودعم الطلاب المصريين الأيتام في المدارس والكليات والجامعات.
وتتحدث الدكتورة إقبال السمالوطي، رئيس جمعية حواء المستقبل والأمين العام للشبكة العربية لمحو الامية وتعليم الكبار، أن معدل الأمية بين النساء أعلى من معدل الرجال وكذلك انتشار الأمية في الريف مقارنة بالمناطق الحضرية حيث وصفت مشكلة الأمية بأنها مشكلة اجتماعية ومشكلة مصر ككل تستحق الاهتمام وتعمل كهدف للقضاء عليها بحلول عام 2030.
أسباب متعددة لانتشار الأمية
وأضافت السمالوطي في تصريح خاص لـ " البوابة نيوز" أنه من الضروري الاستفادة من الجهود العالمية والدولية من خلال استخدام التكنولوجيا لمحو الأمية وتثقيف الكبار في جميع أنحاء المنطقة العربية لأن جميع دول العالم اتباع هذه الخطوات والتأكيد على أن حل مشكلة الأمية يساعد على اتخاذ القرارات الصحيحة من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية.
وأكدت أن هناك أسباب متعددة لانتشار الأمية في الفترة الماضية منها الفقر وعدم كفاية فرص الحصول على التعليم بين الأطفال في سن إلزامية.
واقترحت السمالوطي إجبار طلاب الجامعات على المشاركة في مشروع محو الأمية والذي تردد صداها بين بعض الجامعات في مؤتمر العام الماضي.
وأكد الدكتور أشرف ريانة، باحث في الاعلام السياسي بجامعة القاهرة، أنه لا تزال نسبة الأمية في مجتمعنا مرتفعة في بلد يسعى إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة في المجتمع المصري وفق خطة مصر 2030 وقد تعيق الأمية تحقيق أهداف التنمية لكنها موجودة.
وأوضح أن القيادة السياسية توجه لتنفيذ مشاريعها الخاصة بمحو الأمية من خلال مشاركة جهات ذات سلطة في تنفيذ خطتها.
إستخدام التكنولوجيا في محو أمية الكبار
وأشار إلي أنه خلال وباء كورونا تم تطوير العديد من البدائل لمواصلة تعلم الطلاب في فصول محو الأمية وخاصة استخدام التكنولوجيا في التعلم وتم إنشاء وحدة تقنية بالهيئة العامة لتعليم الكبار لتحويل البرامج الدراسية إلى فيديوهات لمدة لا تزيد عن 10 دقائق ترسل للطلاب الأميين.
واضاف خلال تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"أن الامي هو الذي لا يعرف كيفية التعامل مع التكنولوجيا ولكن لا تزال هناك الذين لا يعرفون كيفية الكتابة والأملاء وهم في مراحل التعليم المختلفة.
ويحتفل العالم باليوم العالمي لمحو الأمية في 8 سبتمبر من كل عام يوؤكد هذا اليوم أهمية القراءة والتعليم للأفراد والمجتمعات وضرورة بذل جهود أكبر لتحقيق مجتمعات خالية من الأمية وأكثر معرفة بالقراءة والكتابة لا ينعكس انتشار الأمية على الناس فحسب بل يمتد إلى بقية المجتمع ويؤثر سلبًا على القدرة الإنتاجية للعمل ومستوى النمو الاقتصادي لأن الأمية تضعف الطاقات الفكرية لدى الأفراد وتحد من قدرتهم على الإبداع والإنتاجية مما يؤدي إلى إهدار الكثير من الطاقة البشرية وإعاقة عملية تنمية المجتمع لذلك يمكننا أن نلاحظ أن البلدان ذات معدلات الأمية الأعلى لديها أعلى نسبة من الأشخاص غير النشطين اقتصاديًا.
